26 / 03 / 2012, 29 : 12 AM
|
رقم المشاركة : [135]
|
مديرة الشؤون القانونية المعتمدة لنور الأدب ونائب المدير المحامية سهير طلعت سقيرق
|
رد: في عيد ميلادك نحتفي/ حوار مفتوح عن شاعرنا الكبير الأستاذ طلعت سقيرق
[align=justify] الأستاذ محمد الصالح الجزائري
بالنسبة لسؤالك الأول :
1-الحديث عن طلعت سقيرق الوالد والصديق يطول كثيرا وربما لكثرة الأموروالمواقف التي أريد التحدث عنها أقف الآن عاجزة أمام هذا السؤال
ولأن والدي اعتاد دائما أن يضع يده بيدي ويرافقني وينقذني من أي صعب
أجد الآن كتابته لي في الصفحة الأولى من كراستنا / وقد ذكرت الأمر سابقا / تحمل بين سطورها خير تعبير عن طلعت سقيرق الوالد
2- كوني أكبر من الأيام لتكون الأيام كما تريدين
[/align]
[align=justify]
[frame="1 10"]
كان والدي منذ صغري وما زال صديقي الصدوق أخبره بكل شيء وأسأله عن أي شيء وكان جوابه دائما شافيا مقنعا، وحين بدأت أكبر وكتشجيع منه لي على الكتابة ولحرصه على أن يكون وأمي معي دائما بكل صغيرة وكبيرة صنع له ولي كراستنا الخاصة أخبره من خلالها كتابة عن تساؤلاتي وأحلامي وآمالي .. أخبره عن كل ما أريد وأترك الكراسة على مكتبه ثم في اليوم التالي أجد الجواب أو التعليق مكتوبا من والدي وهكذا استمرت هذه الكراسة تتنقل بيننا سنين طويلة كان هذا الأمر غاية في الروعة وقد منحني الكثير من الثقة والخبرة خاصة في مرحلة المراهقة
سأترك بين أيديكم ما كتبه لي في الصفحة الأولى
سهير
توأم النفس ودفقة الدم في العروق..
لحظة ابتداء الفرح في أن أكون أبا كانت يوم ميلادك .. عندها تفجرت في حياتي عين ماء عذب اسمها سهير .. فحاولت قدر المستطاع أن أعطيها نبض القلب سريرا وبصر العين طريقا فكان أن تحول العمر بك الى بستان عشق يبدأ كل يوم ولا ينتهي
ابنتي وصديقتي ومرآتي التي أستطيع أن أرى في عينيها صفاء روحي .. حاولي أن تكوني قدر المستطاع ما تريدين.. اختاري الطريق بحكمة وذكاء .. عندها تستطيعين أن ترسمي ابتسامة حقيقية على شفتيك .. ولأني أحبك كما يحب القلب نبضه والعين بصرها أقول لك اياك والميل كل الميل الى جمال صورتك فالعقل أولى أن تميلي له .. وان كنت أرجو أن تأخذي فخذي من صفات أمك ما استطعت لأنها مسكونة بالحب والعطاء والجمال والاشراقة الدائمة .. وكم أرى فيها طباع الانسانة التي أحب /أمي/ وتعلمين أن من أشبهها بأمي فهي الأروع دائما .. ا
كوني يا ابنتي وصديقتي الينبوع والشمس والابتسامة .. اياك ثم اياك أن ترسمي لدمعة الحزن طريقا في وجنتيك.. كوني دائما أنت وأشرقي ما استطعت ..واذا دهمك الزمن بالألم والحزن فلا تكوني مع الزمن ضد نفسك .. حاربي الحزن بابتسامة وقاتلي الدمع بشمس لا تعرف الغروب .. عندها تسعدين وتسعدين من حولك
ختاما يا ابنتي وصديقتي وتوأم نفسي ثقي أنني سأكون معك دائما أضع يدي بيدك ونبض قلبي مع نبض قلبك ما دمت على الطريق الذي تختارين والحياة التي تريدين .. فطموحي أن تكوني أكبر من الأيام لتكون الأيام كما تشائين
