أنا في رأيي المتواضع الشخصي أن ما يحدث هو أكبر بكثير من وصفه بمجرد الربيع العربي .. بل الشتات العربي ..
فحالة العرب الحالية لا تحتمل فصلا عاديا يمكن ضمها إليه ..
القضية منذ البداية شائكة و الدليل عدد الضحايا بغض النظر عن الجنسيات .. الاهم أنها عربية و تنتمي للجنسية العربية ..
قضية تقسيم ليبيا مع اختلاف الآراء حولها تجرنا للحديث ليس فقط عن التدخل الاجنبي بل في الدور الأجنبي السرّي فيما وصلت إليه الأوضاع ..
و أعتقد أن الكثير من الدول العربية التي يخصها هذا الربيع العربي كما يسميه العامة ستلقى نفس المصير لا محال ..
مصر رغم أن الوضع لم يتضح بعد إلا أن لا أحد ينكر أن ما يحدث فيها ليس عاديا و ان مظاهر الشقاق باتت واضحة تماما مع سلسلة الاعتداءات و الانتهاكات
ضد حقوق الإنسان .. أين المواثيق الدولية التي تحمي ذلك و قد كانت منذ البداية مجرد حبر على ورق .. مجرد استفتاءات خاطئة و مجالس و أمانات .. و كلام لمجرد الكلام ..
أهم سؤال يمكن طرحه هنا ..
ما المصير المنتظر بعد التقسيم .. ؟ أكيد سيكون هناك ازمات و حروب داخلية و اهلية لا يمكن ردعها .. الكل سيطالب بحقه في الحكم .. تماما كما هي حروب الطوائف ..
المشكلة التي يعانيها العرب هو حصر الثورات في مجرد شخص واحد كما حدث مع القذافي ..
فلو كانت المشكلة في القذافي كطاغية لانتهت الازمة .. و عادت ليبيا إلى السكينة من جديد ..
و ماذا بعد ذلك النظام في مصر رحل باكرا و لا بوادر للسلام و الأمن .. و من المسؤول عن كل ذلك ..
الهدف هو تقسيم العرب .. كل دولة عربية تنقسم داخليا و يقوم الصراع الداخلي ..
أما جوابي على السؤال المطروح ..
فأنا ضد أية فيدرالية تهدف لتحطيم البناء الداخلي لكل دولة عربية اولا ثم تحطيم فكرة الوحدة العربية التي ننتظرها جميعا .. منذ زمن طويل
انا ضد هذا الشتات العربي الذي يسمي نفسه بأسماء سياسية محاولة منه لوضع شرعية خاصة باحثا عن ملجأ يدعم خيبة تفكيره في دستور من المزمع وضع قواعده الجديدة على مرأى من عالم يبتسم لكل خرجة عربية مضحكة ..
و كأننا بسذاجتنا نعرض مسرحية فكاهية ..
الخيانة واقع لا مفر منه داخليا و خارجيا .. من انظمة تحضر للولادة في الخفاء .. من أحزاب تخطط للقيام في عز الضعف العربي ..
و اكيد هناك مساع غربية و جهود مكثفة اجنبية من أجل تحقيق الهدف المنشود و هو زعزعة الاستقرار العربي ..
اولا .. خوفا من امتداد الثورات إلى حدودها في صورة المطالبة بحريات أكبر و أكبر من مجرد أن تكون داخلية ..
و ثانيا .. استكمالا لسلسلة هذه الثورات أيضا باعتبارها أضعفت العرب جدا منذ بدايتها .. يكفي انها قضت على الملايين و لا وجود لبوادر السلام ..
أما عن قضية الحلول ..
فأنا لا أرى للأسف الشديد أية حلول في الأفق .. ذلك أن كل دولة مستها حمى الثورات تعرضت لانشقاق خطير و شديد في أعمدتها الداخلية
و نتيجة لذلك قامت حكومات مصغرة داخل الحكومة الأم .. كل واحدة تطالب بحقها في الحكم فكيف بعد ذلك سيكون هنا لم الشمل .. مع سيطرة الاطماع السياسية ..
كيف سيكون هناك تجميع للقوة في يد واحدة .. و الأيادي الجائعة ممدودة بحقارة شديدة تود النهش ..
الموضوع شائك جدا .. و يحتاج لوقفات طويلة و آراء كثيرة حتى تتضح الرؤيا و لو قليلا .. لأنه في ظل هذا الضباب الشديد الوطأة لا يمكننا الرؤيو و لا التكهن بما سيحدث .. مستقبلا رغم ان الخطير الشاق من هو في الواجهة الزجاجية العريية الحالية ..
شكرا سيدة الألق و سيدة النور الكريمة على هذا الطرح الأكثر من رائع ..
اتمنى أن أقرأ المزيد من الآراء المهتمة بهذا الشتات العربي المخيف ..
دمت بخير ..
تقبلي محبتي الخالصة ..