الموضوع: صباحكم فلفل!
عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 02 / 2012, 27 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
علاء زايد فارس
مهندس وأديب يكتب الشعر

 الصورة الرمزية علاء زايد فارس
 





علاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

Talking صباحكم فلفل!

صباحكم فلفل!
بقلم/ علاء زايد فارس





[align=justify]
كالكثير من شعوب العالم، نحن مهووسون بالفلفل بكافة أنواعه وأشكاله وألوانه، وحينما أعود بذاكرتي لأيام الطفولة، أتذكر بعض المواقف الطريفة حينما كان بعض أصدقائنا من دول عربية مختلفة يعايرون بعضهم البعض بكثرة أكل الفلفل، حتى أن أحدهم قال للآخر ذات يوم - على سبيل النكتة- " واحد صاد صديقنا فلان بالك كيف ؟؟ " قال " نصبلو كمين بقرن فلفل !"

ولا زلت أذكر أحد زملائي أيام المدرسة حينما كان يطلب من بائع الفلافل أن يصنع له "ساندويتش فلفل أحمر بالفلافل " وليس العكس!


حينما بحثت ذات يوم عن الفلفل وجدت العجب العجاب، حيث كان الانطباع العام السائد لدي ولدى الكثير من الناس أن أضرار أكل الفلفل أكثر من فوائده ولكني وجدت العكس صحيح....


نعم لقد اختلفت المصادر حول الوطن الأصلي للفلفل؛ هل هو قارة آسيا أم أمريكا الجنوبية، ولكن لم تختلف بمجملها على فوائد الفلفل والتي كانت أكبر وأكثر من أن أحصيها في مقال واحد، ولربما لو قرأنا جميعاً تلك الفوائد لقلنا صباحاً، صباحك فلفل بدل صباحك فل!

ولا أدري ما سر تشابه الحروف رغم الاختلاف الكبيربين كل من الفل والفلفل!

والفلفل بشكل عام مصدره نبتين مختلفتين، فالفلفل الأبيض والفلفل الأسود مصدره نبتة متسلقة من مغطاة البذور تدعى " piper nigrum " وثمارها عنبية الشكل تدعى " piper corn" وإن تركت لتجف نحصل على الفلفل الأسود وإن نزعت قشرتها قبل أن تجف نحصل على الفلفل الأبيض، وأصل هذه النبتة آسيا وتزرع في الهند خصوصاً وكذلك في الصين.


أما النوع الآخر من الفلفل في المقابل، فقد جاء من نبتة تختلف تماماً عن سابقتها، وهي تنتمي للعائلة الباذنجانية واسمها العلمي " genus capsicum"، وهذه النبتة تمتلك زهور بيضاء بالغة الصغر، وتحمل ثمار يمكن أن تعطي أشكال وأحجام وألوان مختلفة وحتى مذاقات مختلفة تتراوح ما بين الحلو إلى حد الحار جداً.


وهنا يجدر بي الإشارة إلى أن المراجع تنسب الارتباك الذي حدث في عائلة الفلفل إلى كريستوفر كولومبوس؛ حيث أن الفلفل الأسود كان ذو قيمة عالية في أوروبا، لذا أخذ كريستوفر كولمبوس على عاتقه أثناء رحلاته مهمة البحث عن موطن للنباتات التي تنتج كنوز الفلفل الأسود، وحينما عاد إلى أوروبا من رحلته إلى أمريكا الجنوبية عام 1492م مصطحباً معه نباتات تنتمي للعائلة الباذنجانية بدلاً من piper nigrum ألحقها وربطها بالفلفل الأسود عن طريق الخطأ، ثم انتشر هذا النوع من الفلفل عن طريق التجار إلى آسيا وأفريقيا، ورغم اختلاف المصدر والوطن والشكل وحتى الطعم بقينا إلى الآن نربط بين الفلفل الأسود من جهة وبقية أنواع الفلفل من جهة أخرى دون أن ندرك أنه لا علاقة تربط بين الجهتين سوى كلمة فلفل!


ينقسم هذا النوع من الفلفل الذي ينتمي للعائلة الباذنجانية إلى فلفل حلو وفلفل حريف ( بارد وحار ) ، ويعتبر من المحاصيل التسويقية والتصديرية الهامة، يحتوي على فيتامين C المهم لأجسامنا لمقاومة الانفلوانزا وخصوصاً في فصل الشتاء، والفلفل يستخدم كفاتح شهية ويستخرج منه بعض المواد التي تعالج آلالام العظام والفلورين التي تحمي الأسنان من التسوس.


