[ميساء البشيتي]

ولا عزاء للسيدات
ويتجدد الحزن في هذه المساحة التي أفتتحت لمحاربة الحزن
وتتجمد الحروف في جوفي مرة أخرى
غاليتي الحاجة ناهد
غاليتي بوران
وقع الخبر عليَّ كالصاعقة
إلا الموت فهو الحقيقة الوحيدة التي لا نتوقعها أبداً
الحقيقة الوحيدة التي هي أقرب حقيقة إلينا ودائماً نستبعدها
حين تختلط الفرحة بالقلق المشوب بالحزن ويحل الحزن مرة أخرى ..
قالت لي عبر الهاتف ميساء لدي خبرٌ مفرح لك ..سأذهب الآن أنا وابنتي أماني
لأداء مناسك العمرة عن رحمة والديك .. سأتصل بك هاتفياً عندما ألج الحرم الشريف .
بدأ قلبي يقفز وجلست قرب الهاتف وأنا أفكر هل بقي في هذا الزمن أناس من جنس الملائكة
ناهد وإبنتها أماني كذلك .. ورن الهاتف وركضت .. جاء صوتها باكياً .. ميساء أنا على باب الحرم
سأقوم بأداء مناسك العمرة لوالديك .. لكن .. لكن أختي فاطمة في سوريا قالوا لي أنها
أدخلت المستشفى ويقول الأطباء أنها قلبها لا يتقبل العلاج ومعها أربع وعشرون ساعة ..
يكذبون يا ناهد .. يكذبون وستعيش .. ستعيش أختك .. وهوى قلبي .. قبل حوالي الشهر
قالوا لي ستعيش أمك شهراً .. وعاشت شهراً .. هل هم يكذبون ؟
يا رب دعهم يكذبون هذه المرة .. دعهم يكذبون ..
ناهد هذه المسكينة التي غرقت في حزنها على الأستاذ طلعت وعلى أمي وأبي
لا تحتمل حزناً آخر .. يا رب لا تفجعهم ولا تفجعنا بفقد فاطمة ..
ولكنها إرادة الله ولا راد لقضاء الله .. ورحلت فاطمة .. رحلت ..
يالله ما أصعب الفقد وما أقسى الموت ولكن اللهم لا اعتراض
اللهم لا اعتراض
االلهم لا اعتراض
حبيبتي ناهد وحبيبتي بوران وحبيباتي أماني وتهاني ..
أتقدم إليكم بأحر مشاعر العزاء .. ربنا يرحمها برحمته ويجعل مثواها الجنة
ويلهمكم ويلهمنا الصبر والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون
ولا عزاء للسيدات