عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 01 / 2012, 19 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
علاء زايد فارس
مهندس وأديب يكتب الشعر

 الصورة الرمزية علاء زايد فارس
 





علاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

Talking فراشة بشرية في ولاية سيجنال تو!

فراشة بشرية في ولاية سيجنال تو!

بقلم علاء زايد فارس





[align=justify]
نعم إنها صورة فراشة بشرية عثر عليها مواطن أمريكي كان يحصد الباذنجان على شاطئ البحر، وكانت الفراشة حينها تمتص رحيق الباذنجان بِنَهَم، وحينما رأته انقضت عليه لتشرب من دمائه...

لكن الرجل استخدم السلاح الباذنجاني ضدها، فقذفها بواحدة أرض جو فسقطت جريحة، ثم أخذها على الفور، وذهب بها إلى مركز الأبحاث ويدعى "شعفوط" في ولاية سيجنال تو!

ولمن لا يعرف ولاية سيجنال تو، فهي ولاية تقع في أقصى الشمال الجنوبي للولايات المنتفشة الأمروملوخية!


كذبة صغيرة مصدرها شخص واحد تغزو مواقعنا الإلكترونية دون رحمة، تنتشر كانتشار الجراد، لتقضم ما تبقى لنا من عقول وضعناها في ثلاجة الجمود!

إنها الكذبة التي تستغرق من صاحبها دقيقة واحدة لينسجها، وتستغرق منا شهوراً طويلة أو سنوات طوال ونحن نصدقها ونسوقها بأنفسنا قبل أن نكتشف حقيقتها المزيفة...

لا نفكر ولا نحلل ولا نتأكد ولا نعطي لأنفسنا مساحة لنختبر القدرات العظيمة لنعمة عظيمة قد منحها الله للإنسان وميزه بها عن باقي المخلوقات التي تعيش على وجه الأرض....

إشاعة واحدة تغزو الانترنت فتغرق منتدياتنا وإيميلاتنا ويا ليت الأمور تقف عند هذا الحد، بل وتنتقل هذه الإشاعة لتتشكل أمامنا على الأرض وتلقي بظلالها علينا على أرض الواقع.

ذات يوم وأنا ذاهب إلى المسجد، وجدت الناس مجتمعين حول مجلة دينية حائطية خارجه، حاولت الوصول إليها جاهداً دون جدوى، وحينما انتهينا من الصلاة وقف شاب في أوائل العشرينات ليعطينا درساً دينياً، وبدأ الصوت يعلو والحماسة تشتعل في قلبه ولسانه، وهو يقول اتعظوا لما حدث مع الفتاة العُمانية التي مسخت إلى حيوان غريب لأنها رمت المصحف في وجه أمها!



وحينما خرجت من المسجد وشاهدت صورة المسخ الآدمي معلقة على اللوحة الدينية لم اقتنع، وقلت سأقتنع فقط وأصدق حينما أشاهد وسائل الإعلام العربية والعالمية تنقل بثاً مباشراً من داخل المستشفى في عُمَان، أو حينما أشاهد الباحثين المختصين بالشؤون الطبية من كافة أنحاء العالم يتوافدون إلى العاصمة مسقط لدراسة ذلك المسخ أو ذلك الكائن المسمى " بالمعيسلانة".



وحينما بحثت على الانترنت وجدت هذا الموضوع حديث معظم المنتديات إلا من رحم ربي، والأعضاء يتفاعلون مع الموضوع بطريقة غريبة، بل ويساهمون ويتنافسون في نشره طمعاً في زيادة الأجر والثواب!


حاولت أن أعرف مصدر هذه الإشاعات، وقد تبين لي أن هناك كائنات انترنتية مريضة تقتات على هذه الإشاعات وتنقسم إلى عدة أقسام:

- بعضها يفعل ذلك بدافع التسلية والسخرية من الآخرين، فهم يملكون الفراغ الكافي ليتنافسوا على نشر الإشاعة، ويضحكون سوياً على ردة فعل الجمهور الساذج الذي يسقط بسرعة ضحية لهذه الأكاذيب...

- والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل يتعداه إلى استخدام هذا الأسلوب في إطار قومي أو ديني أو عقائدي، مثلاً هناك أتباع ديانات أوطوائف أو اتجاهات قومية أو لربما بعض الملحدين، يحاولون إثبات غباء أتباع الاتجاهات الأخرى، ظناً منهم أن هذا الأسلوب سيقوي حجتهم وسيثبت أنهم على حق وأن الآخرين هم مجرد تابعين جاهلين ضالين لا يفقهون شيئاً!


- وآخرون يظنون أن الغاية تبرر الوسيلة، فلكي يخدم دولته أو حزبه أو شركته أو حتى مبدأه الذي يؤمن به، يجب عليه أن يفبرك إشاعة أو صورة لمسئول من الحزب الآخر، ولكي يكسب تعاطف الناس يمكنه أن يفبرك موضوعاً أو أن يمسك بتلابيب خبرٍ صغير ويضع عليه الفلفل والبهارات والتوابل ليصبح شهياً وهو يدرك تماماً أنه سيتسببُ بارتباكٍ في بطون القارئين، آسف أقصد سيتسببُ بارتباكٍ في عقول القارئين!


