رد: في عيد ميلادك نحتفي/ حوار مفتوح عن شاعرنا الكبير الأستاذ طلعت سقيرق
غاليتي الأستاذة هدى نور الدين الخطيب
أولا كل عام وكل ما شيدتماها بألف خير وسلام
وعدتك ألا أقول كلاماً حزيناً .. أعتذر لأنني لن أفي بوعدي ..
نحن بشر يا غالية والبشر ليس من القوى الخارقة التي تبتلع حزنها
وقت تشاء .. نحن يبتلعنا الحزن وتغرقنا الدموع لأن ما فقدناه كبير وكبير جداً .
كلما أتلفت حولي أتذكر شيئاً .. كلما مررت بركن القصة أتذكر قصصه
القصيرة جداً كم كانت هادفة وساخرة وممتعة .. كلما مررت بحدائق الشعر
أقف كثيراً وأقول كان يمتلك إحساساً مرهفاً .. إحساساً مميزاً .. وكان يمتلك
أهم شيء وهو القدرة في التعبير ليس عنه فقط وبل عنا نحن أيضاً ..
كنت كلما عصفت بنا ريح وما أكثر ما تعصف أفتح نور الأدب لأجده قد كتب
كل ما كنت أتمنى أن أقوله ولكنه عبر عنه وعني وعن الجميع بشكل أفضل ..
كنت أنظر إلى ردوده قصيرو واضحة دافئة ممتلئة بالمحبة .. كنت أشعر بيده تمتد
إلى كل ركن هنا وتقول .. أبدعت .. أجدت .. أحسنت .. لم يقل يوماً هذا ليس
جيداً .. ليس لأنه غير جيد بل لأنه يكن ينظر للأشياء بعين المحب وعين من يبحث
فعلاً عن الجيد .. أبكتني نصيرة بالأمس حين ذكرتني برده على رسائل لي ولنصيرة ..
كم كان إنساناً وكم كانت كلماته تعبر القلب وكم كانت تحفز وتشجع وتدعم وتسهل وتوسع
آفاقاً كثيرة للجميع .. انظروا إلى ملفات اللغة العربية وكم كان غيوراً وكم حاول أن يرشد ويدل ويساعد
حتى أنه رحل قبل أن يجيب عن سؤال كنت أنا وأخي حسن سمعون تناقشنا فيه ..
رحل وبقي السؤال معلقاً وسيبقى معلقاً لإن الإجابة بقيت عنده ..
كنت أسأله من أين تأتي بكل هذه البساطة والوضوح والغزارة بنفس الوقت وكان يجيبني
بنفس البساطة والوضوح والعمق والغزارة أنه لا يحب تعقيد الأشياء .
كم أفتقد هذه البساطة في هذه الأيام بالغة التعقيد ..كم أفتقد حديث الساخر ونكاته
الظريفة حين كان يدخل علينا في قاعة الإجتماعات ليفض خلافاً نشب هنا أو هناك ..
كنا ننظر إليه بحب شديد واحترام شديد وكانت كلمته لا ترتد ..
طلعت سقيرق .. اسم يعني لي الكثير وصدقوني لن يجف دمعي عليه .. ولن ينتهي
حديثي عنه ولن ينتهي افتقادي واشتياقي لحضوره وكم .. وكم .. ولكن يبقى
لنا في الذكرى عزااااااااااااااااااء .. كن معنا طلعت سقيرق ولا تبتعد .
|