رد: منتدى الانسان للاصلاح الديني و الفكري
الأخت الأستاذة نزهة .. السلام عليكم ورحمة اله تعالى وبركاته ..
في عرضك القيم هذا لفتت انتباهي أمور ذات أهمية ، رأيت من واجبي التعليق عليها إما على شكل ملاحظة مقتضبة أو على شكل أسئلة ..
وأول ما أثار انتباهي هو قضية التحريف .. الذي طال الكتب السابقة .. إذن لا يمكننا أن نساوي بين القرآن الذي أكد فيه ربنا سبحانه "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ".. وبين الكتب السابقة التي نزل فيها قوله عز وجل"يحرفون الكلم عن مواضعه .."
ثانيا .. إن القرآن يؤكد أن كل الديانات ماهي إلا انضواء تحت راية واحدة وهي الإسلام " إن الدين عند الله الإسلام .."
ثالثا .. في ما يخص ألآية التي تندد باتباع الكفار ما وجدوا عليه آباءهم ، هنا ، أعتقد ألا يجب الخلط بين ما كان يمارسه هؤلاء الكفار من عبادة للأوثان واقتراف المعاصي وأكل الحرام و الربا والزنا ، واتباع آبائهم في ذلك في جاهليتهم .. وبين المسلم الذي يتطلع إلى حياة النقاء والطهارة والاستقامة واتباع طريق الحق في سائرمجالات الحياة التي كان عليها السلف الصالح ..
أما عن انتقاد من يريد بلوغ السلطة من أهل الإسلام .. فأنا أعجب لمن يقول بوجوب التفريق بين الدين و السياسة.. هل غاب عنهم أن الاسلام جاء ملما بجميع مجالات الحياة من أسرة و تجارة وحكم وغير ذلك ما أدق تفاصيل الحياة ..
وأختم قولي المختصر هذا بالتعليق على ما ورد بخصوص تولي الإسلاميين الحكم في بعض الدول وفشل البعض في ذلك وأسأل :
1- ما الذي حدث في الجزائر؟ هل الفشل جاء من الشعب الذي صوت بأغلبية ساحقة لجبهة الإنقاذ أم أن تدخل العسكر بإملاءات خارجية هو الذي أحبط هذه التجربة .. ؟ إذن من المسؤول عن العنف هناك ، وماذا كان يضر لو ترك الخيار للشعب ليرى مدى أهلية الجبهة في قيادة البلاد ؟ أنا متأكد أنها لو كانت فشلت في تسيير البلاد لعاد الشعب وأسقطها كما جاء بها إلى الحكم ، ولكن بطريقة ديموقراطية .
2- ماذا حدث في فلسطين ؟ لماذا ثار الكل في وجه نجاح حماس ؟
3- ما الذي يحدث في مصر ؟
نحن إذا تتبعنا الأمور في كل البلاد الإسلامية ، نجد أن ميول الشعوب هو الحكم الإسلامي .. لكن تدخل الغرب بتواطؤ من العملاء في هذه البلدان يحبط كل تجربة ديموقراطية تختلف في مقوماتها عن ديمقراطيتهم. وهذا هو بيت القصيد .. يريدون أن تكون تجربتنا نسخا مطابقا لتجربتهم مع أننا لدينا شخصيتنا . وهذا هو سبب الفشل .
التجديد والاصلاح ضروريان .. لكن لا لتجديد ولا لأصلاح يمس بجوهر الدين كما جاء به النص وأكدت عليه السنة .. أعطيك مثالا واحدا وأعتذر عن الإطالة :
هناك من ينتقد التعامل البنكي دون فوائد مبررين ذالك بأن العصر هو عصر المنافسة .. وهو في دفاعه عن التجديد والإصلاح ينسى أن القرآن صريح في ذلك .. وما جاء في آخرسورة البقرة من استفاضة في التحذير من الربا إلا أبلغ جواب . ولك في بعض البنوك الألمانية أعظم دليل على تحول السياسات المصرفية إلى ما جاء به الإسلام .. إلى غيرذلك من المجالات الحيوية .
موضوع شيق للنقاش ، و أنا متأكد من أن إخوتي وأخواتي سيدلون بدلوهم و يعطون آراءهم النيرة كعادتهم .
شكرا جزيلا لك ..
كل الاحترام والتقدير
|