الموضوع
:
خي تو *
عرض مشاركة واحدة
10 / 02 / 2012, 27 : 08 PM
رقم المشاركة : [
6
]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي
بيانات موقعي
اصدار المنتدى
: القدس الشريف / فلسطين
رد: خي تو *
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهيم رياض
كانت صبية في قريتها البائسة تحلم بكل شــــــيء
لم يستطع أبوها تحقيقه لها من أكلات وثياب وسفر إلى
المدينة الكبيرة و تعليم وغير ذلك .
كانت في سنتها السادسة وهي آخر سنة من المرحلة
الإبتدائية ، وهذه فرصة ثمينة تتاح لها لتحقيق جزء من أحلامها
بالإنتقال إلى المتوسطة هناك في مكان آخر غير قريتها
وعالم آخر الذي حتما سيكون أفضل من عالمها الحالي
الضيق والرتيب .
لم يعد أمام الصبية سوى الإهتمام بدراستها والإعتناء
بجسدها الذي فاق بكثير سنها ، ومساهمة من الوالد
في إنجاح مسعى صغيرته البريء والمشروع توسل
إلى معلمها الغريب عن القرية والذي لم يبلغ بعد العشرين
من عمره بأن يوجهها ويراعيها عند المراجعة مقابل التكفل
التام به .
ابدت التلميذة سعادتها بالأمر وأزداد مستوى استيعابها وفهمها
للدروس ما أدى إلى ارتياح أفراد عائلتها ، لكن سرعان ما تبدلت
الأحوال وتحولت غرفة المراجعة إلى ملتقى للسمر بأحاديث القلوب
والعواطف بين المعلم وتلميذته ، وفي يوم ليس كبقية الإيام وفي جلسة
إستثنائية حدث شيء إستثنائي بين الإثنين .
خشي المعلم أن يتكون في أحشاء الصغيرة - التي اصبحت الطريق إليها
سالكة - شيئ ما ، لكن خوفه تبدد مع مرور الوقت .
تحول حلم الصبية بتوجيه مركز من المعلم إلى نسج الرباط المقدس الذي
يلف العش الحاضن لها تحت جناح فارسها المعلم وما عادت تهمها الدروس
ولا الإمتحانات ولا المتوسطة ولا المدينة التي تحتضنها.
رسبت التلميذة في آخر العام وخاب ظن الأسرة فيها وكانت تجيب كل من
يسألها عن الأمر : وماذا أفعل بالشهادة ؟ أنتم تعرفون مآل كل بنت ".
وسافر المعلم بعد إنتهاء الدراسة على أمل العودة .....................
وأنتظرت ........... وطال الإنتظار ........... ولما أيقنت أن لاعودة ،
وأنها كانت مجرد نزوة عابرة ، تلبدت سماؤها ، وتقوقعت في صمت
رهيب واتخذت لنفسها عادة حيرت أهل القرية كلهم ، كانت تأخذ
نصلة " خنجر " صدئة وتشرع في شحذها وهي تردد " خي تو
.... خي تو ...." ، و عبثا حاولت صديقاتها معرفة مغزى هذه
العبارة ، ولما انتشر ذلك بين الناس : أطلقوا عليــــــــها إســـــــــم
" خي تو " .
دارت الإيام ، ومرت الإيام و" خي تو " لا تزال على حالها رغم
بلوغها سن الكهولة ، وفي يوم من الإيام تناهى إلى سمعها أن
المعلم المتقاعد متواجد بالقرية في زيارة مجاملة لأحد أصدقائه
فأنطلقت كالسهم إلى داخل البيت وخرجت بنفس الحال
وهي تردد " خي تو ، خي تو ......" وتجري في الأزقة الضيقة
والساحات حتى ألتقت بالمعلم فأتجهت صوبه وهي تردد نفس
العبارة وظن أن أمرأة من نساء القرية أشتاقت لرؤيته ، ولما وصلت إليه ممرت
كالبرق النصلة التي شحذتها سنين عددا على رقبته التي لم يبق فيها سالما
شريان ولا وريد ثم عادت بنفس السرعة وهي تقول : يكفيني يا ربي ،
يكفيني يا ربي " ولم تكد تصل عتبة الدار حتى سقطت من يدها النصلة
وسقطت هي بعدها مفارقة لحياة لم تعرف فيها بعد الحلم إلا العذاب والتعاسة .
فارقتها بعد أن حققت هدفا لم يكن يخطر على البال لولا تصرف من خص بحمل
أنبل رسالة وأشرفها .
لقد حققت هدفا بلون رمادي بعدما كان في السابق أهدافا وبألوان الطيف .
* خي تو : كلمة أمازيغية ( زناتية ) مركبة من خي و تو .
خي : ب
تو : هذه
بهذه أي سأخذ ثأري
بهذه
النصلة .
بشر الظالمين لو بعد حين
قصة جميلة أستاذ فهيم رياض
شكرا لك
توقيع
ميساء البشيتي
[BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات ميساء البشيتي