الأخت الغالية نصيرة
كم أوجعني وأبكاني ما تقوله الشجرة لأختها عندما تعريها العاصفة وتكسر منها غصناً ,
فما بالكِ عزيزتي ما قالتاه بوران وناهد لفاطمة الزهراء عندما عرانا رحيلها , وكسر
قلبنا وروحنا ,
بفقدها فقدنا الحب والحنان الذي لا يمكن أن يعوضه أحد , الجرح كبير وغائر في القلب
والأيام والليالي والساعات تمر طويلة وثقيلة بدون فاطمة الزهراء , وبدون نبع الحب
والحنان , وبدون الضحكة والبسمة الرائعة رغم كل ما كانت تمر به من آلام ومحن , وبدون
كلمة (تقبريني) و (تقبرني) كلما لمحت إحدى أخواتها أو أحد اخوتها .... آآآآآآآآآآآآآه
يا نصيرة كم هو مؤلم هذا الشعور .....
هي استعجلت الرحيل , وتركتنا مع إيماننا الكبير وتسليمنا بقضاء الله وقدره , ولا نملك
إلا أن نبكيها بالدموع في كل لحظة ونبكي فراقها ونردد ربنا يرحمها ويغفر لها ويسكنها
فسيح جنانه .
أشكركِ ياغالية على هذا البوح .
رحم الله سارة يا أستاذنا الفاضل عبد المنعم إسبير , وكلنا ننتظر لقاء أحبتنا الذين غادرونا
فهم السابقون ونحن اللاحقون .
كما أشكركِ غاليتي ميساء على مشاعركِ وطيبتكِ , فأنتِ وقفتِ معنا بروحك وقلبك منذ
اللحظات الأولى لدخولها المشفى وحتى بعد الرحيل , لن أنسى ذلك أبداً , رحم الله والديكِ
وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان .
كما أشكر الغالية فاطمة على نبل مشاعرها ومواساتها .
شكراً للجميع من القلب الذي ما زال ينزف دماً ودمعاً وألماً , وإنا لله وإنا إليه راجعون
ولا حول ولا قوة إلا بالله .