[رشيد الميموني]

حين نقول إن الإبداع لا حد له فإن ذلك يعتبر تحصيل حاصل .. ولكن حين نجد أنفسنا أمام إبداع مركب ، فإن ذلك يعني أننا يجب أن نصمت قليلا لنفسح المجال أمام قلوبنا وعقولنا كي تتأمل في هدوء لتنتشي بما تسمع و تذوق لذة الكلمات.. أقول إبداع مركب لأنني أجدني أمام خاطرة تتمخض فتنجب أبياتا في منتهى البهاء.. أو ربما كان العكس هو الصحيح .. ألا تكون الأبيات المستوحاة من القصيدة هي التي أنجبت الخاطرة ؟ ..
هذا من الناحية الفنية للخاطرة .. أما إذا أردنا الغوص فيها و سبر أغوارها ، فإننا سنجد أنفسنا في خضم لا حد لقاعه .. لكننا سنلمس سريعا كل اللآلئ المكنونة في الصدف .. وسوف أقتصر على بعض هذه اللآلئ التي يمكن أن تستعصي على من لا يقدر على تذوقها .. على سبيل المثال لا الحصر ..
احاول ان اسحب الكلمات من شفتيك بشقاوتي الصباحية فينقطع حبل شقاوتي على اطراف لسانك فتلازم كلماتك فمك فلا تصلني.
أو هذا التعبير البهي :
اتعلم سيدي ، احياناً احس بأنني انفصل عن نفسي لألتصق بك ، اهرول لك بكل عناد شوقي اليك ولهفتي للإنصهار فيك فتفاجئني بشظايا اللامبالاة ، فأنشطر واتناثر مبتعدة عنك ، ولا اعرف العودة لنفسي مرة اخرى ..
وأخيرا و ليس آخرا :
واحياناً كنت تغازل كل مكوناتي فتتراقص اوردتي طرباً وتلتحف خلاياي اشرعة النشوة فأطير زهواً على امواج انوثتي.
ماذا أفعل ؟.. إذا عن لي الاستمرار فإني سأنقل الخاطرة كلها ولكني سوف أختم بشيء من القصيدة حتى أوفيها حقها ولا تغضب من الخاطرة :

قل لي سيدي
متى سيزيد في بحرنا المد
ومتى يخاصم شاطئنا الجزر
سوف أقولها لك ، سلوى ، باللغة التي أدرسها :

Chapeau
دمت مبدعة متألقة