[محمد الصالح الجزائري]

[frame="1 98"]

هناك أحاسيس أكبر وأفكار أوسع من بعض القلوب وكثير من العقول.. أن تختصر مسافات عمرك، وتختزل أوقات حياتك، وتستجمع شتات أفراح مرّت، وفتات رعشة الإحساس بأنك أحببت ذات مرة.. كل هذا أكبر وأوسع من قلبك وعقلك... وتلتفتُ إلى وراء وأنت في حاضرمجهول الأبعاد .. تحاول الرجوع إلى لحظة جميلة عبرت.. وتسحبها من سجل الماضي محافظة على عبقها، طرية طازجة، كما وُجدت أول ما وُجدت.. وعبثا تحاول.. وبخيبة كبيرة تعود إلى حاضرك،يصفعك الواقع.. الواقع الجلاد ، الواقع السّجّان.. يُعبّئ صدرك أوجاعا مضت ، وأوجاعا تعيشها ، ومخاوف آتية .. هاجس الآتي أكبر من ماضيك .. أكبر من حاضرك .. تلك دوامة أخرى ، وذلك كابوس آخر.. وتلك هي الحياة.. نجهلها..ولا يعرفها منا أحد.. الذاهبون.. من ودّعونا ذات حزن هم وحدهم أدركوا قسوتها ، لينها ، أفراحها ،أتراحها.. ولكنهم نسوا أن يتركوا لنا وصيتهم.. فابحث في داخلك عن أقرب معنى لحياة مضت، عن أقرب وصف لحياة تعيشها، عن أقرب لون لحياة قد تأتي لتجدك قد فارقتها إلى حياة أعمق وأعظم من أي حياة...

[/frame]