[شيماء البلوشي]

أقبل الكانون كبرقه ..
وروى بأمطاره صحرائي ..
وغطّى بثلوجه هامات قممي ..
واقتلعت عواصفه اشجاري .. وواحاتي ..
ومضى .....
ولم يكن كانوني مُقمراً ...

وأقبل شباط ..
بنسائمه الباردة ..
تداعب خصلاته احلامي ..
يحنو تارة ..
ويعصف بي تارة اخرى ..
ومضى .....
ولم يكن شباطي مُقمراً ..

وأقبل آذار ..
ومعه بشائر الشوق ..
لتجتاح اشعة الشمس سحبه ..
معلنة شروق الربيع ..
ومضى .......
ولم يكن آذاري مُقمراُ ..

وأقبل نيسان ..
هامسا بوقع ولادة الزنابق ..
واستيقاظ الجوري والبنفسج ..
وغناء الشرفات والارض الخضراء ..
ومضى ......
ولم يكن نيساني مُقمراً ..

وأقبل ايار ..
ليزرع حقولي قمحا ..
ويملأ سمائي بعصافير الأمل ..
ينسج من ألحانها نورا ..
يحرسني حين يثقل الليل ..
ومضى ......
ولم يكن اياري مُقمراً ...

وأقبل حزيران ..
واصبح الدفء يدب في طرف النهار ..
ويسري بلا هوادة في اعماق الكون ..
فرحا بضفائره ..
ومضى .....
ولم يكن حزيراني مُقمراً ..

وأقبل تموز ..
وفضاءه مليئه بالنجوم ..
يدعونا للسهر ..
ومسامرة كواكبه ..
والبحث عن لمح شهبه ..
في صفاء سمائه ..
ومضى ....
ولم يكن تموزي مُقمراً ..

وأقبل آب ..
بشقاوة امواجه ..
وحنان رمل شواطئه ..
يغرينا بقوافل المظلات الملونة ..
ومضى ......
ولم يكن آبي مُقمراً ...

وأقبل أيلول ..
بملامحه الصفراء ..
مسقطا اوراقه الخريفية ..
في الاحياء والحارات ..
ومضى .....
ولم يكن أيلولي مُقمراً ...

وأقبل تشرين ..
قادما من بعيد ..
برياح حائرة ..
موحشة ...
لا تفقه اي باب تقرع ..
ووقف دهرا على باب داري ..
ومضى .....
ولم يكن تشريني مُقمراً ...

وها هو كانون أقبل من جديد ..
لتمضي الايام ..
وتمضي الفصول ..
وتمضي الاعوام ..
ولا ازال ابحث عن عالم مُقمر ..... !


شيمــــــــــــاء البلـــــوشي