عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 03 / 2012, 31 : 11 PM   رقم المشاركة : [73]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

* الجزء السادس عشر *



[align=justify]النّساء متشابهات في كل زمان و مكان .. كما المدن و القرى .. الفارق الوحيد يكمن في الديكورات و الألوان و الأقمشة و تصاميم الأبنية .. و الطرقات و الجسد الّذي سوف تُلْبِسه ثقافتك العربية أو الغربية .. و في ذلك الرّصيف المحاذي لملكاتك العقلية، ذاك المهووس بالانتقام، الّذي قد يشوّه شيئا من حكمة متواضعة .. فيتركك تتنازع جغرافية الرّجولة لأجل راقصة، على أبواب الجنون ..
أتعتقد أنّ العاصمة ستمنحك تأشيرة الاستيطان بقلب امرأة، مكتملة الأنوثة و الجمال .. لا يا صديقي ..
الفاجعة وحدها من ستمنحك تأشيرة السّفر الصامت .. لذلك أرفض أن أسرق لحظات خلوة مع الذات، أستبيح فيها غزو شجني عن طريق امرأة و أشحن بطارية الألم حتى إذا طُفْتُ بصخرة الأحزان سبع مرّات، أصابني الدّوار و ارتميت في حضن أمي أبحث عن طفولتي ... المصلوبة على ظلّ أنثى ...
عزيز كان مرتبطا منذ مراحل الدّراسة الثانوية بفتاة تخلَّت عن دراستها فيما بعد، بحصولها على تأشيرة زواج إلى الخارج .. تخلَّت عن أبخرة أحلامهما المتجمّعة كغيمة تمطرهما و تظلّلهما .. تخلَّت عن أشجار الزّيتون و مراجحها، تخلَّت عنه حين دقَّت ساعة التمدّن الحقيقية ..
لذلك كان يقول :
المرأة لن تعترف بحقيبتك المرتدية علم الجزائر و طائرتك الّتي تحطُّ فوق مطار تعبِّقه أكلات جزائرية تقليدية، لن تعترف بفنجان قهوتك و حلوياتك الشّرقية .. و كل ما كُتِب بالخطّ العربي الأصيل .. لن تعترف بك ما دمت تسكب شعرا عربيا في كأسها لتتجرّعه كأنَّه علقم، فيُحَنِّط ذاكرتها و مجونها و جنونها .. لألف سنة تكون خلالها ملك يمينك .. الواقع أنَّ الخيط الرّفيع جدا بين الذّكاء و التغابي، لن يمهلك حتى تقطعه بفطنةٍ داهمتك فجأة و أنت تراجع مخرج الكلمات لتفضح متاهة نسائية .. بل ستكون مجبرا على السّكون .. كأنّك كلمة بدون حركة .. حينها فقط ستقتني كتابا فرنسيا، ليغطّي عيوب ذاكرتك العربيّة المكشوفة .. و لتداري أخطاءك اللّغوية و حتّى لا تضطر لكتم حالة شعورية .. تعلَّم أن تصنع لكتابك غلافا يشبه ملامح أنثى، بأحمر شفاه و قلم تحديد يصلح للتجوّل في كلّ المناطق الآهلة بخبث و تصنعّ .. من وجهها .. حتى تفاجئها بتلاعبك بملامحها كلّما فكّرت في امتهان الطّيش و العبث .. ثم بعد ذلك .. و هي في حالة سكون، تراقب الملامح المرسومة، و تبحث بين تفاصيلها عن أطياف نساء، قد يكون الطّيش المشفّر بين لوحاتك صوّرهم لها .. حينها فقط سينطفئ ذكاؤها مقابل اشتعال آخر .. ذاك هو وقت القصيدة المُحْرِقة .. !!
كلّ قارئة فنجان هي مشعوذة جاءت لتتلصّص على بقايا قهوتك إن كانت أرستقراطية، فتطلب مقابل حلّ شيفرات رغوتها و فقّاعاتها و دخانها المتصاعد، ثمنا للجوسسة النّسائية المحنّكة، و قد تدَّعي أنّ التلوّث الشديد على حواف فنجانك الفقير منع عنها الرّؤيا .. فتضع بذلك حدا لتأويلاتك المستقبلية المشرقة، المكتئبة و كأنّ العربي مرادفه من الفصول الخريف .. و تدفعك للانتحار، تحقيقا لنزوة قطعة بن مكابرة .. و تحقيقا لِمَا ادعاه فنجانك المهووس بالكذب الفطري .. و تحقيقا لذاتية الأشياء الناطقة ..
وحدها حدود المهجر تستهوي النّساء .. للمكوث تحت شمس المغيب و التمتّع بإطلالة فجر أجنبية الجنسيّة .. حتى الشّمس تُغدق في تلوّنها و إرسال أسلحة أشعّتها المموّجة، السّاحرة .. فتقتلها و هي مستلقية، منتشية، لتنهض بعد المّوت امرأة غربية، تتلقّفها كقطعة بلور نادر، إن حدث و استقلّت طائرة تحمل كنية أجنبية تُقلع فوق جبل يحمل لقبا غربيا ..
وحده المهجر، يستلقي في جوّ رومانسي و يغري روّاده بجلساته الشّاعرية .. و ما دونه ثقافة العملة الوّرقية، هي الأنسب للانصياع لمعزوفة موسيقية أنثوية .. لذلك اختر ما شئت من آلات العزف و ارسم كما شئت متاهات من الكلمات، فلن ترضخ لك غير راقصة شدّتها وصلات الموسيقى الشّرقية لتتمايل عليها ثم تغادر .. لتدعك منهكا على إثر لحظة إعياء حسّي .. !!
سيظلّ برج إيفل، معلما تاريخيا أثريا مشهورا تفتخر به السّحب المضاءة .. ما دام يحمل أوراق هويّة فرنسية .. مزروعة كمصابيح ملوّنة تفضح انتماءه ليلاً ... أمّا مقام الشّهيد الجزائري فهو لعبة طفولية .. و لعنة أثرية .. خلّفتها وشاية تاريخية و كأنّها محاولة لتصنيع تاريخ فحسب .. ألا ترى أنّ زواره عادة أطفال .. حتّى الصور المأخوذة بجانبه، تفقد رونقها بمجرّد إطلالة باريسية أخاذة .. فتُمزِّق نفسها استعدادا لتغيير الخلفية ..
فكرة السّياحة يا صديقي، تتوقّف على حواف باخرة بذخيرة إبحار للّيال طوال، لا لمجرّد شهوة إبحار .. تُرَاجِع خطاها قبل المغيب .. ببطاقة سفر على متن طائرة تحلّق بعلوّ شاهق و بإطلالة تمتّد لبحار و محيطات .. لا لمجرّد التّحليق بين حدود راية وطن، ألوانها الأخضر و الأبيض و الأحمر، هي سجنها السّماوي .. لا تصلح ظِلالها لأن تتلوّن بغيرها .. أمّا دون ذلك، فمجرّد تأدية لخدمة وطنية .. حتّى و إن أُفْرِغَت من محتواها العسكري .. مجرّد نزهة .. أو نزوة ..
[/align]
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس