19 / 03 / 2012, 54 : 12 AM
|
رقم المشاركة : [30]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: في عيد ميلادك نحتفي/ حوار مفتوح عن شاعرنا الكبير الأستاذ طلعت سقيرق
كتب شاعرنا الغالي الأستاذ طلعت سقيرق القصيدة المدورة ، أو قصيدة السطر الواحد .. والتي تعتبر جديدة من حيث الشكل الذي يجرّ إليه الموضوع .. كانت القصيدة العربية مصرّة على العمودي أو التفعيلة أو قصيدة النثر .. بعض الشعراء استعملوا مقاطع من السطر المدور خلال كتابة قصائدهم ، وهذا قليل .. من جهته ومنذ أعوام أخذ في كسر القاعدة ، خاصة حين رأى كما يقول قصيدة التفعيلة تدخل حالة النمط الشكلي دون الخروج عن ذلك ، فكأنهم دون أن يشعروا حولوا قصيدة التفعيلة إلى شعر عمودي دون أن يجهدوا أنفسهم في البحث عن الجديد .. فأراد أن يجرب .. وبدأ البحث عن صورة أو شكل غير نمطي .. فكتب قصيدة السطر الواحد أو القصيدة المدورة ليرسخ مفهوماً مغايراً للسائد ..
تأخذ قصيدة السطر الواحد معنى دحرجة التفعيلة أو ترك العنان لها حتى آخر القصيدة.. عندما كتب هذا النوع ، وجد تجاوبا كبيراً خاصة ممن يسكنهم الوزن ..
هي قصيدة متعبة دون شك للكاتب والقارئ معا .. القارئ من حيث السماع لأن الشاعر لا يستطيع أن يتوقف قبل انتهاء القصيدة .. كيف ؟؟.. عندما تكون التفعيلة / متفاعلن مثلا / فعلى الشاعر أن يبدأ ولا يتوقف إلا مع نهاية القصيدة .. إنّ التوقف في أي مكان يجعل الشاعر يعود للبداية .. هنا عذابات الشاعر الذي يطلب منه أن يملك الموسيقى بتحكم وعفوية ..
بيت الشعر القديم كان يسمح للشاعر أن يتوقف في نهاية البيت ليأخذ نفسا .. وقصيدة التفعيلة تسمح للشاعر بالتوقف عند نهاية هذا المقطع أو ذاك ليرتاح ويفكر ..وهنا تأتي قصيدة السطر لتخالف كل القواعد ، فهي تحتفظ بالوزن ، لكن التوقف أو الراحة أو التأني، أشياء غير واردة هنا ..
هناك مأزق للشاعر في مثل هذه القصيدة يتمثل في إيقاف عمل أخذ النفس و هنا أيضاً كما أرى أنا قمة الإبداع والتميّز .. هنا لا يجوز أن نتوقف .. هذا يعني أنّ على الشاعر أن يكون في حالة صدق مع انفتاح مطلق على أحاسيسه ومشاعره .. ويعتبر أنّ دراسة نفسية الشاعر وعواطفه تنجح هنا بشكل تام ..
كتب القصيدة المدورة في ثلاثة أعمال.. كان قد صدر له في العام 1999 " القصيدة الصوفية" و هي ديوان يضم قصيدة واحدة بهذا العنوان ويعتمد السطر المدور أو التفعيلة التي لا فواصل بينها
ثم صدر له ديوان " خذي دحرجات الغيوم " عن وزارة الثقافة في سورية عام 2002 الذي اعتمد القصيدة المدورة أو قصيدة السطر الواحد أيضاً وكان عمله الثالث هو قيثارة الوجد التي طور فيها هذا المفهوم لهذه القصيدة حيث أخذ أشكل في التفعيلة وأشياء كثيرة يفترض أن يكتشفها القارئ الحصيف .. فجاءت " قيثارة الوجد " خلاصة تجربة رائدة في هذا المجال .. من التجديد مثلا أن بعض المقاطع تبدأ بمفردة وتنتهي بها .. وهو هنا يترك للقارئ الحكم على ذلك ..
يقول الشاعر سقيرق: ((هناك خوف شديد في هذه التجربة من التكرار لأنها كما شرحت لا تسمح للشاعر بمراقبة عمله مراقبة تبعد عنها التكرار .. كثير من الشعراء الأصدقاء حاولوا وقالوا هذا صعب ، فتجاوز الصفحة الأولى على هذا الشكل مستحيل .. القصيدة هنا تشبه كرة الثلج التي نتركها تتدحرج من الأعلى إلى النهاية مغيرة حجمها وشكلها وصورتها كلما ابتعدت عن نقطة الانطلاق لتصل إلى النهاية كرة كبيرة مغرية ..))
ثم يضيف ((بعد " قيثارة الوجد " أفكر بالجديد إذ أعتبر أن ما قدمته يكفي في هذا المجال .. لكن ما هو الجديد هنا الصعوبة .. لكن من الضروري أن يبقى الشاعر متجددا .. لأن الشكل الجاهز يجرّ مباشرة إلى العمل على استنساخ القصائد من شاعر إلى آخر .. ما هو الشكل الجديد .. فعلا لا أدري .. ))
والحق أن القصيدة المدورة التي قدمها لنا الشاعر طلعت سقيرق تستحق الكثير جداً من الدراسة كونها إبداع مذهل بما تحتاجه من قدرة فائقة من الصعب أن تتكرر
أما الجديد بعد القصيدة المدورة للأسف لم يأخذ فسحة من العمر لينجزه
هدى الخطيب
|
|
|
|