عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 01 / 2012, 27 : 02 AM   رقم المشاركة : [50]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !

عندما صدقنا أن تركيا ستلعب دورا مساندا لقضايا العرب هللنا لهم ولكن
ما الذي تغير فجأة .. لماذا تحولت ولملمت ما سمي بالمعارضين وحضنتهم
في مدنها ؟ ولماذا تحولت فجأة دولة قطر من دولة صديقة للنظام السوري
إلى دولة صار حكامها أكثر حماسة من الغرب لإسقاط سوريا في الخراب
وصارت الممول الأساسي لجماعة اسطنبول ؟
ولماذا صارت فرنسا أكثر حدّة من إدارة أوباما مع أن ساركوزي فتح قصر الإليزيه لبشار السد ؟

وحتى نجيب عن تلك الأسئلة سؤالا سؤال ، لا بد وأن نذكر وبشكل مقتضب
بعض المحطات التاريخية في علاقة كل من هذه الدول بالنظام السوري خصوصا
في العشر سنوات الماضية .. فمنذ العام 2003 وقفت سوريا ضد احتلال العراق
وأعلنت بأنه بلد محتل وهذا ألقى على النظام مسؤولية قانونية وأخلاقية فمن
الناحية القانونية قطعت أي صلة بالنظام العراقي الجديد ووقفت في المحافل الدولية
تدين هذا الاحتلال وتدعو القوات الأمريكية للانسحاب وأعلنت دعمها لمقاومته
ونفذت ذلك عمليا ، أما من الناحية الأخلاقية فإنها فتحت حدودها أمام سيل
هائل من اللاجئين العراقيين بلغ حد المليونان ونصف لاجئ مع ما يشكل ذلك
من أعباء تنوء بحملها الدول الكبرى والغنية ومع ذلك فإن أبواب جهنم فتحت
في وجه الجنود الأمريكيين حيث قام سيئ الذكر الحاكم المُطلق في العراق
" برامرز " بحل الجيش العراقي وأصدر قانون اجتثاث " البعث " واعتبار
اعضاءه " إرهابيين " فهرب الآلاف منهم إلى سوريا " دولة البعث " التي
رحبت بالرفاق " الضالين " بل وعاملتهم معاملة خاصة وهذا ما دفع بالأمريكيين
إلى التهديد باحتلال دمشق ؛ حيث حضر وزير خارجية أمريكا إلى دمشق حاملا
جملة شروط سبقته حملة تخويف سياسي عسكري روجت لها – مع الأسف –
وسائل إعلام عربية خصوصا الصحافة الكويتية والسعودية والمقيمة في بلاد الشقر!
وساد الاعتقاد بأن دمشق سوف تطبقها فورا لأن الأمريكي بحسب رؤيتهم
صارت على حدودها " وبالجزمة " كما قال أحد صحافيي لندن المستعربين !

ومن أهم تلك الطلبات او الشروط : ضبط الحدود السورية العراقية وتسليم
القيادات البعثية التي لجأت فكان رد النظام على لسان الأسد : " ليس هناك
جيش سوري على الحدود، أليس لديكم جيش هناك ؟ قوموا بواجبكم،
أما أنا، فواجبي حماية شعبي لا جنودكم»

الأمريكي هنا وقع في مأزقين ، الأول : هو ليس بقادر على فتح معركة جديدة
في سوريا لأن جيشها لن يتبخر في ساحات المعركة كما حدث في العراق ،
هذا من الناحية العسكرية أما السياسية فليس للولايات المتحدة أية حجة تلقيها
على دمشق غير التهم والعالم بدأ بكشف التهم الكاذبة التي وجهت للعراق
من قبل .. أما المأزق الثاني فهو متمثل بالدعم اللامحدود الذي تقدمه دمشق
لفصائل المقاومة الفلسطينية خصوصا لحماس والجهاد الإسلامي وتنظيم
حزب الله اللبناني حيث بات كيان العدو يضغط على إدارة بوش حتى توقف
دمشق هذا الدعم الذي يهدد كيانها باستمرار ؛ فماذا تفعل
إدارته – أي إدارة بوش – الحائزة على رضى معظم العرب فأين ما حلّ الرئيس
في عواصم العرب تقام له الأفراح ويؤتى بالصغار الملاح لترقصن في حضرته
وتُهدى له سيوفنا البتّارة من عهد عنترة حتى آخر شهيد عراقي ،
ويشرب نخبه العرب من المحيط إلى الخليج ؟!