ولا يمكن أن ننسى أنه مفيد للدورة الدموية ، حيث أنه ينظم ضغط الدم ويقوي نبضات القلب ويخفض الكولسترول ويعجل من شفاء الجروح وترميم الأنسجة التالفة ، كما ويخفف من آلالام التهاب المفاصل والروماتيزم ويمنع انتشار الأوبئة، ولا يمكن أن ننكر الدور الكبير الذي يلعبه الفلفل في تطهير الأمعاء والجهاز الهضمي من الميكروبات والطفيليات...إلخ.


للفلفل أشكال مختلفة وألوان مختلفة أيضاً، فهناك الفلفل الأخضر والأحمر والأصفر بنوعيه الحار والبارد "الرومي" ، ولا ننسى ما ذكرناه سابقاً عن الفلفل الأسود المطحون الذي يستخدم مع التوابل الأخرى وهو يختلف في الشكل والمذاق والمصدر عن باقي الأنواع كما ذكرنا سابقاً.


وهنا يجدر بي الإشارة إلى أن هناك انطباع سائد لدى الكثير من الناس بأن الفلفل هو السبب الرئيسي وراء ازدحام غرف العمليات في المستشفيات لإجراء عمليات البواسير!


لكن حقيقة فوجئت بهذه الحقيقة العلمية والتي مفادها " أن الفلفل يعالج القرحة وأمراض الجهاز الهضمي والقولون والأمعاء وكذلك البواسير إذا تم تناوله بشكل معقول ومنظم " ، ولكن " إذا ما تم الإكثار من الفلفل الحار فإنه سيؤدي إلى نتيجة عكسية حيث سيؤدي هو ذاته إلى القرحة والتهابات الجهاز الهضمي والبواسير".


فالفلفل إذاً شأنه شأن الكثير من الأشياء في حياتنا "سلاح ذو حدين"، فقليله مفيد وكثيره مفيد ومضر في ذات الوقت كما ينسب لبعض المتخصصين في مجال الطب، وبشكل عام إن فوائد الفلفل أكثر بكثير من مضاره إذا تم تناوله بشكل منطقي ومعقول.

لقد كنت أسال نفسي أحياناً لماذا يحب الناس الفلفل رغم أنه يحرقهم بلا رحمة، وقد فوجئت في أحد البرامج العلمية بأن العقل يلجئ إلى حيلة يُزَوِّر فيها طعم الفلفل إلى شيء محبب إلى النفس، وقد عزى العلماء ذلك إلى أن العقل يدرك تماماً أهمية الفلفل الطبية لذلك فانه يخدع الجسم ويصور له أن الطعم رائع ولذيذ حتى يحصل الجسم على ما يحتاجه من فوائد الفلفل!


أعرف كما يعرف الجميع أن الفلفل الحار بكافة ألوانه " الأخضر والأصفر والأحمر والأسود " قد أصبح قدراً في حياتنا، ولا يمكننا أن نستغني عنه رغم أنه يحرقنا بلا هوادة، ولا أنكر فضله أبداً على صحتنا طوال سنين حياتنا، وإذا كان هناك خطأ فالخطأ ليس خطأ الفلفل وإنما خطؤنا نحن، وذلك حينما نتعصب ونتحزب بشكل أعمى في تناوله صباح مساء، لذلك من الأفضل أن نتناوله بالمنطق والحكمة دون إفراط أو تفريط...

قد بدا في الآونة الأخيرة انتشار الفلفل البارد في سوقنا المحلي منافساً للسيطرة التاريخية للفلفل الحار على وجباتنا اليومية، ولربما ستشهد عاداتنا الغذائية تطورات ديناميكية في المستقبل القريب أو البعيد، ولربما يظن البعض أن عرش الفلفل الحار أصبح مهدداً ومكانته قد بدأت تهتز بوضوح نتيجة لذلك، لكن - وإن حدث ذلك - نقر ونعترف بأن أحداً ما لا يمكن أن يلغيه من حياتنا أبداً، فالإكثار من الفلفل الحار أصبح سمةً مهمة من سمات الثقافة الغذائية لدول الشرق الأوسط الكبير!

بالمناسبة ما رأيكم أن نذهب لصناديق الاقتراع لنتحقق من ذلك؟؟!
صباحكم فلفل أقصد " فُلْ " .........

[/align]
علاء زايد فارس
8/2/2012م

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع علاء زايد فارس
 عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ،
فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!!
وَكُلُّ الْعَوَاصِمِ مَلَّتْ أَنِينِي ،
وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ...
أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ،
وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ..

الأديب الجزائري الكبير: محمد الصالح الجزائري
علاء زايد فارس غير متصل   رد مع اقتباس