رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
ماذا عن دور هذه المذاهب في تأصيل أو غياب الدرس النقدي العربي ؟
لقد تعرضت إلى الجواب عن هذا السؤال في ردي السابق و أقول أن ذو الحاجة عندما يجد من يقدم له خدمة مجانية فهي يكتفي بها و لا يبحث عن بديل حتى و إن كانت هذه الحاجة لا تفي بالغرض يكفي أنها مجانية و في الأصل هي لست كذالك بل المقابل وقع دفعه مسبقا و ينتظر المزيد من فكر أراده مقدم الخدمة أن يكون عقيما و متلق سلبي لا يحرك ساكنا يتغاضى عن مصلحته التي تتطلب البحث و التنقيب و الجهد ليتبنى فتات نظريات تلغي العقل لتجعل من الإنسان مقلدا ينقب في أرض غير أرضه ليتبنى هوية غير هويته
و أقول أن الغرض من ذلك هو مسخ للفكر العربي الإسلامي و اقتلاعه من جذوره و استبداله بفكر صنع في الغرب ليحتل الشرق و يدجن قدراته الفكرية و الإنسانية و يجعلها تابعة لا مبدعة
عندما نأتي بقالب مصنوع لغرض معين ليكون على مقاس نص له فكر و بنية معينة و نضعه على نص باللغة العربية حامل لفكر و له مواصفات خاصة على مستوى المبنى و المعنى فلن يتزاوج القالب مع النص ...يجعلنا ذلك نغير المفهوم الكامل للنص و لنسيجه الداخلي و لفكره حتى يكون على مقاس القالب المستورد لنجد أن الفوضى قد عمت النص و الفكر و هذا ما تطالعنا به المنتديات من أجناس أدبية دخيلة على تراثنا الأدبي باسم الحداثة و ما بعدها لتبرز لنا قصيدة النثر و القصة القصيرة جدا ليكون التكثيف سيد الموقف حتى أن النص يستغلق فهمه على المتلقي و لا يدرك معناه غير صاحبه ليصبح النص مفتوحا على التأويل و يفقد رسالته الأدبية لتكون الكتابة للكتابة ليس لها هدف بل هي فعل استعراضي لصور الخيال على شاشة نص .....
و هنا أصل إلى الجواب عن سؤال هل كان لهذه المذاهب أثر مباشر على طبيعة الإبداع العربي و توجهاته؟
الأثر كان مغرقا في المباشرة لكنه خفي على من ركب قطار الحداثة بل أقول طائرة الحداثة ليصل أدبنا العربي إلى المطارات الأدبية الغربية و قد طمست ملامحه و قطعت جذوره ليفقد أصالته و يصبح منبتا عن تراثه المتأصل في التاريخ الذي واكب كل تطوراته حتى و صل إلينا على ما هو عليه
إننا نستهين بما نملك لنبحث عن ما لا نملك فنفقد الملك و المالك
يتبع
|