واسلمي
صديقك دائما طلعت سقيرق [/frame]
3- حقوق الوالدين على أبنائهما كثيرة جدا ونجد التأكيد عليها وعلى قدسيتها في القرآن الكريم والسنة الشريفة والأمثلة كثيرة
أما عن حقوق الوالدين قانونا فلا أعتقد أن القانون وفاهما حقهما الا قليلا
ربما لأن هذه الحقوق في أغلبها معنوية / باستثناء النفقة وبضع أمور أخرى / لذلك فالأمر يعتمد أكثر على ضمير الأبناء وأحيانا تدينهم وكثيرا على مدى ارتباطهم بالوالدين وعمق وصلابة الجسور الواصلة بين الآباء والأبناء /طبعا مع وجود استثناءات/ فكلما كان الارتباط أعمق بعيدا عن الأمر والنهي واستنادا على الود والحب والصرامة وقت الحاجة أقول كلما كانت الصداقة المبنية على احترام انسانية الانسان بين الطرفين أعمق والارتباط أكبر كلما كانت التربية أصلح والبر أكبر وهذا رأيي
4- البكر دائما مقرب ومحبوب أكثر هذا صحيح لكن الضريبة أيضا تكون كبيرة والمسؤولية كذلك
أنا المقربة من والدي منذ صغري .. كان يجلسني على حضنه وقد كنت صغيرة وصغيرة جدا ويبدأ بتحفيظي الشعر له ولغيره من الشعراء وكم كان فخورا حين كنت ألقي الشعر من جديد أمامه وأمام أقاربنا لذلك حين كبرت قليلا بدأت بكتابة النثر والشعر/ وقد كانت بداياتها خربشات يمتلئ والدي اعتزازا .. يحفظها ويكررها أمامي مسرورا/ والقاء الشعر في اذاعة المدرسة الابتدائية وفي حفلات شعرية لطلاب المدارس وأنا لن أنسى نظرة الفخر التي رمقني بها حين كنت ألقي الشعر مرة خلال احتفال بمناسبة يوم الأرض والتفت نحوه أحد الحضور قائلا : هذا الشبل من ذاك الأسد ... نظرته كانت أكبر مني وأكبر بكثير مما فعلت وكل الفضل يعود له
- والدي كان المدافع الأول والأبرز عني وعن مواقفي لكنه بالمقابل لم يكن يتغاض أبدا عن أي فعل خاطئ أقوم به وان كان صغيرا وكان ينتظر أن أدخل الى مكتبه وحيدة أو حتى أذهب معه لأي مكان ولو بعد أيام أكون خلالها قد ظننت أني أمنت لومه لي ليبدأ لومي بكل الحب والود وبكل الحزم والصرامة لذلك أمسيت أحسب كلامي أكثر/ لأن أكثر ما كان يغضبه ايذاء مشاعر الأشخاص/ وأتفادى الأخطاء حتى لا أضع نفسي في أصعب المواقف على الاطلاق
ذكرت أني المقربة أكثر من والدي وقد كان ذلك جليا للجميع أما عن كوني محبوبة أكثر فلم يكن والدي أبدا يشعرني أو يشعر اخوتي بذلك فقد عاملنا جميعا بنفس السوية من الحب الكبير حتى أني أحيانا كنت أجده يترفق ب ديما كونها الصغيرة أكثر بكثير مني / وقد كان ذلك يجعلني ألعن كوني الكبيرة والمسؤولة دائما أمامه منذ وبالرغم من أني كنت صغيرة وكون ديما الصغيرة المعذورة دائما أمامه بالرغم من أنها أصبحت كبيرة / ثم أعود وأتراجع عن لعني حين أجد الضريبة كوني الكبيرة أقل بكثير من المزايا والحقوق
لم يشعرني والدي ومن حولنا بحبه الأكثر لبكره الا أثناء مرضه الأخير .. وأنا أيضا والدي حبي لك هو الأكثر والأكبر
كل الشكر والاحترام لك
[/align]
|
|
|
|