عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 03 / 2012, 38 : 11 PM   رقم المشاركة : [93]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

* الجزء الرابع و العشرون *



[align=justify]... حين كتبت عنها .. تصلّبت ملامحي فجأة و كأنّه إعلان وفاة، كأنّني أقول لها و أنا أكفِّنُ قصيدتها بصفحة بيضاء أخرى، علّني أميتها خنقا :
لا تغتر يا امرأة .. و لا تلبسي ثوب حداد .. فإنّني أولد بعد كل قصيدة .. متُّ على أعقابها، رجلا آخر يتوق لأنثى تملأ فراغ قصيدة جديدة .. فالنّساء عندي قصائد تمجّد شهرتي ..
و أيّ التفاتة نحو صفحة قديمة، قد تدفعني للانتحار من أعلى برج تسلّقته لأفوز بِرِهَانٍ جديد .. عقدته و أنا أفضح تفاصيل آخر قصّة حبّ عشت فصولها الخريفية المزمنة .. و كأنَّ الخريف تلبَّسني لحظة شرود .. و أملى شروط عاصفة شعرية اجتثت معها ذاكرة أشهرت إفلاسها ..
لكلّ أنثى فراغها المحجوز لها مسبقا .. و لكلّ حرف أبجدي، في لغتي الشّعرية نصيبه من أسماء النّساء .. يحفر بنفس العمق و يندثر أيضا بنفس الطرق الفنّية للاندثار العصري ..
......
كنت بحاجة لأن أكذب .. حتّى أنتزعها من بئر سحيق حفره غرورها الأحمق بأعماقي .. و كنت رجلا لا يقرّ بالهزيمة .. و لا يؤمن بصمود أنثى ..
كنت أهتم بها يوما عن يوم .. و ساعة عن ساعة .. و كلّ ثانية لا يلتفت شَعرها و لا يتحرّك بقوّة رياح إعصار .. إنذارا بملامح مشغولة تختفي خلف خصلاته و تطلّ من نوافذها الموصدة بإحكام شديد ..
امرأة تختلف بقلبها المريض و قدِّها الرّشيق جدا .. و كأنّه عود كبريت يوشك أن يفقد صلاحيّته في الاشتعال .. بسبب وقوفه الطويل أمام فصل شتاء طال على غير عادته ..
لكنّها كانت بقوة زلزال يضرب بقوة، حيث ما ظهرت على سقيفتي انهارت أمام سطوتها .. و أصابتني منها لعنات سقوطها المجنون .. تجرح ذاكرتي و تنزف ذكرياتي أمامها، لتفضح توجّهي .. و كأنّها بأنانيّتها القاتلة، ترفض أن تساومها امرأة أخرى في حكمها الدّكتاتوري .. ترفض أن تنافسها قصيدة أخرى .. ترفض أن تنحطّ على جسدي .. غير انتكاستها و لعنات زكام جاء حادا من فرط البكاء .. و الهطول اللّاموسمي لقصيدة ثلجية .. !
حدث أن قال لي عزيز في أمسية ماطرة، باهضة .. إذا ما انحنت تخاطب أنثى :
لا تُقلِّب مواجعك يوما على كفّ امرأة، فإنَّها ستصفعك بها .. كلَّما تماديت في إصلاح آهاتك كي تؤلمها بها .. المرأة يا صديقي لا تحتمل رجلا فقد رجولته على صفحات كتاب و اندثر بين طيَّاته يبحث عن مأوى .. خوفا من الشّتاء الّذي سيحلّ قريبا .. بواجهة رجالية جديدة .. يبحث عن مخرج تقلّ على فوهته الصّخور المعتّمة .. و الحمم المشحونة بغيرة جريئة .. رجل خرَّ ميتا بتسليمه مفاتيح شجنه .. يحدث أن تضغط على أحد أزراره إذا واتتها الفرصة، كلَّما شعرت بحاجتها للانتصار على رجل .. تماما كجهاز للتّحكّم عن بعد ..
ألذلك كنت قاسيا معها .. ؟ و في الحكم عليها منذ البداية .. لمّا استشعرت ضعفي أمام ظلِّها الجبَّار و كأنِّي أختفي من ضعفي داخل عباءة رجل حقير ..
أعلم أنّها بادلتني شعوري يوما .. و لو بالتفاتة قلب بريئة .. لكنَّها مع ذلك احتفظت بشعلة كبرياء، كانت قادرة أن تحرق مدينة بأكملها و تشعلني أنا كي تكمل سلسلة حرائقها المدَّمرة .. ثم تنطفئ هي .. على ولّاعتي لتضع حدا لكلّ الاشتعالات .. بينما أنا أنكفُّ ألملم شيئا من رمادي، داخل قارورة فارغة لعطر نسائي .. علَّه يجنِّبني انهيارا رجاليا .. علَّه يستجمع ذاته بقوى العطور الخارقة .. علَّه يُعلَّمني، بعد قرن من تجارب الحبّ الفاشلة .. كيف أتعامل مع امرأة تجيد ترميز مشاعرها و تشفير عواطفها .. كلَّما غيَّر الشّتاء واجهة المطر إلى زجاج فاضح .. كلّما تسكَّع الخريف خارج فستانها الأسود و تلاعب ببعض الأزرار الملوّنة .. تشيح عنه و كأنّها تغيِّر اتجاهات الرّياح .. حتّى يتيه بين عواصفه الأربعة ..
كان ما بيننا عالم كبرياء جديد تفصله حدود مائية و برّية و منحدرات شديدة الوطأة و غيوم جفاء .. كانت تفصلني عنها رواسب أجيال من حقد أنثوي خاص .. كانت تفصلني عنها ذاكرة محذوفة المقاطع ..
كنت أبصر في عينيها .. طوائف من مشاعر متباينة، متناحرة مستباحة للاختلاس .. لكنّها مع ذلك كانت امٍرأة بملامح عنكبوتية .. لها صلة سرّية بخيوط الصباح الآسر، الّتي ترسمها بتأنٍ شديد .. حتى أكاد ألمسها لولا انكسارات الشّمس المتتالية على الحيطان .. و كأنَّها تواطأت معها كي تصيبني بالجنون .. ثمّ تتفرَّغ لتحيك من الخيوط المتشابكة، معطفا صوفيا تخفي تحته اشتياقها و لهفتها دون الحاجة لفكّ التّشابك .. !!! و لا لتحرير العُقَد ..



[/align]
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس