ساق رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الأربعاء سيلا من الاتهامات لدول تقع إلى الشرق من ليبيا -لم يذكرها صراحة- بعد يوم على إعلان إقليم برقة -الممتد من حدود مصر في الشرق إلى سرت غربا- فدرالية اتحادية تستمد -كما قال أنصارها- شرعيتها من الدستور الذي أقر في عهد الملك الراحل إدريس السنوسي عام 1951، في وقت شهدت فيه وسائل الإعلام وصفحات الإنترنت حملة كبيرة ضد مؤيدي الفدرالية، بلغت حد وصفهم بالخونة وبذيول المخابرات الأجنبية والعربية.
قال الأمين بالحاج إن كان لعبد الجليل أدلة على تورط جهات أجنبية في مشروع تقسيم ليبيا إلى ثلاث فدراليات، فقال إن من الممكن أن يكون عبد الجليل قد توصل إلى معلومات استخباراتية، لكنه أضاف أنه شخصيا ليست لديه معلومات عن دول بعينها تدعم فدرالية "برقة".
من جهته تحدث السياسي إدريس ابن الطيب عن دور غير مباشر لدول تحتضن عناصر النظام السابق وتتجاهل سلوكيات تمارسها على أراضيها، وتشمل كما قال تمويل الفدرالية لإجهاض ثورة 17 فبراير وزعزعة استقرار ليبيا
واضاف إن الفدرالية "تتفق مع أجندة دول تقف في طابور انتظار ثورات الربيع العربي، وبالتالي لا تشجع الإعلاناتُ الانفصالية المواطن العربي على القيام بالثورة".
اغتيال معنوي
لكن محمد بويصير -وهو أحد أبرز منظري الفدرالية السياسية- دافع عن أنصار الفدرالية في وجه اتهامات الخيانة والعمالة.
وقال للجزيرة نت إن المنتقدين ليس لديهم أدلة على تدخل أجنبي سوى وكالات الأنباء العالمية، معتبرا الهجوم "محاولة لاغتيال الشخصية المعنوية".
وقال إن أنصار الفدرالية إنما يطالبون بما هو متاح في الديمقراطية، وهو أن يتضمن الدستور القادم البناء الفدرالي. كما اعتبر الخطاب التخويني انعكاسا لخطاب السلطة الانتقالية الحاكمة، متأسفا على ما يعتبره دكتاتورية جديدة، قائلا "لن يكون القذافي آخر الطغاة".
واستغرب بويصير اعتماد القادة الجديد -ولم يمضِ على تحرير ليبيا أربعة أشهر- لغة استخدمها العقيد الراحل معمر القذافي بعد ثماني سنوات من وصوله للسلطة.
طرح استفزازي
بدوره يستبعد الإعلامي والمعارض السابق حسن الأمين الدور الأجنبي، لأن للعالم -كما يرى- مصلحة في ليبيا موحدة تحت سلطة واحدة، وإن لم يستبعد دورا لدول "عربية شقيقة".
وقال للجزيرة نت إن طرح الفدرالية استفزازي، وإن التهميش وعدم عدالة توزيع الثروة مسؤولية النظام السابق.
كما قال إن نفوس دعاة الفدرالية تحمل مشاعر عنصرية لم تستطع استيعاب الدرس الوطني بعد الثورة، لكنه تحدث عن دور تلعبه دول "عربية شقيقة تعمل في الخفاء من أجل قيام فدرالية في الشرق".
ولا تعتقد السياسية في "جبهة إنقاذ ليبيا" ريما بونخيلة بوجود دور عربي أو أجنبي وراء إعلان الفدرالية.
وقالت للجزيرة نت إن الدليل مطالبة مختلف الدول بوحدة ليبيا "لأنها كانت تقوم بدفع رسوم للحقول النفطية والموانئ والحكومة، وفي ظل قيام الدولة الليبية أصبحت تدفع فقط للحكومة".
وترى بونخيلة إعلان الفدرالية نتيجة لسياسة التهميش التي انتهجها المجلس الوطني الانتقالي والحكومة مع الشرق الليبي.
ودعا القيادي في اتحاد "ثوار ليبيا" ونيس المبروك الفسي إلى عدم التحريض على الفدراليين في ظل انتشار السلاح، لكنه حذر من "عدو خارجي" يُحسن -كما قال- توظيف النعرات الجهوية والقبلية.
ذرائع
ورغم رفضه الفدرالية، يقول الصحفي أحمد بوقرين للجزيرة نت إن عبد الجليل علّق فشله في إدارة الدولة على شماعة "المؤامرات الخارجية والأجندات المشبوهة والطابور الخامس" وغيرها من "ذرائع باتت لا تقنع حتى رجل الشارع العادي، فضلا عن السياسيين والمثقفين والمهتمين بالمشهد السياسي العام"، واتهمه بأنه يقود البلاد إلى الهاوية.
أما الإعلامية عبير اليسيري فقالت إنها تحترم الفدرالية، لكنها باتت ترفضها حاليا بعد حديث عن دور الاتحاد الأوروبي في القضية المطروحة للنقاش.
وقالت إن الدور الأجنبي لا شك فيه، وتوقعت تدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) مجددا .
عن الجزيرة ****
لا شك أن التحدي القادم لدول الربيع العربي هو صراع الهوية والأقليات والقوميات، ولن يتردد الغرب عن دعمها بالمال والسلاح، لو لزم الأمر ( فرق تسد) والهدف وأد أي تلاحم عربي مهما حصل
كثر يرون أن فرضية دعم دول عربية للانفصال وارد حتى يبثوا الرعب في نفوس الشعوب العربية من نقل الثورات إلى بلدانهم، وأكبر دليل على ذلك الحرب الطاحنة التي تحدث في الخفاء ضد الثورة المصرية
وهنا نفتح الموضوع الشائك للنقاش ونعرضه على الاستفتاء
ما رأيكم؟
هل أنت مع هذه الفدرالية؟
هل ترى بها خيانة وأجندة غربية لتفتيت ليبيا؟
ما الحل لوأد دعاوى الانفصال وكيف يمكن أن ترضي الحكومات الناشئة مختلف القوميات والأعراء في سبيل الوحدة الوطنية وإفشال مشاريع التفتيت؟؟
بانتظار مداخلاتكم الكريمة
هدى الخطيب