فالغاية عند هؤلاء تبرر الوسيلة، فلا بد لكي أجبر الناس على مقاطعة البضائع الأمريكية أن أفبرك إشاعة في حق منتج معين لأجعله يهين الإسلام والمسلمين!
ولم ينتبه ذلك الشاب الغيور على دينه، أن شاباً آخر غيورٌ هو الآخر على دينه قد يدمر مصنعاً لهذه الشركة بالعمال الأبرياء الذين يعملون هناك، وهم من أبناء وطننا ليصبحوا ضحايا لهذه الإشاعة النبيلة!




وأياًّ كان مصدر الإشاعة سواء كان مصدرها عدوٌّ حاقد، أوتافه يريد أن يسلي وقته الثمين، أو حزبي متعصب لا يرى أبعد من نانومتر أمام عينيه المصابتين بحمى التعصب الأعمى، أو صاحب الأهداف النبيلة والقلب الرقيق الذي يريد رد الشباب إلى دينهم رداً جميلاً، فإن كل هذه الإشاعات تؤدي إلى تدمير المجتمعات تدميراً ذاتياً، وتحمل في طياتها خطورة كبيرة تتجاوز سطورها المعدودة بسرعة تفوق سرعة الصوت والضوء، ولا أبالغ لو قلت أن سلاح الإشاعة قد يهزم مجتمعاً لا تهزمهُ الجيوش المسلحة بأقوى وأحدث أنواع العتاد الحربي.


وبعيداً عن قصة الفتاة العمانية، لقد وصلني على الايميل رسائل كثيرة قمت بحذفها ومنها على سبيل المثال لا الحصر/

- قل الحمد لله مئة مرة وابعثها لأصدقائك، فعل أحدهم ذلك فحصل على كنز، وحذفها آخر فمات ليلتها في حادث!

وقد حذفت العشرات منها ولم يحدث لي أي شيء على الإطلاق، بل أشعر بالراحة النفسية وبعض الانتفاش والانشكاح حينما أحذفها!


- طاق طاق طاقية، رن رن يا جرس، محمد راكب عالفرس، ...الخ.
احذر هذه الأنشودة التي كنا ننشدها ونحن صغار، إنها من تأليف يهودي، وهي سخرية على أشرف الخلق النبي محمد صلى الله علي وسلم!
وبصراحة أخشى أن نصل إلى مرحلة أن نحرم من قول "ماما" لأن ماما، أصلها "مما" وهي كلمة كانت تستخدم في عصور الديناصورات كتعويذات شيطانية لحماية إنسان العصر الحجري من شرورها!


والمصيبة أن هناك دافع حقيقي لدى مرسلي هذه الرسائل لكسب الحسنات دون تعب، فتجد الايميلات تنهمر عليك كالمطر من كل الجهات والاتجاهات...

ولكي تعرف خطورة الإشاعة وكيف يمكن أن يستغلها الأعداء في تدمير مجتمعاتنا خذ هذا المثال البسيط، في اليمن ألقي القبض على شخصين اعترفوا بتلقيهم دعماً من الموساد الإسرائيلي لبث الإشاعات بين أبناء الشعب الواحد، ومهمتهم فقط هي نشر بيانات انترنتية وورقية مفبركة بأسماء جهات وأحزاب لأهداف خبيثة تستهدف وحدة اليمن وسلمه الأهلي، وذلك بحسب وسائل إعلام يمنية وعربية.




بالطبع بعد صبركم الجميل على قراءة هذا المقال الطويل، لابد أن أمنحكم هدية صغيرة، وهذه الهدية هي عبارة عن وصفة لمواجهة الإشاعات الانترنتية "بفباف الإشاعات الانترنتية" وهي بالمناسبة ليست من ابتكاري، وطريقة الاستخدام بسيطة:





إذا وصلك إيميل يحمل إشاعة معينة، فبدل أن تضيع وقتك في نصح مرسل الإيميل، وتضطر أن تعيد له ما ذكرته لكم في هذا المقال، قم فقط بإرسال هذه الرسالة إليه، وأنا متأكد أن مفعولها سيكون سحرياً/


لتغير حياتك نحو الأفضل ردد ثلاث مرات "افتح يا سمسم أبوابك نحن الأطفال"



أرسل هذه الرسالة إلى عشرة أشخاص وسترى الكابتن ماجد في منامك، وإذا قرأتها أكثر من ثلاث مرات سترى هايدي أمام عينيك، وسيأتيك كعكي يحمل أخباراً سعيدة، وقد تحصل على مصباح علاء الدين وتسافر مجاناً حول العالم وتصبح سندباد، أرسلت إلى شخص وأهملها فانقطعت عنه قناة سبيس تون، وشخص آخر عمل بها فرزق بشريط جريندايزر، وأرسلت إلى شخص واستهزأ بها فانقلب إلى كعبول!


[/align]






م.علاء زايد فارس
20/4/2010م

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع علاء زايد فارس
 عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ،
فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!!
وَكُلُّ الْعَوَاصِمِ مَلَّتْ أَنِينِي ،
وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ...
أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ،
وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ..

الأديب الجزائري الكبير: محمد الصالح الجزائري
علاء زايد فارس غير متصل   رد مع اقتباس