الأخوة الزملاء الكرام
في هذه الجمهورية ستكون لنا وقفة طويلة مع ( نقوش لربيع يأتي ) للشاعر الفلسطيني الغالي على قلوبنا..
الغائب الحاضر في عقولنا الذي ارتحل وإلى عالم سرمدي لا عودة منه هو الشاعر طلعت سقيرق . وقد اخترت ديواناً رائعاً ( نقوشٌ على جدران العمر )
فكم تمنى أن تكون هذه النقوش لربيع يأتي سنين وسنين وربما كان يشعر بأن ذلك لن يحصل فحسبها ضمن حساباته في قصيدته صرت في الخمسين والأيام ما عادت تكفي أصرخ من جراح الروح .. لو كان يدري أنه سيغادرنا في الخمسين لقال لنا انتبهوا يا أحبائي الى ما تركته ووضعته بين أيديكم
تركت لكم إرثاً غنياً (شعراً وسرداً ومقالات وخواطر ودراسات). فهي أمانة في أعناقكم وحافظوا عليها وضعوها وساماً يطرز صدوركم فما زال اسمي بينكم
يرنو إلى العلا ويرسم المستحيل بريشة من صنع طليق ... يا أحبائي هذا هو قدري .. وداعكم الأبدي نحو الخلود نحو الحياة الآخره
فعنوان الديوان ( نقوش على جدران العمر ) وكأنه نقش بعض ما يريد فانتهى به العمر باكراً دون أن يكمل نقوشه على أرض فلسطين .....
قرأت الكثير من بعض دواوينه و كم شعرت أن شاعرنا الغالي حتى وهو ينقش كلام الحب والوجد أراه حزيناً وقلقاً وبعضاً من الإحباط في دواوينه ..
وأنا واثقة أن كل ذلك ليس لسبب شخصي أبدأ وإنما لما آلت إليه حال أمته فلسطين التي أقلقت باله ووجدانه ومع ذلك هذا القلق والإحباط لم يجعلا شاعرنا الغالي مستسلماً ,
بل غلف قصائده بالأمل والتفاؤل وهذا لمسناه من خلال شعره الصادق للوطن كيف لا وهو شاعر امتطى صهوة الحرف
الشاعر طلعت كبير بحجم البرتقالة الفلسطينية، ومساحة الوطن وتضاريسه ومساحة حبه لفلسطين وكنتُ أحسبه البوصلة التي ستوصلنا إلى أرض فلسطين الحبيبة ..
ولكن قدَّر الله وما شاء فعل ....
سأحلق إن شاء الله بين بساتين زهوره وياسمينه التي طالما أحبها وأنشر مقتطفات من أجمل ما قرأت من نقوش على جدران العمر
وستكون لي كلمة بسيطة بعد نشر كل مقطع من قصيدة له وهي ليست بمستوى هذه القصائد والومضات لأن كلماتي ستكون قزمة أمام ما خطه لنا شاعرنا الغالي
ولو أهديته الشفق قليل عليه فهو يستحق الدعاء في الليل والنهار وعند طلوع الشمس والقمر والغلس ووقت السحر وفي كل لحظة فلا تنسوه من الدعاء
كانت مقدمة هذه النقوش
"فضاء
غيبت وجهي بين صدرك
والسماء
ونشرت قلبي في فضائك
والفضاء
وإذا تواترت الحكايا
كنت بينك والمرايا
زهرة....
في كوب ماء
فتابعوني لو أحببتم هذا الشاعر