عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 01 / 2012, 27 : 06 AM   رقم المشاركة : [1]
علاء زايد فارس
مهندس وأديب يكتب الشعر

 الصورة الرمزية علاء زايد فارس
 





علاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

Lightbulb مخطئ من ظن أنه لا يخطئ!

مخطئ من ظن أنه لا يخطئ!
بقلم علاء زايد فارس



[align=justify]

مقدمة:

مخطئ من ظن أنه لا يخطئ!
لأنه تجاهل حقيقة من حقائق الحياة التي خلقها الله سبحانه وتعالى، فهو ينسى أن الكمال لله وحده، وأن النقصان سمة أصيلة من سمات البشر...

كيف لا؟!
والله عز وجل شرع لنا التوبة كي نصحح أخطائنا، يقول الله عز وجل (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)( * الزمر آية53)

كيف لا نخطئ؟؟!
والله عز وجل يقول في كتابه ( وتحبون المال حباً جما)(*الفجر آية 20)
ويقول أيضاً( وكان الإنسان عجولا)*(سورة الإسراء آية 11)

وكيف لا نخطئ؟؟!
والله تعالى يقول في الحديث القدسي " لو كنتم لا تذنبون وتستغفرون فأغفر لكم لذهبت بكم وأتيت بأناس يذنبون فيستغفرون فأغفر لهم" ..

إن من أكثر ما يثقل كاهل الأمة أفراداً وجماعات، وأحزاباً ومنظمات ، ووزارات ومؤسسات هو الغرور والتعالي على الأخطاء، حتى يصل الأمر إلى محاولة تبرير الخطأ عِوَضاً عن إصلاحه، وإلى تطويع المنطق ليختلط الحابل بالنابل، فيزداد الانحراف انحرافاً والاعوجاج اعوجاجاً، حتى تخرُّ منظومة الخطأ صريعة - بعد أن يصبح الإصلاح مستحيلاً- تحت ركام أخطائها وغرورها إلى غير رجعة!


الخطأ والتجربة:

هل للخطأ بعد إيجابي في حياتنا؟؟!
نعم إن للخطأ دور مهم في معرفة الصواب وتراكم الخبرات وبالتالي فهو صاحب فضل عظيم في مسيرة التطور الإنساني، فقد قال المثل (من لا يخطئ لا يتعلم ، ومن لا يعترف بأخطائه لا يرتقي أبدا)...

ويكفينا أن نعلم أن أديسون قد ذاق مرارة الفشل مرات ومرات ليصل إلى صنع المصباح الكهربائي، وحينما سأله أحدهم ساخراً متهكماً " أما تعترف بفشلك في اختراع المصباح الكهربائي بعد 9999 محاولة فاشلة؟؟ ".

فكان الجواب " خطأ يا صديقي فقد اكتشفت 9999 طريقة لا توصلني إلى الحل السليم " ، ونتيجة لهذا المنطق سجل أديسون اسمه في التاريخ بمصابيح من نور!

وكما كان أسلوب المحاولة والخطأ سبباً في اختراع أديسون للمصباح الكهربائي، كان أيضاً سبباً في ظهور عدد كبير من الاختراعات وكذلك الكثير الكثير من المعادلات التجريبية والتي لطالما رافقتنا خلال دراستنا الجامعية.


ولا تقتصر نجاعة هذا الأسلوب على الكليات العلمية فقط بل يتعداها للمجالات الأخرى، مثلاً نحن نستخدم الكشكول كغرفة عمليات لكتابة مواضيع التعبير، فنبدأ أولاً بالعصف الذهني ثم نتبعه بالمحاولات العديدة ونكتب ونحذف ونمحو تارةً ونمزق الأوراق تارةً أخرى، ومن ثم ننقل موضوعنا إلى الدفتر حينما نقتنع بأنه أصبح كاملاً متكاملاً بعد أن قمنا بتصحيح عشرات الأخطاء وإجراء العديد من التعديلات المسبقة.

