[read]
لنا حبرنا فاحترقْ
سنشربُ سهم الفراق قليلا
ونشربُ .. بعثرْ خطاك على الأرضِ ِ
لا تحمل الآن وزري
سأمضي إلى بعض روحي قليلا
وأمضي إلى سكة ٍ من رمال ٍ
و نهر حزين ٍ
هنا نهدة ُ البرتقال مساء ٌ
هنا صرخة الأمنيات بكاء ٌ
ستفهم أني إذن عائذ ٌ من دمي
وتفهم أني إذن هارب من فمي
لنا وجهنا والملامح ُ
بعض ابتسامات جرح ٍ
لنا لحمنا والنوايا الخبيثةُ
هل تستعيد جراحك مني ؟؟..
أنا أستعيد جراحي
وأهرب حتى نواحي !!..
فسلم على البحر حين ينام ُ
ويمتصّ روحي
وسلمْ على سكة المستحيل ِ
وسلمْ على ما يقال وما لا يقال ُ
هنا ضفتان اثنتان ِ من الناي سلمْ
وخذ من رغيفي قليلا
وخذ ما تشاء من البحر مني قليلا
سيأتي المساء كما كان يأتي..
ويأتي النهار كما كان يأتي ..
ولا شيء يأتي !!..
أليس الغريب الذي في ركابي
حبيبي !!..
أليس الغريب الذي عند بابي
حبيبي !!..
أليس الغريب الذي في ذهابي
إيابي
حبيبي !!..
إذن آن لي أن أشرب الآن نخبي
وان أستفيق قليلا
فهذا الزمان الذي ليس لي فيه شيء ٌ
زماني !!..
وهذا المكان الذي ليس لي فيه شيء
مكاني !!..
فسلم على البحر سلم قليلا
وقل كان دوما حبيبي ..!![/read]
على الرغم من مرارة الواقع ومن خيبات الحياة وانكساراتها المتلاحقة فإن ثمة إضاءات تتوهج في أعماق الحزن والعتمة
شاعرنا الغالي طلعت سقيرق:
لقد شربنا سهم الفراق كثيراً .. وكنا نحسبه سويعات قليلة وقفنا أياماً وليالي على عتبات الإنتظار وسيل نهر من الدموع ودعونا الله سبحانه أن يعيدك إلينا ويكون سهم الفراق قليلاً وأن يأتي المساء غير كل مساء أو يأتي النهار غير كل نهار ولكن قدر الله وما شاء فعل اختارك أن تكون في مكان أفضل مما لو كنت معنا ومع ذلك أسألك لماذا استعجلت الرحيل يا طلعت، أيها العاشق المحب الأبدي لفلسطين..؟!
ولمن تركت الشعر والأرض والوطن والمخيم والحقل والقمح والزيتون والطابون
البحر يسلم عليك حين ينام وحين يصحو ويقول لك جفت مياهه وهو حزين على فراقك حتى الامطار التي نزفت فيه هي دموع أحبابك ... وما الفائدة يا غالي ما يقال أو مالا يقال
كله سيان بغيابك فلم تعد في هذا المكان ولا هذا الزمان
وسيأتي المساء كما كان يأتي ..
ويأتي النهار كما كان يأتي ..
وكل شيء يأتي إلا أنت لن تأتي
ونتمنى لو كنت تأتي ....
وهذا هو المستحيل
شربنا سهم فراقك طويلا