رد: في عيد ميلادك نحتفي/ حوار مفتوح عن شاعرنا الكبير الأستاذ طلعت سقيرق
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/39769/angelina-pink-self-design.gif');border:4px white;"][cell="filter:;"][align=center]الغالية هدى :
أتدرين يرون أنني ورثت الشعر عن والدك نور رحمه الله ، وتعرفين أنّ خالي الشاعر نور الدين الخطيب مات في عز الشباب ، وترك من الشعر الكثير .. وللأسف أنه شعر ضائع في أكثره.. كنا صغارا يوم مات رحمه الله .. كنتِ الطفلة التي لا تدرك بعد شيئا من الحياة .. وكنت أنا- الأكبر منك - في سن لا تسمح لي بجمع شعر الخال الحبيب .. ويوم كتبت عنه في الصحف ، ذكرت له أبيات وجدتها بين أوراق الوالد رحمة الله عليه .. وها أنا في الثالثة والخمسين !!.. الأيام يا غالية..الأيام.. تركض وتلهث وتدمي الأقدام بشوك الطريق ..
أعيد يا هدى القول عن حياة لا تستحق أن ندخل أبوابها ونمشي في دروبها عابسين .. لعبة الحياة أنها تلعب بنا إن سلمناها القياد !!.. ولعبتنا أن نستمتع بها إن تسلمنا القياد.. والمعادلة جدّ بسيطة ، فما كان بيدنا استطاعة فلنبقه ، وما كان خارج الاستطاعة فلنتركه لشأنه .. لا تفكري كثيرا بعرض وطول الأرض ، فكري يا صديقتي وغاليتي بخطوتك ومشوارك وبصماتك في الحياة .. عيشي كل الدقائق بالوقع الصحيح .. فالهموم التي تحيط بنا كعرب وكمسلمين تجعل السواد أكثر اشتدادا، وتجعل العلقم أكثر مرارة ، والذكي من يخرج من ثقب الإبرة أو سمّه كما يشترط أصحاب اللغة دون أن يصاب بالسكتة القلبية ، لأنني أجزم بأنهم يريدون لنا جميعا أن نصاب بهذا !!.. ليكن لهم ما يريدون وليكن لنا ما نريد .. أخطأنا وأخطؤوا.. لكن علينا أن نتوازن والمهم أن نتعلم ونفتح العيون على اتساعها فالعالم ما عاد يرضى بالعودة إلى الوراء أوالبقاء في حالة السكون الصامتة ..
أشعر أنك قريبة أكثر مما يجب .. وأنك بعيدة أكثر مما يجب .. وأشعر أننا نمشي في شوارع دمشق مسكونين بدفء القرابة والألفة والحنان .. ثم تغيب الصورة وتغيم فأراك هناك في كندا تمشين وحدك في شوارع بعيدة عن العين فأتمنى بصدق أن أسقط زهرة في طريقك ، ربما تستطيع أن تبعد عن راحتيك صقيع الغربة .. أو أن أمشي قربك هناك وأحدثك طويلا عن صور في البال .. وربما عن بلد ما شاهدناه ولا عرفناه ولا ولدنا فيه ، لكنه سكننا وسكناه.. ربما عن حيفا أو يافا أو عكا .. يا صديقة لا تخلعي نعلك في دروب الجراح ، بل رجائي أن تبقي هدى الوردة المشرقة المزدانة بعبير الأيام ونور الوالد الحبيب .. وتعرفين يا هدى أن من كانت ابنة نور الدين الخطيب حري بها أن تكون الأروع في النساء والأسعد .. هل أطلب منك الصعب يا حبيبتي ؟؟.. لا والله ، بل كل ما أريده أن تكوني الشمس التي تدفئ قلبي بأخبارها الجميلة دائما .. وثقي ياغالية أنك ستكونين دائما في البال ضحكة من روعة وجمال وفتنة وسعادة .. فلا تمسحي هذه الصورة بل لتكن زادك في كل زمن حتى تبقى هدى كما هي دائما ، هدى لنا جميعا ..
اسلمي
طلعت سقيرق
دمشق في 24/1/2006[/align][/cell][/table1][/align]
|