[خولة الراشد]

سيد أشواقي

أكتبُ حديثُ النفس ، أكتبُ كلماتٌ كلّما أغمضتُ بها عيني تلوحُ لي في يقظتي
أشحنُ نفسي من جديد، لألتقي بشوقٌ يغمرني ويغمرهُ
وفي إطلالة الشمس ..وعند المغيب ..أجد نفسي أسكنُ في جذوركَ وأشواقكَ
فَتَسْوْطُني بأنهاركَ ،ولا تستطيع كلماتي الهروبُ منكَ
وبصفاءكَ.. ونقاءكَ.. وتسامحكَ..وطيبتكَ.. تَحْلو أحلامي وتذوبُ أحزاني
أنتَ بداخلي، ولا يمكنني الهروب من ذاتي
أنتَ حروفي ..أنتَ ذاتي ..وأنتَ أشواقي
تَتَدَحْرج الكلمات من بين أنفاسي، فأتساءل هل أنثرها هنا ..أم أُلْقيها ببسْتان الكلمات!
لفد سلبتُ قلبكَ الطيبْ ،وعشتُ معكَ لحظة ضياع ،وتشتّتَ ذهني
وامتلأَ قلبي بِبصِيصٍ من النّور ...والضياء
إني أشعر بكل كياني ..أشعر بكَ وأنتَ بجواري
أشعرُ بروحك تنسكبُ شوقا ليوم لقاءي
يا من.. عشِقَ روحي دونَ موعدٍ..
تتغنى لكَ نفسي دون إرادة مني
.أفكر .. وأتساءل متى يأتي الخريف !
ومتى تَفْرُشُ الأرض أوْراقُ اللقاء !
وعندما تتلاقى العيون يوماَ تتلاقى القلوب ..بكل صفاء.. ونقاء
و تتلاشى المسافات في لحظات..ونبتسم من خلف قضبان المساء
فيطفو الصدق.. والحب الدافئ ..فأكون
يا ضنيني..لك الآه ..
آه...كَمْ.. أشعر بشوقٍ يحرقكَ وأبحثُ عنكَ في أحلامي
دُمتَ القلبُ الذي يرعاني
دُمتَ الحبّ الذي يهوى
يا لها من لحظات أعيشها مع أشواقه
إني أشتاق للشوق ،وأنت الشوق
أتمنى أن يتوقف بنا الزمن .. وأكون لك الكون
فلا يموت الأمل واللقاء.. وتبقى حلم.. ووصال.. وتزداد لهفة الأشواق في حياتي
لا تقلق ،لن أبحثُ عن من لا يبحث عني َ!
سأيحث عن نفسي بين الزهور.. والأغصان ..والحروف
سأجدكَ يا شوقي تسكنُ في أضْلعي وتفرشُ لي غطاءٌ حريريّ أبيض
سأرويك يا شوقي من حناني
لن أكتب ..لمن لا يقرأ ما أكتب..
ولكن .. أنت يا شوقي.. تقرأ ما أكتب ..لذا سأبحث عنكَ..
دمتِ يا حروفي لي عطراً يملأُ ..كياني.. وذاتي ..
دمت لقلب يهواني
لقد تَوَسّدُّتْ أنفاسي روحك
وسكنتُ عيونكَ
وسكبتُ سحري على فراش كلماتكَ
أنت نفسي
أنت أيامي
أنت أفراحي
أنتَ كلماتي
أنتَ حروفي
أنت طموحي
فحبكَ لي يا سيدي يَمْلُكُني
أسأل نفسي أحقاً تعني ما تقول !
وهل ستغمرني بأشوقك..وحبك..؟
وتحفظُ عهدى ووعدي ؟
حبك يا سيدي علمني أن الحب حياة ...
والحياة.. شوقٌ وغناءْ.. وأدبٌ وجمالْ..
لله دَرْكِ السماءْ ...كثيراً ما أسأل نفسي لما الحبّ يَتَخَلّلَهُ الظنون !
ولما نلْتَمِس للعشّاق العُذر..!
ولم الهمسُ أقوى من البوْح !
لما الغيوم تَتَكَدَّس في روحي ونفسي
أردتُ أن أكون خريفُه..
أردتُ أن أُبْحرُ في بحرِ متلاطمٍ من العِلْمِ
كنت أطير بقصصي بين الأرض ..والسماء
كنتُ أشعرُ أني محلقة في الفضاء.
. وكنت أحسب أني مَلِكَةٌ في شُرفةِ الخيال
إني أشعر أن المَطَرُ يبكي من أجلي
لكَ يا سيدي شوقي واشتياقي ..
لكِ يا نفسي أمسي وغدي
وداعاً مُمْتلئ بسرورٍ وأشواقْ ..
وداعا لحروفي وكلماتي
ولقاءٌ.. وانتظارٌ.. لسيّد أشواقي..

تحيتي.. وأشواقي.. واشتياقي... للجميع ...

خولة الراشد