إن التجربة تأتي بالممارسة والاحتكاك والمضي قدماً في دهاليز الحياة، وهذا يعني ضمنياً أن ارتكاب الأخطاء أمر حتمي خلال مسيرة الإنسان، ومنها تتراكم التجارب والخبرات والتي تجعلنا نتطور نحو الأفضل.


فن إدارة الخطأ:
وبالطبع نحن هنا لا نحث الناس على ممارسة الأخطاء، بل نحثهم على استغلال الأخطاء السابقة في تقليصها حاضراً ومستقبلاً، ويمكننا فهم هذه المعادلة بالشكل الصحيح إذا ما تمعنا في قول المصطفى عليه الصلاة والسلام " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " (متفق عليه) ، وما أجمل هذا الحديث الشريف الذي يرشدنا لفن إدارة الأخطاء، ويوضح دور الاستخدام الأمثل للتجربة في تطور الإنسان وارتقائه دينياً ودنيوياً، فالكثير من البشر لا يتقنون الاستفادة من تجاربهم ويضيعون الفرصة تلو الفرصة في تصحيح المسار وإصلاح العيوب والأخطاء حتى يقع ما لا يحمد عقباه!

وهنا أود أن أذكر بعض الأمثلة لفوائد إدارة الأخطاء، وسأبدأ بمثال بسيط من عالم كرة القدم؛ فكثيراً ما نسمع في نشرة الأخبار الرياضية مصطلح " لقاء ودي بين فريقين" وبالطبع لا يخفى على متابعي كرة القدم أن اللقاءات الودية الرياضية هي اختبار لقدرات كل فريق قبل خوض المباريات الرسمية، وهنا يجدر بنا أن نتساءل، لماذا تدفع بعض الأندية الكثير من المال لخوض اللقاءات الودية ؟؟!
والجواب البديهي جداً، لكي يعرف المدرب نقاط الضعف لدى فريقه ويحاول تلافيها قبل خوض اللقاءات الرسمية، ولكي يقيم أداء الفريق ويتأكد من لياقته البدنية وجاهزيته لخوض المنافسات الرسمية، ولكي يتعود الفريق على جو الملاعب الخارجية .....الخ.

وهذا أيضاً ينطبق على مبدأ المناورات العسكرية والتي تعتبر تدريباً جيداً للقوات المسلحة لوضعها في حالة جاهزية تامة في وقت السلم استعداداً لأي حالة حرب قد تحدث فجأةً دون سابق إنذار.

وبالمثل هذا المبدأ ينطبق على عقد الامتحانات التجريبية قبل النهائية، وتصميم المجسمات الهندسية قبل البناء على أرض الواقع، والتطبيقات الطبية لبعض الأدوية على الفئران قبل استخدامها مع الإنسان....الخ.

نسبية الأخطاء:

يقول الأسبان ( الخطأ يكون كبيراً بقدر ما يكون صاحبه كبيراً ) ونقول نحن باللهجة العامية (غلطة الشاطر بعشرة )، وبالتالي فإن الأخطاء وإن تشابهت في الشكل ستختلف في أثرها من شخص لآخر أو من حالة لأخرى، ويمكننا أن نوضح ذلك ببساطة لو فكرنا لم عقوبة ارتكاب الفاحشة شرعاً وعرفاً وقانوناً تختلف من الأعزب إلى المتزوج رغم أن الفعل الأول هو ذات الفعل الثاني؟؟!
بالطبع لأن آثار الخيانة الزوجية مدمرة جداً على صعيد الأسرة والمجتمع!