اختارت إدارة بوش التعامل مع السوري باستخدام نظرية العصا والجزرة
اللعبة التي تجيدها تلك الإدارة ( وما زالت )
ففجأة وفي ذات السنة 2003 – 2004 صرنا نسمع عن توسع في العلاقات
القطرية السورية ، وبدأت تركيا تدعو سوريا بالجار الطيب ودمشق لا تردّ طالب
ودّ حتى لو كان عدوها الإسرائيلي !
شخصيا سُألت حينها فقلت : لا يمكن لا لقطر ولا لتركيا الانفتاح على سوريا
وتعزيز علاقاتهما التجارية والاقتصادية معها إلا بموافقة أمريكية لها أهداف
بعيدة المدى ، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى تعزيز قوة البلدين سياسيا لأن
دورا ما سيناط بهما ، وإن النظام في سوريا بحاجة إلى دول " تقيم له وزنا "
في زمن " الحصار " مع معرفته بعلاقات دولة قطر بالإسرائيليين فهو سيغض النظر
الأمر الذي أزال أو غطى على حكومة قطر إعلاميا طالما أنها نالت مباركة نظام
" الممانعة " لا بل أن إعلام " الممانعين والمقاومين " قد سكت ّ وتناوله
إعلام لدول أنظمتها تقيم علاقات طبيعية مع كيان العدو كالإعلام المصري
والأردني وجماعة " أوسلو " يا للعجب ! وأكثر من ذلك ، فقد دفعت دمشق
المقاومين إلى الانفتاح على قطر حين زار الشيخ حمد دمشق وتعرف على
خالد مشعل وأثنى على مقاومة حزب الله لا بل أن الشيخ حمد كان أول حاكم
بل أول مسئول عربي يزور الضاحية المدمّرة من بيروت ووقف فوق
ركام الأحياء الممسوحة في عدوان كيان العدو الإسرائيلي آب 2006 فغدى
حمد في أعين بلاد الشام " جيفارا " العرب ، طنطنت له الشام مع حلفاءها وزمروا !

أما تركيا فلعب أر دوغان لعبة البطل الساحر ( ونحن هبل ونصدق كل ما تراه أعيننا )
وكدنا أن نعلنه خليفة المسلمين الجديد !
لقد كانت تلك الجزرة التي قُدمت إلى دمشق ؛ أما العصا فلها شأن آخر كان
يتحضر في القوانين الأمريكية ؛ فسوريا يجب محاسبتها !
مجموعة اللوبي الصهيوني في الكونغرس الأمريكي وجماعة " المتطهرون "
الذي يُطلق عليهم " المحافظون الجدد " قرروا تطبيق القوانين الأمريكية
خصوصا قانون مكافحة " الإرهاب " من داخل الدولة الأمريكية ليشمل أبعد زاروب
أو زنقة على حد قول صاحبنا المقتول في أقصى بلاد العالم ، وبذا تصبح الدولة
في سياق بنائها لاستراتيجية "مواجهة" الإرهاب تستخدم عناصر أيدولوجية
لأن " الإله " كان يخاطبهم عبر الرئيس سيء الذكر بوش ليخلصوا العالم من
الأشرار دولا كانوا أم أفراد !

فصدر قانون " محاسبة سوريا " بأغلبية 398 صوتا مقابل أربعة أصوات
مشروع قانون ينص على فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية لأنها تقوم
بدعم الإرهاب. وعليها سحب قواتها من لبنان. كما ينص القانون وعلىيها وقف
مساعيها للحصول على أسلحة دمار شامل، ومنع وصول الأسلحة إلى العراق
كما يمنع حصول سوريا على النفط العراقي ، كما تشمل حظرا على الصادرات
غير " الإنسانية" والاستثمار ومنع الطائرات السورية من الهبوط في
الأراضي الأميركية أو التحليق فوقها. وقال البيان حينئذ " لقد آن الأوان
كي تبدأ الحكومة (السورية) بإدراك نتائج أعمالها". وأوضح أنه "لن يكون
هناك تساهل مع إرهاب الدولة". وقال إن هذا التشريع سيمكن الرئيس
جورج بوش من الضغط على دمشق من خلال العقوبات الاقتصادية وقيود
السفر والعزلة الدبلوماسية "

كان هذا في أواخر العام 2003 وبعد أقل من سنة دفعت إدارة بوش مجلس
الأمن نحو تبني قرار أمريكي إسرائيلي فصوت المجلس على القرار 1559
الخاص بلبنان والذي يدعو سوريا لمغادرته ونزع سلاح المقاومة ولما لم
تستجب سوريا صدر الأمر إلى جماعة " أبناء آوى " بقتل الرئيس السابق
لوزراء لبنان رفيق الحريري وأتهمت سوريا بقتله وبأوامر من الرئيس بشار
الأسد شخصيا وبدا أن " ربيع " العرب قد بدأ !
فخرج مليون لبناني متظاهر ضد دمشق يقودوهم عملاء إسرائيل !!

أما لماذا تغير موقف تركيا وقطر فهو بكل بساطة أن النظام السوري
أكل الجزرة ولم يلتفت للعصا ! ولهذا حديث آخر .
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس