الموضوع: اليوم الغارب
عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 03 / 2012, 06 : 07 PM   رقم المشاركة : [3]
فهيم رياض
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
 





فهيم رياض is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: اليوم الغارب

تابع



بعدها بقليل غادر اباسالم بدوره المدرج ، وكان ذلك اللقاء إيذانا بانتهاء السداسي الأول وبداية العطلة الشتوية التي ستستغرق شهر فبراير / شباط بكامله .
توجه الشاب إلى بلدته لقضاء عطلته مع أسرته الصغيرة المكونة من أبويه وأخته الأصغر" مزوارة " ، ومع أصدقائه وللاستمتاع بالمناظر السياحية الجميلة وبدفء الطبيعة .
فرحت العائلة بمقدم ابنها فرحا شديدا رغم ما لاحظوه عليه من هزال الذي برره لهم بالإنكباب على الدراسة وبتأثير الغربة عليه وبعده عنهم مثبتا ادعاءه بشراهته للأكل لما عاد إليهم ومتع نظره برؤيتهم أما السبب الحقيقي فقد أخفاه عنهم واحتفظ به لنفسه .
وفي صباح يوم من أيام الأسبوع الثاني من شهر العطلة جاءه طفل مهرولا ليخبره أن ثلاثة من الغرباء قدموا من تيميمون يسألون عنه ويرغبون في رؤيته .
عرف اباسالم هذه المرة هوية ضيوفه وعرف حتى سبب مجيئهم إليه ، إنهم رشيدة ووالداها السيد خالد والسيدة فاطمة ، لكن سوء تصرفه وتقديره جعلاه في حيرة من أمره ما اضطره للبحث عن طريقة تمكنه من إخبار والديه وأخته بالقصة قبل أن يصل الضيوف إلى المنزل .
استقبل المضيف ضيوفه ورافقهم إلى الدار فوجدوا الحاج الطاهر- والد اباسالم - في انتظارهم عند الباب ، وبعد استراحة قصيرة أراد السيد خالد أن يتكلم ويطرق مباشرة الموضوع إلا أن الحاج الطاهر قاطعه وطلب منه تأجيل ذلك إلى ما بعد تناول الغذاء .
وفي الناحية المقابلة قلبت مزوارة الزيارة بخفة دمها و روح الدعابة المعروفة عنها إلى عرس تعبيرا عن فرحتها بضيفتيهاخاصة رشيدة التي كانت ترى فيها بعين الطفلة البريئة مستقبل أخيها .
دعي إلى مأدبة الغذاء إضافة إلى هؤلاء الضيوف إمام مسجد البلدة وشيوخها وبعض أعضاء المجلس المحلي وزوجاتهم ، وبعد الانتهاء من الأكل ، طلب الحاج الطاهر من السيد خالد تناول الكلمة وقول ما كان يود قوله سابقا .
استهل هذا الأخير كلامه بتوجيه الشكر لمضيفيه وللسادة الحاضرين ، ثم سرد تلك القصة التي لم تعد سرا ، كما تطرق إلى السبب الذي من أجله قدم هو وعائلته إلى شروين ثم التفت إلى اباسالم ، وقبل أن يواصل قاطعه الحاج الطاهر قائلا : أنا من سيتكلم الآن ، إن تكبدكم لكل هذه المشاق لدليل قاطع على رفعة أصلكم وشأنكم وعلى صحة فهمكم لمعنى الكرامة كما يدل أيضا على سمو أخلاقكم ، لقد سامحنا وقبلنا الاعتذار وطوينا ما حدث طيا أبديا ، وأصبح عندنا نسيا منسيا . تشرفنا بمعرفتكم ، وأهلا وسهلا بكم في كل وقت وحين .
تفرق الجمع بعد تلاوة الفاتحة والدعاء وتبادل عبارات التوديع ، ومضى كل إلى غايته كما مضت دموع مزوارة ورشيدة إلى مساقطها بقدر يوحي بأن الصلة بينهما وكانها قديمة وستكون مستقبلا أوثق .


التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 13 / 03 / 2012 الساعة 57 : 04 PM.
فهيم رياض غير متصل   رد مع اقتباس