رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
سيدتي شيماء
هم يكذبون وهم يعلمون بأنهم يكذبون ، ولن يبالوا بردودك لأنهم يعلمون أن الخبر صار عند معظم الناس يقينا ،
لأن الإعلام تسبقه تهيأة تبدأ في قصص الأطفال والثقافة .. ولكن هذا لا يمنع الدول أو الفراد من بذل الجهد ليصبحوا فاعلين .
نعود لموضوعنا ، وجوابا على سؤالي : ما العمل إذن ؟!
فقال صديقي : الحلّ دولي .
كيف يكون الحل دوليا إذا كان النظام يرفض التدويل سألت صديقي فقال :
الفرق كبير يا صاح ما بين أن تتفق الدول على مساعدة النظام والمعارضة معا من أجل حلّ الأزمة والتي
هي في جزء كبير منها كانت نتيجة لتدخلات مباشرة أو غير مباشرة من دول عربية ودولية ، وبين أن
تتدخل الدول عبر مجالسها في الأمم المتحدة من أجل تصفية حسابات مع الدولة السورية أو أي دولة أخرى !
قلت ،لم أفهم كثيرا فأردف قائلا :
إذا كانت أمريكا وحلفاءها يعتبرون أن النظام عقبة امامهم في كل ما يخططون ، وأن عملهم انصبّ في
السنوات الأخيرة على إخضاع النظام – لم يفلحوا – فعملوا على إسقاطه – ولن يفلحوا - وإذا كانت الدول
صاحبة المصلحة في أن تكون سوريا دولة قوية وصامدة ، أو دولة " ديمقراطية " فعلى تلك الدول
خاصة " المحور الأمريكي " أن تأخذ بعين الاعتبار أن النظام صمد ولا يستطيعون إسقاطه إلا إذا احتلوا
دمشق وقصر الرئاسة ؛ وأن هذه الوسيلة ، أمامها عقبات لا يمكن تذليلها .. وعليه ، فإن استمرارهم بدفع
الأمور سوف لن يجرّ إلا الويلات على الشعب السوري نفسه وليس النظام الذي يستفيد من أخطاءهم
وعجزهم ؛ أقول ، على تلك الدول أن تتفق مع النظام وحلفاءه على حلّ يحفظ ماء وجههم فلطالما قام
النظام بقبول ذلك ، وأحيانا على حساب سمعته كما حدث في مواقع كثيرة ( موضوع لبنان ابرز مثال)
والمرشح أن يقوم بهذا الدور هم السعوديون نيابة عن المحور الأمريكي وحلفاءه ، إضافة إلى
الروس والإيرانيين حلفاء النظام .
قلت ، إني على قناعة تامة معك ولكن .. هل نضجت الظروف لتقوم المملكة السعودية بهذا الدور
خصوصا وأنها تواجه عجزا في حلّ المسالة اليمنية وهي بالنسبة إلى المملكة أخطر بكثير بالنسبة لحاضر المملكة ومستقبلها ؟
قال صديقي بعد ان أشعل سيجارة وأخذ منها نفسا عميقا ونظر إلى البعيد ثم التفت إليّ وقال :
أتعرف يا رأفت أنه ومنذ فجر التاريخ حتى عصر الإسلام وما بعده كانت بلاد نجد والحجاز تتأثر باليمين والشمال / باليمن وبلاد الشام /
وأن استقرار تلك البلاد كان يتأتى من استقرار الشمال واليمين ، وأعتقد جازما بأن الأمر ما زال كما الماضي ،
أنظر إلى دور المملكة في اليمن واسأل هل هي مع نظام علي عبدالله صالح ؟ هل هي ضده ؟
أقول لك لو ذهب " صالح " ونظامه سوف لن تكون آسفة بالرغم من أن أموالها تذهب بالاتجاهين ؛ فمن
جهة هناك اموال تذهب للمعارضة بمختلف الطرق – ولو أنكر بعض المعارضين ذلك – وهناك اموال تذهب
لمؤسسات النظام اليمني كالجيش والموظفين وغير ذلك .. لكن الأمر مختلف بالنسبة إلى نظام بشار الأسد ،
فإن ذهب سوف لن تترحم عليه وهي هنا ، تدفع للمعارضة خصوصا للذين " يشحتون " منها وبشكل
متواري وهي – أي المملكة - لا تشترك – على ما يقوله أهل الحكم في الشام – في أي مؤامرة مثل بعض
الدول كدولتي قطر و تركيا مثلا وتقول ما معناه " إن استطعتم إسقاط النظام فلن أعارضكم ، أسقطوه " !
مع أن المملكة كنظام تدرك تماما حقيقة ما يجري في دمشق ، ولكنها الضغوط التي تأتي من الداخل والخارج
عليها ؛ ففي الداخل هناك متشددون في " مجلس الشورى والمؤسسة الدينية ويتعاملون مع الأحداث من
وجهة دينية بل من وجهة مذهبية وليس بمنطق الدولة ؛ وخارجيا ، هناك الضغط الأمريكي الهائل والذي
يهدد المملكة واستقرارها بين وقت وآخر عبر بعض المنظمات التي تدعي عملها " بحقوق الإنسان "
وعبر بعض التسريبات المسيئة حول سلوك بعض الأمراء ، وعبر تسريبات مخابراتية بأن الدور القادم ،
هو دور المملكة في التحركات الشعبية والتي تصادف / أو تُنظَّم بعض الجهات التحركات الشعبية في
المنطقة الشرقية من البلاد .. ولكن .. / وقد تستغرب هذا الكلام / إن صمود النظام في سوريا هو الذي
سيتيح للمملكة القيام بالدور - كما أتوقع – وسيدفع الأمريكيين نحوها لإخراج " الحلّ " كما حدث عام 1976 و 1982 و 2008 .
في تصوري أن الأشهر القليلة القادمة سوف تبلور هذا الحل الذي في شكله " اتفاق دولي " لحل "
هو في المضمون سوري بحت " بحيث ستقفل بعدها " أكذوبة " الثورات المزعومة التي أطاحت بنظم
وخربت بلاد سوف لن تعود كما كانت اقتصاديا إلا بعد عشرين عاما ويزيد ، فالعراق وليبيا واليمن ومصر
شواهد حيّة على ذلك ، وديون بالمليارات سوف تزيد من ارتهان تلك الدول للخارج .
هل هناك متضررون من فكرة هذا الحلّ ؟ نعم .
من هم ، ولماذا سيتضررون سألت ؟
فقال : سيكون هذا حديثي التالي معك .
|