الأسيرة هناء شلبي معركة جديدة من معارك الأمعاء الخاوية/ فارس عبد الله
نشر الـيـوم الساعة 21:05 الكاتب: فارس عبد الله *
تخوض الأسيرة هناء شلبي معركة جديدة من معارك أسرانا المقيدين بالسلاسل , والمدفونين في الزنازين الانفرادية داخل السجون الصهيونية , معركة الأمعاء الخاوية رفضاً للظلم والإذلال والقتل البطئ عبر الأحكام الإدارية القاسية , التي تستنزف طاقات شبابنا وتفني أعمارهم وهم يتنقلون من حكم إلى آخر , دون تهمة واضحة أوحد زمني للحكم معلوم .
ويعتبر الاعتقال الإداري من أكبر الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني , كما أن هذا الاعتقال يتعارض مع مبادئ القانون الدولي الإنساني , ونصوص اتفاقية جنيف الرابعة في العام 1949 , فلا يجوز اعتقال شخص ما , بدون إعلامه بالتهمة التي من أجلها تم إعتقاله , ويبدو أن الإحتلال الصهيوني يعتقل على الهوية , ويمارس حرب تطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني بإستهدافه الكوادر الفلسطينية , ولعله يعتقل أبنائنا وبناتنا إداريا بتهمة حب الوطن والرفض للإحتلال .
والإحتلال الصهيوني العنصري عملياً يعتقل الشعب الفلسطيني كله عبر حصار قطاع غزة , وتقطيع أوصال الضفة المحتلة بالحواجز والمستوطنات والمواقع العسكرية الصهيونية الجاثمة على أراضي المواطنين في الضفة المحتلة .
الاحتلال الصهيوني - كما هي العقيدة الفاسدة التي ينطلق منها - وأخبرتنا عنها آيات القرآن الكريم, ( أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون) تتسم نفسيته بنقض العهود والتخلي عن الإلتزامات والغدر , فالتجربة لنا كشعب فلسطيني محتل خير برهان حي وواقعي على شرح هذه الآية المباركة , فهي تعطيك الوصفي العملي والنفسي المستقر دائماً بعقلية هؤلاء البشر , الذي لا يثبتون على ميثاق ولا يوفون بعهد , فلا تنتظروا منهم إلتزام بإتفاق أو وفاء بمتطلباته .
فلا غرابة أن يشن الاحتلال الصهيوني حملة مسعورة على محررين , تم الإفراج عنهم ضمن إتفاقية تبادل الأسرى ضمن شروط , معلوم منها حسب ما أعلن أنه لا يجوز إعتقال أي أسير ممن عادوا إلى بيوتهم في الضفة المحتلة على التهم السابقة ليوم الإفراج , إلا أن الاحتلال الصهيوني مارس الاستدعاء للمحررين وداهم بيوت المحررين وقام بإعتقال منهم العديد ومنع الكثير من التنقل بحرية أو السفر للعلاج أو للحج والعمرة لبيت الله الحرام .
حالة الأسيرة هناء شلبي تدعونا إلى وقفة جادة رسمية وشعبية , ضد هذه الإنتهاكات , وهي تعبر لنا عن قمة الوحشية والعدوانية الصهيونية إتجاه الأسرى المحررين , ولعل مظلومية الأسيرة هناء تكشف لنا أثر الهزيمة أن ألمت بالاحتلال الصهيوني, عبر إجباره الرضوخ لشروط المقاومة الفلسطينية , وإخراج مئات الأسرى من أصحاب المحكومات العالية , لذلك يحاول الإنتقام من بعض الأسرى التي تصل إليهم قواته وأدوات بطشه من جيشه غير الأخلاقي الذي يعتدي على النساء والأطفال عند إقتحام البيوت مع ساعات الفجر الأولى .
الأسيرة هناء شلبي كانت تقضي محكومية لمدة سنتين ونصف قبل الإفراج عنها في صفقة " وفاء الأحرار " وقام الإحتلال الصهيوني بإعتقالها , بعد مداهمة منزلها والإعتداء عليها من قبل ضباط المخابرات الصهيونية في 16 – 2 -2012م , وهي الآن تخوض إضراباً عن الطعام لليوم العاشر على التوالي , فلا نريد أن نكرر تجربة التضامن المتأخر مع الشيخ خضر عدنان , الذي ترك فترة طويلة من الزمن قبل التفاعل الجدي والمؤثر مع قضيته العادلة ,وكما يجب أن يعزز الإنتصار الذي حققه الشيخ خضر عدنان , الدافع لدينا في نصرة معركة الأسيرة هناء شلبي , بكل ما نملك من وسائل إعلامية وشعبية وتحركات دبلوماسية ومسيرات دونما تأخير.
ويقع على فصائل المقاومة التي أنجزت صفقة تبادل الأسرى , ولحساسية ملف الأسيرات الذي عولج بشكل خاطئ في صفقة التبادل , أن تعود إلى الوسطاء من أجل الضغط على الاحتلال الصهيوني للالتزام بكافة بنود الصفقة والتي تنص على عدم التعرض عن المفرج عنهم , وها نحن نشهد التعرض اليومي بل والأسر من جديد لبعضهم ومنهم الأخت الأسيرة هناء شلبي , ولو وصل الأمر بالتهديد بالتصعيد على خلفية هذا الانتهاك في ملف الصفقة .
أسرانا أمانة في أعناق الجميع من مسئولين وفصائل , وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني , ووسائل الإعلام الفلسطينية المختلفة , فلا عذر لدينا والأسرى يتقدمون بخطوات جريئة في مقاومة الاعتقال والظلم الصهيوني , عبر معركة الأمعاء الخاوية فلا تخذلوهم وإنتصروا لهم بكل ما تملكون من