وهذه رسالتي من شاعر الخزامى إلى مليكة الليلك ..
كمجنون ركب نشوة ذاته ..وتسلق البحث عن زنبقة تنمو بين ركام عذرية النفحات وبكارة الألوان ..
اعتليتُ أكواني وشرّعت جوامحي لرياح البحث عن كائن .. تسكن روحه نضارة الأطياف التي لم تُرى من قبل .. ولم يمسسها بصيرة ولا بصر ..
وبمطلق الذهول بدأت أنواري الثاقبة تتلمس بإنامل الدقّة والدهشة .. الحواف التي لا حواف لها ..والحدود اللّا محدودة لعوالم مملكة البنفسج ..
ورغم صغري.. وتعثّري .. ولا وعيي ..لم أكن أحلم بما دون لقاء المليكة ..
لا لشيء مطلقا ..فقط لأقول لها :
تعالي مليكتي .. لنرقص بخطىً تؤنّب الأرض .. وأيدٍ تُرشدُ النيازك طريق عودتها وتباعد من أمامها النجوم ..
تعالي ليعجَّ بنا المكان إمتلاءً ..ويعزف الزمان لحنه على إيقاع مسحوق ثوانيه في اللّا وقت المنصهر بأيقونة الديمومة ..
تعالي مليكتي .. لنستظلّ تحت فيء ابتسامة الثغر المحبب ..من حمم براكين مشاعرنا .. قبل تكدّسها ..وبرودها ..وتجمدها ..
لئلّا نغدو كمنحنطًين في ركام تلك الحمم المتصخّرة برودةً .. والمتقززة قسوةً.
تعالي يامليكة البنفسج .. نجأُ أوجاع أنين الليل .. بحراب الإفترار عن سَحَر تمازج الليلك والخزامى في ندى اليقين ..
هلمّي ليتعثر خطو نبضنا بدهشة التحديق لروح ألوان المكان وسحر عبق نفحات الخزامى الآتية من الأساطير عبر أمواج النقاء..
تعالي لنعمّد تفسّخ عقولهم .. وتشعّب زجاج كدرهم .. بغيث تشابك رمشيّ الغشاوة بماء الطهر ..
ونرشقهم بسُعُرات حشرجات الآه وتنهيدة التحسّر ..
دعيني ألملم أوراق الورد المتناثر فوق مروج خميلة نيسانك .. لأتلو صلواتي وأعلن توبتي ..
لـ حوافها الملتفّة تحت سطوة فسيفساء أيلول الشاحبة ..
لتتمخض عن صرخة إنبعاث النور بأعين وليدٍ لا بداية لأزلهِ.. ولا دهر لنهايتهِ ..
أبديُّ الانبعاث في يوانع أزهار كليّة النضج ...وريعان خلود النقاء ..
ومع كل خطوة رقص ..يتعالى نفير تنبيههم على التراكض .. لتعميد أرواحهم بطهر الليلك ..
كـــــــــريم\\4\5\2011\لبنان