عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 03 / 2012, 40 : 10 PM   رقم المشاركة : [84]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

* الجزء الحادي و العشرون *



[align=justify]... قلّما كنت ألتقي بها على شاطئ البحر المحاذي لفندق إقامتها .. أو بقاعة الشّاي الموجودة بداخله، فرغم تصميمها الشّاذ و الخارج عن نطاق الطبعات الجزائرية لتصاميم النّساء .. و كأنّه نقش بحجارة تربَّت عند حدودها .. سبائك الذّهب المزيّف، و رغم غربيتها المتعجرفة .. لم أكن أريد ملاقاتها و لو بأيّ شكل من الأشكال .. هي فاجعة .. تثير فيَّ ذكرى عزيز .. و كأنّني كنت ألتقيه في كلّ مرّة ألمحها فيها، مصلوبا على جدع جسدها المثقّف غربيا .. حرفا منكسرا بين حروف فرنسيتها المتقنة .. وثيقة مدرجة بالدّماء، بين وثائقها السرِّية المهرَّبة، حدث و أن قُصِفَتْ على الحدود ..
عادت لغربتها من جديد .. و استأنفت أنا حياتي و روتيني اليّومي .. غير أنّي لم أقطع صلتي بها، كنت أبحث عن وثيقة هوّية فرنسية أخفيها بين دفاتري كشهادة إثبات لتمدّني الجديد، تغري نساء قريتي و كأنّه ردّ اعتبار لرجولة صديقي المغترب .. شنقا .. و كأنّي منحت قضيّته أصولا شقراء ..
قضيّة تلك المرأة .. فجَّرت أزمة بيني و بين خطّ أحمر، هو ذاك المرفوع كرجل فوق قمّة عربيّة .. وُلِدَت لتحذف لغو قرن من تحدّيات ساكنة، سكون الجبال .. لكنّها كانت أشدّ وطأة منه في ثانية .. !! حفرت في نفسي حدّ الشّعور بتخمة من شبح فراغ ..
كأنّ الجيوب المملوءة بعملة أجنبية .. تفتكّ من الميزان العربي رهاناته، و إفلاس كفّيه إلّا من قطعة حديد ضخمة، قد ترجِّح الكفّة لصالحها .. كما كان من المزمع فعله قبل وقت .. بتوحيد العملة العربيّة و السّوق العربيّة و تصاميم النّساء العربيات ..في صورة أنثى عربيّة محضة، دون زيف أو خديعة التشبّه أو طريقة استئصال ( أنثى من خصر أنثى .. !! ) ... فالعبرة على كلّ حال .. في رشاقة الخصر للتعرّف على أنثى .... !!!! في ظلّ التّشريح الكلّي أو الجزئي، لمعالم التميّز على طاولات التّجميل الأجنبية و مساحيق إخفاء الوجه .. إلّا من تلميح بسيط .. بوجود امرأة عربيّة (محاولة بارعة لطمس الهوّية العربية الأنثوية )، خلف ستار عنفوان الأدب و الأخلاق، العالقين على جذع شجرة زيتون عتيقة، منسية .. فكان أن شاخت و هرمت و أشاحت بوجهها المجعّد، عن كلّ زائر شاب .. حتى لا يقهرها بشبابه و ذخيرته من الوجه الحسن و الخلق الحسن الغائبين في زمان الشيخوخة المبكّرة . و الهالات السوداء المحيطة و المحبطة ..
شجرة زيتون .. مستوردة من تلك المصنوعة بأنامل رجل .. اخطأ عود كبريت .. فأشعل عرف زيتون ... فأعلن الزّيت النّائم سخطه الشّديد و انتقم .. بلغة فرعونية خالصة .. حتّى الأشجار ترفض المزاعم الرّئاسية عليها .. فتقتلع أغصانها عند كلّ دورة أداء يمين .. و ترشّ بحبّات الزّيتون، الّتي لم تجنى لسنتين متتاليتين .. دون عذر، بوثيقة شاحبة .. يوقّعها الخريف و يبصمها الشّتاء، قطعة الأرض الّتي اغترَّت بنقائها .. فتشوّهها بنقاط سوداء تجزم بأحقّية الملك القروي .. القائم على تداول الفصول، عند كلّ موسم جني ..
