[غالية فاضل]

[frame="12 98"]
أحبك ....حبيبتي....محبة....حبيبة
حبيبها.....يحبها.....محبة ....نحبها
ولا تكاد تنتهي مشتقات قاموس الحب....وما أحوجنا الى عالم يضج بالحب....حيثما مررت يستقبلك المارة بالورود والابتسامات....وتغرد الطيور من حولنا...وتشرق شمسنا ضاحكة الينا ...ويطل القمر...ويغار من وجه القمر... الحبيبة النائمة في قصر مشيد...لايحيط به أي حراس...لاننا في عالم الحب حيث كل شيء مباح....حتى لقاء الحبيبة....ولكنه عالمنا يموج بغير هذا وذاك...عالم قد يكون من الصعب...ولن أقول من المستحيل...أن يعيش فيه الحب الطاهر النقي....القائم على سمو المشاعر....فقد علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم....أن الحب هو أساس الفوز بالجنة...عندما قال لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا....
ولاقيمة لعبادة العبد لربه...اذا لم تكن قائمة على حب الله تعالى ....حيث يشعر الانسان بكل معاني الحب السامية من شوق للقاء المحبوب
وحرص على رضائه وعدم مخالفته....لكن المحبوب هنا يتجاوز حدود البشر....الى رب البشر...وقديما قالت رابعة العدوية من شدة الوجد
احبك حبين حب الهوى.....وحبا لانك اهل
لذاك
فاما الذي هو حب الهوى.....فشغلي بذكرك عمن سواك
وأما الذي أنت أهل له.....فكشفك لي الحجب حتى أراك
لكن الحضارة المادية المسيطرة على عالمنا المعاصر....ترسم لنا صورا غير صور المحبة هاته....وتبني لأنفسنا قيما مختلفة تماما عما نؤمن به....عندما تجعلنا نؤمن أن الحب كل الحب...في توله رجل بامرأة....وسعيه اليها وخضوعه التام بين يديها...والعكس طبعا يصح كذلك في تصورهم..بينما لاتعلمنا أن نحب كل فقير وضعيف ويتيم ومظلوم...ونؤمن بحقه الطبيعي في الحياة والسعادة كانسان.....ونقف بجانبه حتى يسترد حقوقه المسلوبة ظلما.....الحب كما تلقنه لنا حضارتهم أن نحب ذواتنا ونجاحاتنا الى درجة العبادة....فيصبح نجاحنا ورفاهنا غاية تبرر كل وسيلة يتخذها الواحد منا ولو كانت على حساب آخر أو آخرين....حضارتهم ترسم لنا الدنيا كذلك كجنة أرضية... يجب الحرص عليها وجعلها أقصى غاياتنا.....حتى ولو كان الثمن...أن نفقد كل قيمنا وماء وجهنا....للحصول على شيء من متاعها او متعها...
وتعلمنا أن كل قبيلة هي أمة ترعى مصالح مواطنيها...ولا شأن لها بما يحصل بالجوار....عند سهل أو جبل أوربوة...هي حدودهم التي رسموها لنا بيننا...فهل نكف عن حبهم قليلا.. ونتعلم مباديء حبنا نحن

[/frame]