30 / 04 / 2008, 18 : 02 AM
|
رقم المشاركة : [183]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
رد: غزة جرحنا المفتوح حتى يسقط الحصار
[frame="13 90"]
[align=justify]
غزة في غرفة الإنعاش و العالم في غيبوبة د.هاني العقاد
مليون ونصف المليون فلسطيني مسجونون داخل معتقل كبير أسمه غزة المحاصرة , غزة المنكوبة , الفقيرة , المعدمة و المنقسمة !! غزة المحبوسة داخل نفسها و المحاصرة من كل الجهات والمغلقة مداخلها و مخارجها بشكل كامل لدرجة إن الحال وصل إلى ابعد من ذلك , فسكانها بالفعل على وشك الموت ليس لأنهم ممنوعون من التجول بالسيارات ولا حتى بالتكسي الأجرة و الأتوبيسات كما كل سكان المدن بالعالم بل لان حياتهم دخلت في مرحلة العدم بكل أشكاله و عناصره .
إن الخطر الأكبر الذي ادخل كافة سكان غزة غرفة الإنعاش الكبيرة ليس داخل مستشفي و إنما داخل مدينة ليس بالكبيرة مقارنة بالمدن الأخرى بالعالم هو انعدام الوقود بكافة مشتقاته وتوقف إيصاله إلى محطات الوقود مع أن مصدر هذا الوقود قد يكون عربيا في الأصل!!.
لقد باتت مستشفيات غزة غير قادرة على تقديم الخدمات الطبية للمواطنين بسبب انقطاع الكهرباء من آن لأخر وبسبب عدم وصول العلاج المطلوب لكثير من الحالات المرضية , هذا بالإضافة لتوقف 60% من سيارات الإسعاف و اقتصار عملها على إخلاء الجرحى و الشهداء من أماكن الاجتياح و القصف الإسرائيلي .
شوارع غزة تكاد تخلو من السيارات و المركبات المدنية و المواصلات العامة لان من يمتلك سيارة خاصة أوقفها ولم يعد يحركها لحرصه على ما تبقي فيها من وقود للطوارئ , الجميع يسير على الأقدام معلمون وطلاب مدارس وجامعات و أطباء ومرضي ولا يعرف هؤلاء البسطاء إلى متى سيبقي الحال مع إننا نتوقع أن يزداد سوءاً إلى الدرجة التي لا يتسنى لأهل غزة التقاط الأنفاس وحينا سيكثر من يقدم الأكفان وكأن العالم يصحو بعض منه مؤقتا من غيبوبتهم فقط عندما يموت الفلسطينيين !! لعل المخيف ما تحدث عنه جون جينج مدير عمليات وكالة الغوث الدولية في غزة عن انهيار وشيك جدا للحياة الإنسانية بالقطاع لان محطة كهرباء غزة يحتمل أن توقف عملها في غضون ساعات و مثلها شركة المطاحن الفلسطينية والمطاحن الخاصة الأخرى و ما تبقي من عمل البلديات التي توفر الماء اللازم للشرب و تزيل النفايات من الشوارع لا يفي بحاجة السكان لأنها خفضت عملها بنسبة 50% هذا بالإضافة إلى عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل طرمبات ري المزارع و الدفيئات الزراعية التي تنتج ما يحتاج المواطن الغزي من خضروات وحزر من توقف المراكز و العيادات الطبية التابعة لوكالة لغوث الدولية عن تقديم الخدمات الطبية للمواطنين , هذا في الوقت الذي يخشي الجميع من وقف برنامج الغذاء العالمي برامجه في غزة و توقفه عن توزيع المواد الغذائية لأكثر من مليون فلسطيني.
إن شل نظام الحياة اليومي بغزة ادخل المدينة بسكانها في إطار مريض الإنعاش الذي يعيش على أجهزة صناعية ومع الأسف لا تتوفر له!! . لم يعد سكان قطاع غزة يراهنوا على تضامن العالم معهم لأنهم لم يفكروا حتى في الاحتجاج الذي كنا نشاهده خلال الفترات القريبة الماضية وهذا يؤكد لسكان غزة أن العالم في غيبوبة قد لا يصحوا منها و السبب الهيمنة الإسرائيلية و الأمريكية على مصادر القرار بالعالم وليس العالم العربي فقط .
إن محاصرة إسرائيل لقطاع غزة جاء تدريجيا و ممارساتها لإحكام سياسة العقاب الجماعي سار في حلقات ومراحل كان الهدف منها تغيب وعى الرأي العام العالمي للدرجة التي يستحيل معها الاستفاقة و تقديم يد العون لمن تبقي على قيد الحياة هنا بغزة. بالرغم من أن منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط أعرب عن قلقة و قلق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إزاء الوضع المتأزم في القطاع إلا أن هذا الإجراء لا يمثل أي تحرك حقيقي ولا ضغط دولي لحل المشكلة. إن الظروف التي يعيشها قطاع غزة اليوم هي حالة فريدة من نوعها في التاريخ الحديث لكونها واقعة تحت الاحتلال بالكامل و في نفس الوقت واقعة في أزمة اختلاف سياسي قاتل ولا اعرف كيف يلتقي النقيضين !!
و إذا ما تحدثنا عن المفروض فإننا نعرفه كمراقبين وندعو به لكافة الأطراف ويعرفه الساسة بكافة ألوانهم و إذا ما قارناه مع الواقع فإننا بالتأكيد نعرف حجم المشكلة بتفاصيلها الدقيقة وهنا نقول أن المشكلة فينا قبل أن تكون في غيرنا و إلا لما دخل العالم في غيبوبته المصطنعة قبلنا.
[/align]
[/frame]
|
|
|
|