( غاب عند الثرى أحباء قلبي )
عادت دموعي بعد أن جفت مقلتي من البكاء على فراق شاعرنا الحبيب طلعت سقيرق
أهو الألم من يكسبها ماءها أم الحزن يجدد ينبوعها
يا قلب عزف على أوتارك لحناً حزينا ..
يا قلب لم أعد أرى فيك شعاعاً ولا وميضا ..
القلوب دامية ..
والعيون باكية ..
وياسمين الشام اتشح بالسواد ...
مرة لفراقك يا طلعت وثانية لفراقك يا فاطمة ....
وغابت البسمة في الأعماق ..
تخنقها غص الألم ..
لرحيلك يا فاطمة الزهراء ..
أختي روحي وشفاء جروحي ..
أختي آآآآآآآآآآه ثم آآآآآه ...........
آآآآآآآآخ ثم آآآآآآآخ ..........
فقدتُ ضلعين من أقوى أضلاعي ..
فكسرتِ فيَّ ضلعاً آخر بفقدانك يا حبيبتي ..
سكن الكون في لحظة قساها الزمن علي ..
ذبلت ورود الحدائق واختفى رحيقها ..
يا زهرة قلبي فأنت حاضرة رغم الرحيل ..
لك سوسنه في الجنة إن شاء الله ..
يا ساكنة الفردوس تبكي فراقك كل الزهور ..
المكان يناديك يا فاطمة يصرخ ويئن ..
وكل الفضاء يناديك ..
عودي حبيبتي ..... يكفيك بعداً ورحيلا ...
أصبح هجرك هجرا طويلا ..
وكنت أظن سويعة و بعده التلاق ..
وما عودتِنا من قبل ذاك ..
ارجعي كشمس الفجر اطلعي ..
حزينة شمس الشام في غيابك ..
ونفس الحزن في أحبابك ..
كيف نحيا ووجهك غاب عنا ..
ونور وجهك لا يمحو الظلام ويقشع ..
طال البعاد ولوَّع القلب فرقاك .......
كل الزوايا في بيتك كانت تضحك بقربك ....
أصبحت دموعاً وحنين بعدك ..
حتى صرير الأبواب انقلبت صياحاً وأنينا ..
الطيور على الأشجار قرب بيتك ..
كانت تغرد وأنت تنظرين إليها من الشرفة ..
فصار الغناء نواحاً ودموعا ..
مصعد البناء كان يعزف عندما ..
تصعدين فيه فرحاً بمرورك ..
أصبح صامتاً بفراقك لفه الحزن والسواد ..
يا من كان فراقها صعب ..
خطفها الموت كالبرق وإلى التراب ..
يا من غابت عني وهي عيني وفؤادي ..
كيف لي أخفي جروحي ..
ودموعي تخونني .. تنزف روحي ..
افتقدتك يا قطعة من قلب نبض داخلي ..
و كاد العقل يفقد صوابه ..
لم يعد الليل ليلي .. ولا الصبح صباحي ..
فسلام عليك كل ليلٍ ..
وسلام عليك كل صباح ..
تخنقني عبراتي وأخفي دموعي ..
تعبت عيوني من البكاء ..
وطيفك ملازم وحدتي في غربتي ..
زوبعة من الحزن تجرف كياني ..
تنتزعني من أعماق الشرايين ..
وأحلام مستيقظة على حفيف الألم ..
حرقة تستلقي بين النبضات ..
الروح غادرت الجسد ..
انسد لت الأمطار فظنها الناس لتروي الأرض والغيطان ..
ولكني وجدتها أدمعت لتشاطر قلبي الأحزان ..
شعوراً منها ما أصابني من حرمان ..
بفقد أختي أعز و أغلى إنسان ..
يستنزفني الحزن بلا رحمة ..
حبيبتي وقطعة من فؤادي ..
أختي ويا شريان قلبي ..
هل ينفع النواح بعد فراقك ..
فراقك فُرِضَ علينا وليس لنا فيه اختيار ..
أيها الموت !!!!!!!!!!!!
أيها الموت !!!!!!!!!!!
أيها الموت !!!!!!!!!!
لن أجادلك ولن أتحداك أبداً ..
ولكن اسمعني !!
لم يهتز قلبي يوماً خوفاً منك !
ولا ارتعش عقلي في ذكرك !
ولا رجفت من القبر و أشباحه !
ولكني لن أسامحك لأنك أخذت مني !
الزهرة فاطمة الزهراء ........
الوردة ذات الرائحة العطرة كعطر المسك ....
عنوان للطهر.. والنقاء ..
لن أسامحك أيها الموت ..... !!!
ليت أني أسكن اليوم بوسط حفرتها !!
وروحي جنب روحها ...
عزائي يا الغالية .. أنكِ أنجبتِ في هذه الحياة أولاداً صالحين ...
وجعلتِهم قدوة في الأخلاق والإنسانية وحب الخير ...
ولا غرابة في ذلك يا حبيبتي ...
فمن قلبك الكبير ينبع الخير ...
ومن ثمارهم تعرفونهم ....
لكنهم بفراقك هم تائهين ..
وسيجبر الله كسرهم ماداموا على عهدك باقين ..
كم ألتاع لرؤيتك يا أختاه ....
يا من تراضي الكل ببسمتك ....
إنا رأينا الرضا برضاك ...
اللهم إنك تعلم مصيبتي بفراقها ...
وهي عزيزة وغالية ...
خشية منك .. وخوفاً من نارك فخذها من قلبي ..
كما أخذتها من عالمي واكفني شر الحنين إليها
هي دار الفناء
ما لنا فيها بقاء
ولا يدوم فيها هناء
فرحة ثم عــــــــزاء
الْلَّهُم اغْفِر لَهُا وَارْحَمْهُا..وَعَافِهِا وَاعْف عَنْهُا..
وَاكْرَم نُزُلَهُا.. وَوَسِّع مُدْخَلَهُا..وَاغْسِلْهُا بِالْمَاء وَالْثَّلْج وَالْبَرَد.
وَنَقِّهِا مِن الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْب الْأَبْيَض مِن الْدَّنَس…
وَأَبْدِلْهُا دَارّا خَيْرَا مِّن دَارِها.. وَأَهْلَا خَيَّرَا مِن أَهْلِهِا..وَادْخُلَهَا
الْجَنَّة… وَنَجِّهِا مِن عَذَاب الْقَبْر وَعَذَاب الْنَّار