[ميساء البشيتي]

بعد كل هذا الغياب كل شيء على حاله
فناجين القهوة تنتظر من يقرأ الطالع
كراسي باردة جداً تتنتظر أحبة غادروها
بقايا الشاي في الإبريق وكاسات منثورة
ورائحة الدخان عالقة في الزوايا ..
تبكي ..
وتتساقط دموعها ..
تقول كان هنا يملأ الكون شعراً ونثراً وضحكات ليست لها نهاية
هل كان يضحك عن عمره كله .. هل ماتت تلك الضحكات ..
أبو الشوق .. يا لهذا الاسم .. ألم تجد غيره.. أم أنك كنت تشعر
أننا سيغتالنا الشوق إليك ..
سيقتلنا الحنين إليك ..
لم يعد أحد يذكر الكرمل ولا حيفا ولا يافا
كنتَ بوصلتنا لتلك البلاد
كنتَ حديثها الدافىء وسرُّها الموعود
ترى هل ماتت كل الأسرار
هل ماتت كل الأحلام
انحدرت دمعة على خدي تسألني ببلاهة
ألم يأتِ ؟
كلا لم يأتِ ..
لم يأتٍ هو ولم يأتِ كل ما يخصه ..
أخذ كل شيءٍ معه
أخذ أقداح الشعر وكؤوس الهوى ولملم الضحكات من قلوبنا ورحل
وترك لنا هذا الشوق الممتد إلى ما لانهاية
وفناجين تنتظر من يقرأ الطالع
أين أنتِ يا أميرة قلبه ..
كوني حيث تكون روحه ..
املئي علينا المكان .. فهذا هو أبو الشوق قد تركه لنا ..
أنا هنا وناهد هنا ورائحته هنا فتعالي يا هدى لنحي هذا المكان
لم يبق في عيني ناهد دموع ..
تعالي يا هدى وكفاك بعداً
هذه روحه بقيت هنا تقول تعالوا يا أحبتي
ولا تنسوا أميرتي هدى .