رد: نقاش مفتوح حول الإرهاب الفكري وتعريفه ومعطياته وأساليبه
طرح هام تشكر هدى الخطيب على اثارته في هذا الوقت العصيب الذي نشهد فيه عالمنا العربي ينتفض على انظمة الارهاب الفكري والقمعي.
ان نفي حق التعددية الفكرية والتعددية الاثنية والتعددية الدينية والتعددية الثقافية هي في جذور الارهاب الفكري.واقع ان الأنظمة العربية تتشكل من مجموعات عائلية او دينية او قبلية، لا فرق بين نظام ديني او نظام يدعي الثورية والاشتراكية ومعاداة الاستعمار هو الاشارة الواضحة الى ان القاعدة التي تنطلق منها الأنظمة العربية هي قاعدة تنفي حق المعارضة وحق الاختلاف وحق التفكير بما لا يتلاءم مع تفكير الماسكين بصولجان السلطة.
على المستوى الاجتماعي نشهد نفيا لدور المرأة ومساواتها. هذا أيضا شكل من أشكال الارهاب بالغ الخطورة على تشكل الوعي الانساني المجرد وعلى تطورنا الاجتماعي.المرأة المقموعة تنتج انسانا مقموعا.
ان احد أخطر اشكال الارهاب السائدة اليوم ، خاصة في شرقنا العربي.هي الارهاب الديني . سنة ضد الشيعة. مسلمون ضد مسيحيون. والعكس صحيح. ان ما شهدته مصر والعراق من حملات طائفية الحقت الدمار بالنسيج الاجتماعي والقومي لهذه الدول. واضطهاد الأقليات الدينية او القومية يضر بتطور كامل المجتمع.وهذا ينعكس على التطور الحضاري لدولنا العربية. ان هجرة العقول العربية نتيجة حملات الارهاب المختلفة تفرغ عالمنا العربي من القاعدة المادية لتطوره المستقبلي.
واضح أن الأقليات تعاني الأمرين. ولكن الأكثرية أيضا لن تخرج رابحة من خسارة العقول العربية وتفريغ العالم العربي من القوى العلمية والاقتصادية وذات الثقافة العالية ، التي تتشكل اساسا من الطبقات الوسطى صاحبة المصلحة العليا في التطور الاقتصادي. خسارة العالم العربي من هذه الهجرة تبلغ حسب تقديرات الخبراء مئات مليارات الدولارات .
في زمنه قال جمال عبد الناصر في خطاب الوحدة بين سوريا ومصر الذي القاه من دمشق ما معناه ان ما يربط بينه وبين المسيحي العربي أكثر مليون مرة مما يربط بينه وبين المسلم الباكستاني. وطبعا لم يكن قصده ان قضية الانسان في باكستان او غيرها لا تهمه . انما اكد على ضوروة صيانة النسيج الاجتماعي بين ابناء العالم العربي بكل اختلافاتهم الثقافية والاثنية ( عرب اكراد ازاميغ طوارق اشوريين كلدانيين ... الخ) عبر كل انتماءاتهم الدينية والطائفية .
التعددية تنتج فسيفساء ثقافية حضارية ويجب ان تقود الى نهضة تنويرية وليس الى صراع ارهابي دموي.
هذه ملاحظات سريعة.. آمل ان اجد الوقت للعودة بطرح اعمق.
|