رد: علبة الكبريت
العزيز رشيد حسن
صحيح بأنّ القدر يلعب أحياناً أدواراً غير متوقّعة ولكنّها جميعاً ذات تاريخ ولا تأتي اعتباطاً. القصّة لها بعض العلاقة بالواقع. صديق لي وهو ممثّل ذهب يشتري كبريت وكانت البقّالة مغلقة فذهب الى وسط المدينة حيث حان وقت التدريبات على المسرحية وفي المساء كان يشارك في العرض المسرحي، بعد ذلك ذهب لحفلة عيد ميلاد أحد زملائه حيث تأخّر الوقت به فقضى ليلته عند زميله وفي اليوم التالي كان عليه الذهاب الى المسرح مجدّداً حيث التدريبات والعرض المسرحي المسائي. ذلك المساء دعائهم المخرج الى سهرة في إحدى المطاعم للإحتفال بنجاح المسرحية وذهب بعد ذلك للسهر عند المخرج حيث قضى ليلته هناك. في اليوم الثالث عاد الى البيت وأخبر زوجته التي تصغره بثلاثين عاماً بأنّ البقالة كانت مغلقة.
هي كانت تعشقه ولا يمكنها الاستغناء عنه، وكانت تفهم حساسيته ورغبته بالاستقلال أحياناً. اتّصلت بالمسرح فأخبروها بأنّ بيتر متواجد ويقوم بالتدريبات المطلوبة، وفي اليوم التالي اتّصلت ألكسندرا بالمسرح مجدّداً فأخبروها بأنّه يقوم بعرضه المسائي. كان يكره الهواتف الجوّالة وكانت هي مشغولة في تلك الأثناء بترتيب المنزل والطبخ والاهتمام بطفليهما. كما ترى فإنّ القصّة التي ألهمتني علبة الكبريت تُعْطي للمرأة حقّها. لكنّ إرادة الكاتب والخيال الشرقي الذي تملّكني قلب الصورة رأساً على عقب. فعذراً يا معشر السيّدات.
دمت بخير أخي رشيد
|