عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 04 / 2008, 31 : 03 PM   رقم المشاركة : [31]
ماهررجا
ضيف
 


رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما
الشاعر الموقر ماهر رجا \ حفظك الله آمين


لقد أطلنا عليك بالأسئلة ولكن هذه ضريبة كل شاعر عظيم و ناجح

سأختصر بسؤالين فقط ؟؟

السؤال الأول : لماذا المثقف الفلسطيني شاعراً أكثر منه أديباً ؟

السؤال الثاني : ماذا عن الأدب النسائي في فلسطين ؟


جزاك الله كل خير

أرجو قبول هديتي المتواضعة قبل الإجابة على أسئلتي



.............................

أستاذة ناهد.. تحياتي، وشكراً لك
لعلك قصدت أن تقولي لماذا مساحة الإبداع الشعري أوسع من سواها من أصناف التعبير الإبداعي كالقصة والرواية والمسرح وغيرها..
إذا كان هذا هو السؤال، يجب أن أقول إن هذا الأمر ليس فلسطينياً فقط.. فعلى مستوى العالم العربي تجدين الصورة نفسها.. والملفت أننا نرى الأمر نفسه على مستوى العالم أيضاً
.. معظم الروائيين والمسرحيين بدؤوا حياتهم الأدبية بكتابة الشعر قبل أن ينتقلوا إلى الرواية والمسرح والقصة..

وبشكل عام ، ليس هناك سبب واحد لاتساع مساحة الشعراء لدينا (أو من يحملون هذا الاسم!).. لكن بالتأكيد ليس السبب لأن ا لشعر ديوان العرب..!!
من الأسباب ربما أن كتابة الشعر تبدو سهلة لكثيرين ممن يشتغلون أو ممن لا يشتغلون بالأمر.. فالشعر كما يرونه لا يحتاج إلى عشرات أو مئات الصفحات ولا يحتاج إلى جلد وصبر وساعات كتابة متواصلة كما هو حال كتابة الرواية أو المسرحية.. الآنتاج هنا سريع الظهور كما يتراءى لهم.. ومع ظهور الشعر الحديث جداً بات من السهل إخفاء عجز وضعف الكاتب بطلاسم ممزوجة بملعقة من (التدليس) الشعري.. لم لا!!
أذكر أن أحدهم جاء مرة ليقول لي إنه قرر أن يقتصد في كتابة القصيدة ، وأن يبدع منهجاً جديداً (مدرسة شعرية ربما) وحين سألته كيف ذلك، قال لي سأكتب قصيدة من حروف قليلة، وأخبرني أنه قرأ عن شاعر أجنبي كتب قصيدة من حرف واحد. قلت متسائلاً بدهشة: حرف واحد!!.. ثم تنبهت إلى أن علي ألا أستغرب، فهذه الصرعات منها الكثير هذه الأيام..
طيب إذا كان هناك من يفكر على هذا النحو، فهو بالتأكيد يكرس استسهالاً لكتابة الشعر ما بعده استسهال.. الأمر بهذا المعنى لا يحتاج إلى جهد ولا إلى أدوات ولا إلى موسيقا ولا هم يحزنون..
لكن طبعاً ما قلته هو الجانب القاتم وإن كان منتشراً.. أما الجانب المضيء، فبتقديري أن طبيعة الجرح الفلسطيني أينعت في النفس الفلسطينية ميلاً إلى الإنشاد... تعرفين أن الشعوب التراجيدية .. الشعوب المصابة بالجرح في عميق روحها، تميل إلى غناء مأساتها.. نرى ذلك في الملاحم اليونانية مثلاً ونراه في الأساطير السومرية مثل جلجامش،..
الأم الفلسطينية حين تتذكر الغائبين والبلاد لا تبكي أولاً.. ما يحدث هو أنها تبدأ بالغناء بصوت نحاسي رقيق وحزين، ثم تدمع العيون حين يشف وتر الإنشاد.. ألم تري ذلك؟... الغناء في الأعراس الفلسطينية هو كالغناء في المآتم والرحيل اليومي الطويل.. تلك تقاليد فلسطينية بامتياز.. ولعل ذلك سبب فريد لاتساع مساحة الشعراء أو من يحاولون ذلك.


ـ بالنسبة للأدب النسائي في فلسطين كما أسميته، أو بكلمة أدق الأدب الذي يكتب بأقلام النساء، فمازالت الاسماء القديمة القليلة المعروفة هي ذاتها دون إضافات مهمة برأيي.
فحين نتذكر أسماء مثل سميرة عزام (في الرواية والقصة القصيرة) وفدوى طوقان (في الشعر) وسحر خليفة (في الرواية) وأسماء قليلة أخرى، لا نعثر على امتدادات حقيقية في الراهن من الأيام..
هناك خارج الأرض المحتلة أقلام، لكنها قليلة أيضاً، ولا أريد أن أذكر أسماء لئلا أقع في إغفال أسماء قد تكون أهم من سواها القريب من الذاكرة...
في الشعر تبدو المشكلة أكبر، وأكاد أقول إننا لا نرى شاعرة فلسطينية حقيقية منذ غياب فدوى طوقان منذ عامين.
لست أدري ما هي الأسباب حقاً، لكن هذه هي الصورة.
على أنني ألمح هذه الأيام نمو أقلام نسائية جديدة تتبصر دربها، ولعلها تحدث فرقاً في المستقبل.