صراع الجنرالات والنخب فى مصر
مع قيام ثورة 25 يناير فى مصر وتولى العسكر قيادة الامور فى مصر بدا على السطح عدو علامات استفاهم ومواقف غير مبررة ولا مفهومة منها علاقة نخبة سياسية معينة بالعسكر هذه العلاقة التى باتت تمثل علامة فارقة فى تاريخ هذه النخبة التى ظلت تتوارى فى الظل لفترة طويلة وتمارس سياسة النفس الطويل مع الأنظمة السابقة لكنها تعد نفسها للقفز على السلطة متى أتيحت لها الفرصة ويبدو أن المجلس العسكرى وجد أن هذه النخبة هلى الاصلح لقيادة الفترة القادمة وذلك لعدة أسباب منها
*أن هذه النخبة يملك تاريخا سياسيا طويلا وتجيد ممارسة السياسة فى كل الأجواء
*أن هذه النخبة تملك رصيدا دوليا لايستهان به
* ثقة المجلس العسكرى فى أن هذه النخبة سوف تحترم الاتفاقيات الدولية وبخاصة اتفاقية كامب ديفيد مما يجنه توترات الخارج
*تراجع دور القوى السياسية الأخرى مثل الليبراليين واليسار المصرى أمام ظهور هذه النخبة
*رغبة هذه النخبة فى وجود العسكر كداعم سياسى قوى على الأقل فى هذه المرحلة
وهذا يذكرنا بتاريخ العسكر مع النخب المعينة منذ عهد محمد على الذى جاءت به نخبة العلماء والمثقفين مثل عمر مكرم وحسن العطار وغيرهما حاكما لمصر ثم بعد استقراره ضحى بهذه النخب الوطنية واستبدلها بنخب أخرى تدين له بالولاء من المبعثوين مثل رفاعة الطهطاوى وغيره
وكذلك عبد الناصر الذى ضحى بالنخب التى حمت ثورى يوليو 52 ودافعت عنها وحولتها من مجرد اقلاب عسكرى إلى ثورة حقيقية ضحى ايضا بهذه النخب الوطنية من اليساريين والاخوان المسلمين واستبدلها بنخب الطليعة الاشتراكية التى تدين له بالولاء والتى تخولت فيما بعد إلى مراكز قوى تتحكم فى مقدرات البلاد بما فيها قرارات عبد الناصر نفسه
من هنا نستطيع أن نرصد علاقة المجلس العسكرى الطامع فى البقاء فى السلطة ونخبة الاخوان المسلمين الطامعة فى ادارة دفة البلاد بانها علاقة ذات مصالح مشتركة يشوبها صراع من نوع خفى والبقاء فيها للاطول نفسا والاقدر على صد الضربات فهل يعيد التاريخ نفسه وينتصر العسكر ثم يضحى بالنخبة التى ساندته وهى نخبة الاخوان الملسمين وتكاد تكون النخبة الوحيدة التى تؤيد بقاء العسكر وبخاصة بعد توليها قيادة مجلس الشعب المصرى وسوف تتولى قيادة مجلس الشورى بما حققته من نتائج فى المراحل التى تمت فيها انتخابات مجلس الشورى؟
ربما يفرز هذا الصراع الخفى بين العسكر ونخبة الاخوان نتائج يكون مردودها عكسيا على مصر مالم يتم التاصالح بينها ويضمن كل منهما عدم التضحية بالآخر