[ميساء البشيتي]

غاليتي الأستاذة هدى
بداية جيدة لفك إطار من أطر الحزن التي تقيدك وتكبل أنفاسك
الفقد صعب ويورث غصة ومرارة ليس لها حدوداً .. وهي فعلاً
كالوحش الذي يبتلع كل شيء في طريقه .
الحياة هذه بأسرها لا يمكن أن تكون حياة ولا يمكن أن نتذوق جمالها
ونعيش نعيمها ونشعر به ونتحسسه ونتغنى به دون رفيق .
أياً كان هذا الرفيق هو أب , أم . قريب , صديق ,
هو إنسان رفيق لهذا القلب
بهذه المسيرة الطويلة من الحياة .. لا تستقيم الحياة من دونه .
من هنا نبتت شجرة الصبر وصارت حدائق وبساتين لأن الفقد يعني أن
يأخذ الغالي منا ..
أن يأخذ قطعة من الروح ..
لو أنه أخذ قطعة من الجسد
لكان الأمر سهلاً فالجسد يمكن الاستغناء عن جزء منه
أما الروح فلايمكن أن تستغني عن جزء منها
ومع ذلك مطلوب منك أن تحيي بما تبقى لك من الروح ..
المطلوب أن تحيي بهذه النقطة من الماء ..
بهذه القطرة من الماء
وليس فقط أن تحيي أستاذة هدى بل أن تهبي الحياة لمن حولك ولمن هم بحاجة
منك لهذه الحياة ..
انظري حولك ستجدي أنني أنا بحاجة لهذه الحياة منك ..
ابنك شادي الله يحفظ لك إياه
يحتاج منك هذه الحياة ..
والدتك الكريمة تحتاج أكثر وأكثر ..
فما بالك بحيفا والقدس
وغزة التي ترزح تحت وطأة العتمة ..
ما بالك بأسير في ريعان الشباب تنازل لنا عن هذه الحياة ..
تنازل عن قطرة الماء لأنه أراد أن يوجه رسالة لهذا العالم الذي صدئت أذناه
ضعي قطرتك على قطرته على قطرتي على قطرات الأحبة هنا ولنوهب الحياة
لكل قلب يطلب الحياة ..
الحياة فداء وتضحية وحب إلى ما لا نهاية
ونحن بيت الجود والكرم والتضحية والفداء ..
هذا بيت نور الدين الخطيب
وأنت ابنته وفلذة كبده وطلعت الغالي أعطى كل ما لديه لذلك رحل
وأنت لا يزال أمامك الكثير لتعطيه ..
قطرة ماء فليكن لكننا نحبك جدا
ولا نطيق الحياة من دونك ..
كوني معنا لنكون معاً ولتعود روحه الطاهرة ترفرف
بسلام على نور الأدب .