وفي اتجاه آخر يمكننا أن نذكر على سبيل المثال، الحادثة الطريفة التي صورتها وسائل الإعلام للرئيس التشيكي فاكلاف كلاوس حينما قام بأخذ القلم الذي وقع به اتفاقية مع نظيره التشيلي خلسةً.
ورغم أن القلم لا يساوي هذه الضجة التي أثارتها وسائل الإعلام الأوروبية، ورغم أن القلم أيضاً يعتبر بروتوكولياً من حقه، إلا أن المبدأ وأخذ هذا الشيء البسيط خلسة قد أثار وسائل الإعلام حيث وجهت له انتقادات لاذعة، ولو تساءلنا ماذا سيحدث لو قام أي فرد عادي بسرقة قلم؟؟!

غالباً لن يكترث أحد بهذا، وحتى لو قام صاحب القلم بإبلاغ الشرطة، قد يقوم أفراد الشرطة بطرده بعد أن يسخروا منه، وقد يقوم الشرطي _ إن كان كريماً- بمنحه قلماً قبل طرده من المركز!

وبالتالي هنا يجب أن نفرق بين خطأ فرد بسيط في مجتمع ما بخطأ سياسي أو
مسؤول كبير، لأن سرقة القلم في الحالة السابقة قد تمنحنا مؤشراً أن هذا الشخص قد يسرق أشياء أكبر وقد يهدر ثروات بلاده دون وجه حق!

فأخطاء الكبار قد ينجم عنها كوارث سياسية أو اقتصادية أو هزائم عسكرية أو نكسات أو نكبات تاريخية تلقي بظلالها على أجيال بكاملها في الحاضر والمستقبل.


فالأولى بهؤلاء المسئولين أن يكونوا على قدرٍ عالٍ من المسؤولية وأن يتمتعوا بروح المكاشفة مع الذات والجمهور وأن يتقنوا اختيار البطانة الصالحة، حتى يكونوا قادرين على التراجع عن أخطائهم في الوقت المناسب وتصحيح المسار دون عنادٍ وغرور.

إن نتيجة التقاعس عن إصلاح الأخطاء وتداركها في الوقت المناسب كارثية على مجتمعاتنا، وما نحن فيه من انهيار وتخلف وفتن وحروب أهلية ورشاوى وفساد وكساد وبطالة …. إلا نتاج تلك السياسة العقيمة، وما الذي نعيشه في عام 2011م إلا نتاج سنوات عجاف امتلأت بالظلم والأخطاء في ظل موت سريري للإصلاح والمساءلة.

الغرور والخطأ:

إن الغرور هو من أهم أسباب الفشل؛ فالمغرور أعمى عن أخطائه كالجمل الذي لا يرى اعوجاج رقبته، فتتراكم وتتراكم حتى تصبح ككرة الثلج المتدحرجة التي تهوي خلفه من فوق جبل جليدي، تكبر وتكبر كلما زاد الوقت لتطارده بلا هوادة، ولن تتوقف حتى تقضي عليه وعلى كل نجاحاته السابقة إن وجدت!

ويقال أن بين الثقة بالنفس والغرور شعرة، ولكن شتان ما بين الثقة بالنفس التي ترتقي بنا نحو الأفضل ، وبين الغرور الذي يهوي بالناجحين من القمة إلى القاع، فإياكم والغرور فهو يجعلكم فريسة سهلة لأخطائكم!

وفي الختام ...أختم هذا المقال بنصيحة لقمان الحكيم لابنه، قال تعالى( ولا تصعّر خدَّكَ للنَّاسِ ولا تَمشِ في الأَرضِ مَرَحاً إنّ اللّهَ لا يُحِبُ كُلّ ‏َمُختَالٍ فَخُورٍ) صدق الله العظيم.

وتذكروا دائماً / مخطئ من ظن أنه لا يخطئ!

[/align]


م.علاء زايد فارس
11/5/2009م
تم التعديل في 17/1/2012م

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع علاء زايد فارس
 عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ،
فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!!
وَكُلُّ الْعَوَاصِمِ مَلَّتْ أَنِينِي ،
وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ...
أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ،
وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ..

الأديب الجزائري الكبير: محمد الصالح الجزائري
علاء زايد فارس غير متصل   رد مع اقتباس