عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 04 / 2008, 46 : 09 PM   رقم المشاركة : [172]
تيسير محي الدين الكوجك
ضيف
 


رد: رسالة العالم لأهل غزة الأحرار..سجل توقيعك تضامناً


العد التنازلي بدأ..
نقص إمدادات الوقود ينذر بانهيار كافة خدمات بلديات القطاع


حالة من الإرباك والقلق تسود أرجاء بلديات قطاع غزة بسبب الشلل الذي أصاب كافة الخدمات التي تقدمها للمواطنين جراء نقص إمدادات الوقود بعد إغلاق (إسرائيل) معبر" ناحل العوز"، رغم اتخاذها تدابير طارئة.

فشوارع القطاع، تحولت إلى مكاره صحية -في أعقاب تراكم النفايات الصلبة- ومياه البحر باتت تشكو غزو المياه العادمة إليها دون معالجة، بينما تستعد حشرة البعوض لغزو الأجواء، سيما وأن فصل الصيف على الأبواب.

"عربات الكارو"
بلدية غزة، تبذل من جانبها جهوداً مضاعفة قدر المستطاع للتكيف مع الأزمة التي خلفها انقطاع الوقود في سبيل تقديم الخدمات الملقاة على عاتقها تجاه السكان.

وأوضحت البلدية على لسان مديرها عماد صيام لـ "فلسطين:"أنها لجأت لاستخدام عربات "الكارو" لجمع النفايات المتراكمة في الشوارع منذ 8 أيام، بعد توقف المركبات المخصصة عن العمل لشح الوقود، حيث إن البلدية عندما ترحل حوالي 600 طن يومياً من النفايات الصلبة، يلزمها يوميا ما لا يقل عن 2000 لتر من الوقود"، مشيرة إلى أن إزالة النفايات يقتصر فقط على الشوارع العامة والرئيسة في مدينة غزة، كشارع عمر المختار، والجلاء والوحدة والثلاثيني، للمحافظة على طابعها الحضاري، بينما تعاني بقية الشوارع الداخلية من تراكم النفايات.

وأضاف صيام، أن المواطنين يلجؤون لحرق نفاياتهم كوسيلة للتخلص منها، لكن في الوقت نفسه، فإن ذلك من شأنه أن يحدث تأثير سلبي على صحتهم، حيث إن النفايات أثناء حرقها ينبعث منها مواد مسرطنة وسامة. مشيراً إلى أن البلدية تضطر إلى إلقاء النفايات التي تجمعها في منطقة محاذية لـ ملعب اليرموك- حيث القرب من الأماكن السكنية-، نظراً لبعد المسافة المخصصة ( منطقة جحر الديك شرق غزة) من جهة، وعدم توفر الوقود للشاحنات التي تنقلها.

مياه الشرب
وتطرق مدير البلدية إلى تأثير انقطاع الوقود على مياه الشرب، بالقول:" إن نصف سكان مدينة غزة يعتمدن في مياه الشرب على الآبار الشمالية التي تقدر بـ14 بئراً، وهذه الآبار مهددة بالتوقف في أي لحظة في حال توقفت محطة توليد الكهرباء عن العمل التي تعتمد في عملها على الوقود"، مشيراً إلى أن البلدية ستضطر في هذه الحالة إلى ضخ مياه للمواطنين يتم استخراجها من آبار داخل المدينة، تكون نسبة الملوحة فيها 3 آلاف ملم.

ولفت صيام إلى أن الصرف الصحي يشكل أزمة خانقة، حيث إن البلدية بحاجة لوقود لمعالجة 50 ألف متر مكعب من المياه العادمة تضخ يوميا بمضخات تتوزع هندسيا وبمتابعة، وتدار بثماني مضخات صرف صحي ومضخة تصريف مياه أمطار، بالإضافة لأحواض معالجة المياه العادمة بمنطقة الشيخ عجلين، مشيراً إلى أنه في حال توقفت الكهرباء أيضا ستتوقف المحطات عن العمل، مما يدفع البلدية لتصريف المياه العادمة صوب البحر دون معالجة، مما يلوث البحر ويهدد الثروة السمكية.

وبينّ صيام أن البلدية بادرت بالاتصال بالمؤسسات الدولية والعربية ومنظمة الصحة العالمية، لإطلاعهم على حجم الكارثة التي تهدد الحياة في غزة، لكن" لا حياة لمن تنادي" على حد قوله.

غزو البعوض
وعن حجم التعاون بين البلديات ووكالة الغوث بغزة لحل الأزمة، أوضح أن وكالة الغوث تعطي جزءاً من الوقود الذي يدخل إليها في الأيام العادية للبلدية، مقابل تزويد الأخيرة لبعض المخيمات بمياه الشرب، لكن في ظل أزمة الوقود تمتنع الوكالة عن تزويدهم من مخزونها الاستراتيجي.

بلدية دير البلح وسط قطاع غزة، تخشى من جانبها من ظاهرة انتشار البعوض، خاصة أن الأول من أيار موعد لمكافحة هذه الظاهرة. وقال رئيس البلدية أبو أسامة الكرد لـ "فلسطين:" إننا على أعتاب فصل الصيف، ونعتاد كل عام على رش المناطق الملوثة والأودية، بالمبيدات الكيماوية لمنع انتشار حشرة البعوض، حيث إننا نستخدم كميات كبيرة من السولار إضافة إلى بعض المواد الكيماوية ".

وأضاف " إن نقص الوقود سيحدث كارثة إنسانية وصحية تضرب جميع مناحي الحياة في قطاع غزة، لذلك لابد من التحرك العاجل للمنظمات الدولية والحقوقية لوضع حد للمعاناة التي يعيشها المواطنون في غزة"، مشيراً إلى أن البلدية ستلجأ إلى وقف تزويد المياه للمواطنين، لتصل إلى نسبة 1% في ظل تواصل الأزمة.

من جانبه أوضح الدكتور فايز أبو شمالة رئيس بلدية خانيوس، أن بلديته تعاني نقصاً في كافة الخدمات المقدمة للمواطنين، مبيناً أنه تم توقيف ثماني سيارات مخصصة لنقل مياه الصرف الصحي، وخمس سيارات لتوزيع المياه العذبة للمواطنين بسبب الوقود.

إفشال مشروع
وأَضاف لـ "فلسطين" أن مدينة خان يونس تعاني من مشكلة الصرف الصحي، خاصة أن البركة المخصصة لتجميع مياه الصرف الصحي باتت مهددة بالانفجار في أي وقت، نظراً لارتفاع معدل المياه التي تضخ إليها يومياً (حوالي 7 آلاف كوب)، مشيراً إلى أن البلدية قلصت كمية المياه التي تقدمها للمواطنين من مليون كوب إلى 500 ألف كوب بسبب شح الوقود، كما أوقفت عمل ثلاثة مولدات.

ولفت إلى أن البلدية أبرمت اتفاقاً لتنفيذ مشروع مع وكالة الغوث الدولية، لإنشاء خط ناقل لتصريف مياه العادمة لمنطقة الصوفا منذ عام، لكن بمنع (إسرائيل) دخول الأنابيب البلاستيكية إلى القطاع- بحجة أنها تستخدم لتصنيع الصواريخ المحلية- عذر تنفيذ المشروع.

وناشد الرئيس محمود عباس للضغط على الحكومة الإسرائيلية لرفع الحصار عن قطاع غزة، مستهجناً في الوقت ذاته ادعاءات الإسرائيليين بأن القطاع لا يعاني من أزمة الوقود، وأن الهدف هو التحريض ضد الدولة العبرية.
</SPAN>
  رد مع اقتباس