ثقافة التّعريب طغت مؤخرا .. على كلّ الأصول الجزائرية في صورة فروعها الموبوءة .. بحمّى الفوز بجنسية أجنبية أصلية ممهّدة لتعريب فاشل ..
حرف القاف المزدوج الانتماء ( الأجنبي، العربي )، الّذي أدخلني في متاهات، تعيدني كلّ مرّة إلى نقطة انطلاقي الأولى، أسَّسَ مبادئ الهجرة على ظهر سفينة من جنس أنثى .. و بأوراق اعتماد من سلطة نسائية خالصة .. ببصمات أحمر شفاه و توقيعات قلم أسود، يمحى بمجرّد حلول المساء .. لا شيء ترسّخه أنثى .. لا شيء ترسّخه فصيلة منحرفة .. من تلك الّتي مرّت فوق جسد صديقي المعلّق .. فقط لتبرّئ دمها من نسخته العربية ..
كلّ الحوافز و الجوائز العالمية عن تصاميم النّساء، مغرية جدا .. ذلك أنّ الأنثى في مسارها التّاريخي .. تعتبر سيّدة الحروب و الأزمات و الشّعارات و ملهمتها الوحيدة و قد أكّد التّاريخ تفانيها و خدمتها للقضايا العالمية و أرّخ جهودها العظيمة،كأوّل رصاصة تنطلق ليدوّي الانفجار و لتعلن حرب كاملة .. على خلفية صوت أنثى و تمايل جسد أنثى و عجرفة أنثى جميلة، ثم بعد ذلك تُسَوِّق عباراتها النّابية، المتوتّرة ..كأنّها تبحث عن رادع من جنس رجالي .. لمجرّد ممارسة سطوتها بعد تفحّم الصدى ..
كلّ حقيبة لا تحوي صورة أنثى .. هي مشبوهة بالعقم الفنّي و التّاريخي و الفلسفي و متّهمة في رجولة حاملها .. كلّ ابتسامة لا ترتسم توقيرا لأنثى .. هي خاوية و واهية و جافة من أصول صحراوية .. كلّ فجر لم تلقّنه أنثى فنون الإشراق هو ليل ثمل .. كلّ شرعية لم تعترف بها أنثى .. هي انتهاك للقانون .. كلّ حقبة تاريخية لم تُدوّن مراحلها بزخرفة حنّاء أنثوية .. هي رمز سرّي لمثلّث الموت، يلتقيه عند رغبة التّصفية و الدّمار ..
حتى عكّازتي .. الّتي أتّكئ عليها كلّما شَيَّبني الحنين و مزجني كمراحل عجين بفكر عجوز أحتاج لخدمة أنثى، كي تبسط لي دائي و تواريني خلف غمّازتها ... و لن أحتاج بعدها لغير الشّباب كي أتنصّل من جبروت الزّمن ..
كنت أتّصل بها كلّما واتتني الفرصة .. و كلّما رفع واقع العروبة شعاره المسكون بالرّهبة و الخوف .. و كانت تستميت من أجل أن تطأ قدمي باب شارعها و عتبة بابها الملغوم بأشباح رجال .. لكن تاريخي الّذي يحمل لوحة شرفية من المعهد العربي لتصاميم النساء .. أبى عليّ أن أتعثّر بقدم أنثى، قد تفشَّى فيها مرض جيل من أجيال الاستقلال .. أبى عليّ أن أبعثر قِيَمِي بين أشباه دمى .. تتلاقى في انتمائها إلى سلسلة الأجساد الآلية المتحكّم فيها عن بعد .. و كأنّ العقل البشري جُمِّد على حين غفلة .. !! أو أن تحمل صفحاتي ناصعة البياض وشم غانية مباركة !!!!!! كما يفعل الهنود عند ممارسة طقوس تعبّدهم بجلب تراب من عتبة امرأة منبوذة من المجتمع الأرستقراطي و حتى الّذي يدّعي الشّرف في نكتة .... !!!
[/align]
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس