الموكب وهدى ودائرة السكر .... شهادة أدبية
لم أكن راغبا فى المتعة حين طلبت إلى السائق أن اجلس بجوار النافذة فى السيارة التى تقلنى من قريتى إلى حيث محطة القطار مسافرا عبر أمواج الأحلام لأشاركهم فى الحفل , وانما لأريح راسى المتعب على حواف النافذة وما إن استويت فى جلستى حتى القين بناظرى هناك حيث الحقول الخضراء لكن صوت المطرب القبيح أفسد على متعتى بأغنيته القبيحة أيضا والتى كانت تأتى كصراخ سمج من كاسيت السيارة والغريب أن الشاب بجوارى كان يطرب لهذه الاإنية جاهدت نفسى فى أن أستغرق فى منظر الحقول وبينما أمد عينى وأديرهما فة تقاطع الخطوط الخضراء وذلك الثوب السندسى الذى رسمته الطبيعة تماوج على صفحة الحقول وجه مألوف لدى كان خطوط البراءة واضحة تماما عليه ظل يبتسم ويحضر ثم يغيب
يا الهى ما لهذا الوجه يداعبنى وكأنه يريد أن يسكب ذاكرتى على صفحة الزمن الرديئ استغرقنى المشهد تماما حتى اسرقنى من السيارة ومن فيها وحين أطلت على تلك الجدران الكالحة أدركت أنى وصلت إلى المدينة أشرت إلى سائق التاكسى أن يوصلنى إلى حديقة الذكرى وما إلى جلست إلى منضدة خالية تحت شجرة يبدة حانية حتى جاءنى النادل ترتسم على وجهه ابتسامة تظهر اسنانه المهتمة وقبل أن يسألنى ماذا اطلب باغته بسؤال عن هذا الوجه الملائكى فزادت ابتسامتة وانصرف
تحيرت كنت كقمر ينام على اريكة عشقه"1" نظرت إلى الفضاء المطل على بدهشته قلت مجنونة كل الحروف وأضلعى"2" زادت حيرتى والموعد اقترب من السفر
لأذهب إلى هدى الخطيب علها تخبرنى على باب الحديقة كانت سهير فى موكب ملكى تلوح للمارة بشارة النصر حاولت أن الفت انتباهاها فلم أفلح ادهشتى خيل من الرشقات "3" كانت ترسم دوائر الصبح أمام الموكب
فى حديقتها الجميلة وجدت هدى جالسة على اريكتها تطالع "ديوان أغنيات فلسطينية"4" القيت عليها تحية الصباح فرمقتنى بعينين كللهما الحزن وبقايا الدمع ترسم هلالها البنى على حواف العيون تختلط الجمل مع المع فم استبن سوى جملة "هل الموت حقا طوال"5" اردت أن أرسم على وجهها بعض الفرح برائحة البرتقال"6" اشارت الى كامراة تسرج صهوة الروح "7" وأشارت أن أذهب من حيث جئت لاستقل القطار حتى الحق بموكب الاحتفال وقفت فى شموخ ثم لوحت لى بيدها والقت الى ب"البرتقالة"8" عدت كقبعات من من ضوء الروح"9" افتش عما يقلنى إلى محطة القطار وما ان وصلت الى المحطة جلست الى مقعد فى انتظار القطار تنهدت فى زمن البوح الجميل"10" وإذا بموكب سهير الملكى يعود مرة أخرى وهدى وسهير شارتان من العز على مقدمة الموكب وقفت أفتش عمن يشير إلى لاجلس فى المشهد ظل الموكب ينمو وينمو حتى جاء صوت من هناك يردد طلعت دائرة السكر التى لاتذوب ابدا
---------------
*من "1 الى 6" اسماء قصائد للاديب طلعت سقيرق
*من 6 الى 8" أسماء قصص للأديب طلعت سقيرق
*من "9 الى 10" أسماء كتب للأديب طلعت سقيرق