[frame="15 75"]
يقول نزار قباني في قصيدته ..( حب استثنائي .. لامرأة استثنائية .. )
أكثر ما يعذبني في حبك ..
أنني لا أستطيع أن أحبك أكثر ..
و أكثر ما يضايقني في حواسي الخمس ..
أنها بقيت خمسا .. لا أكثر ..
إن امرأة استثنائية مثلك ..
تحتاج إلى أحاسيس استثنائية ..
و أشواق استثنائية ..و دموع استثنائية ..
و ديانة رابعة ..
لها تعاليمها، و طقوسها، و حنتها، و نارها ..
إن امرأة استثنائية مثلك ..
تحتاج إلى كتب تكتب لها و حدها ..
و حزن خاص بها وحدها ..
و موت بملايين الغرف ..تسكن فيه وحدها ..
لكنني وا أسفاه ..لا أستطيع أن أعجن الثواني ..
على شكل خواتم أضعها في أصابعك ..
فالسنة محكومة بشهورها ..
و الشهور محكومة بأسابيعها ..
و الأسابيع محكومة بأيامها .
و أيامي بتعاقب الليل و النهار ..
في عينيك البنفسجيتين ..
****
أكثر ما يعذبني في اللغة .. أنها لا تكفيك ..
و أكثر ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتبك ..
أنت امرأة صعبة ..أنت امرأة لا تكتب ..
كلماتي تلهث كالخيول على مرتفعاتك ..
و مفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافاتك الضوئية ..
معك لا توجد مشكلة ..
إن مشكلتي هي مع الأبجدية ..
مع ثمان و عشرين حرفا ..
لا تكفيني لتغطية بوصة واحدة من مساحات أنوثتك ..
و لا تكفيني لإقامة صلاة شكر واحدة لوجهك الجميل ..
إن ما يحزنني في علاقتي معك ..
أنك امرأة متعددة ..
و اللغة واحدة ..
فماذا تقترحين أن أفعل ؟
كي أتصالح مع لغتي ..
و أزيل هذه الغربة ..
بين الخزف و بين الأصابع
بين سطوحك المصقولة ..
و عربائي المدفونة في الثلج ..
بين محيط خصرك ..
و طموحك مراكبي ..
لاكتشاف كروية الأرض ..
****
ربما كنت راضية عنك ..
لأنني جعلتك كالأميرات في كتب الأطفال ..
و رسمتك كالملائكة على سقوف الكنائس ..
و لكني لست راضيا عن نفسي ..
فقد كان بإمكاني أن أرسمك بطريقة أفضل ..
و لكن الوقت فاجأني ..
و أنا معلق بين النحاس .. و بين الحليب ..
بين النعاس .. و بين البحر ..
بين الخطوط المنحنية .. و الخطوط المستقيمة ..
ربما كنت قانعة .. مثل كل النساء ..
بأية قصيدة حب تقال عنك ..
أما أنا فغير قانع بقناعاتك ..
فهناك مئات من الكلمات تطلب مقابلتي ..و لا أقابلها
و هناك مئات من القصائد ..
تجلس ساعات في غرفة الانتظار ..
فأعتذر لها ..إنني لا أبحث عن قصيدة ما ..
لامرأة ما ..
و لكنني أبحث عن " قصيدتك " أنت
.................
و قلت أنا ...
الفارق بين كل شيء ..
أن كل شيء ..
لا يكفي لأن يكتب حرفا واحدا يضاهي هوسي و جنوني .
و لحظة اعتراف ..
ترفض أن تنحط على كاهلك كي لا ترهقه ..
الفارق بين الشمس و القمر ..
شهوة شعر ..
تسرق ثانية خريف تصوَّرت بمحاذاة ظلك ..
حين حلَّت لعنة الفصول على الشتاء، فانحنى يُقبِّلها ..
كي تفك لعناتها عنه ..
الفارق بينك و بين الحب ..
أن الحب غجرية .. تتسوَّق آلامها منك ..
و تفضحها في الأزقة حين يحلو الرقص ..
أمام تطفل الرجال .. و غيرة النساء ..
و شوقي ..
و أنت .. أنت ..
شرعية الحب و كل الانتهاكات ..
أنت فرضية الجنون التي تطاردني ..
أنت الشعر المرسوم على جسدي ..
كلَّما رقصت تولد قصيدة جديدة ..
كلَّما أصغيت لصراخ البحر .. تخرس كلماتي ..
كلما أصغيت لصوت الناي .. تضيع أمنياتي ..
فلا يبقى بخاطري غيرك .. و صدفة لقاء ..
فكل المواعيد بيننا ..
كبَّلتني و علَّمتني فصول الخيانة .. حتى ما عدت وفية،
لغير دمعة تشهق خلف الرعود ..
كنهاية حتمية .. لصاعقة مكابرة .. [/frame]
*************
الرئعة نصيرة .. أذهلني انتقاؤك المذهل للكلمات و الزخرفة و العطور فما عدت أستطيع معك إلا أن أصغي للهمس المنثور كمطر خجل ..كل ما منحتني صفحتك هو لحظات ترو قبل أن أصب همجيتي هنا .. بثقة شديدة و خوف شديد .. و انتقاء عميق .. و كأن الذي يجب أن يوضع هنا لا يصلح للترميم .. و لا للتعديل .. هو الأصل و لا شيء غير الأصل ..شكرا .. ساعود ..مودتي ..