أولا أشكر كل ّ من الرّسام المتميّز الفنان حقا و المبدع فتحي صالح على إجاباته و صدقه و حتى غصتّه الّتي أحسستها تداعب السّطور بطريقة أو بأخرى ..
و أشكر الطفلة ( سهير ) و قد وصفتها كذلك من وجهة نظري .. كي أصف مقدار ما اعتراني من شجن و أنا أقرأ سطورها .. طفلة هي في حضور قامة الوالد ..
بذلك الوصف الإنساني .. بتلك الرّقة .. بتلك العاطفة الّتي تحملها لوالدها المرحوم الأستاذ طلعت و هذا لن يكون أكيد من العدم .. لأن رجلا أعطى عمره لكلّ الناس و لوطن بحاله ..
و لعائلة صمّمها بشخصه .. فكانت كتحفة تاريخية .. هي الآن تبكيه بحرقة من يفقد التاريخ ... كلّه ..
**********
سيّدة النور .. الغالية هدى ..
لما دخلت و قرأت ردودك على مداخلتي تفاجأت .. شعرت لوهلة أني دخلت بمحض السّحر دهاليزا تصلني بعالم آخر .. هو عالم طلعت ..
كلّ الكلمات كانت قصائد .. لم أنتهي من قراءة كل الرّد لأني تأثرت جدا .. وصفك لشخصه .. لطباعه .. لمواقفه ..
ثم القصيدة الّتي كتبها و أهداها لك .. كانت جميلة جدا .. و مؤثّرة .. كل ما وضعته هنا كان رقيقا و محزنا أيضا ..
سأعود لأقرأها .. فشاعرا كطلعت يستحق أن يصنع له من وحي قصائده تمثالا شعريا .. يمنح الحياة لمن يتمعّن في تفاصيله ..
لذلك قرّرت أن أهديها لك مرّة أخرى و اخترت بعض المقاطع فقط ....
***
صباح الخير يا دفء المواويل ..
صباحُ الخيرِ يا عمرا
يصبُّ النور في عمري ..
صباحُ الخير ِ
بنت َ الخالْ
ترى هل تهطلُ الأمطار ُ في كندا
على أنغام ِ أغنية ٍ
تشابهُ وردة ً في الشام ِ عابقة ً
بكلّ مفاتن الدنيا ؟؟..
شوارعنا هنا دقّتْ
شموع الوعد والذكرى
فطاف اللحنُ محموما
ومرت في دمشق ظلال أيام ٍ
خطاك ِ ترود ُ أرصفة ً
لها عبق ٌ
وعيناكِ انتباه العشق ِ
هدى يا وجهي المسكون بالنور ِ
أضاع الهجر كلّ طيور أحلامي
وصار القلبُ عصفورا على السور ِ
يرفّ فتطلع الأحلام ملتهبهْ!!
تطوّقُ بالصراخ التائه المجنون
حدّ الصدر والرقبهْ..!!.. أحارُ أتوهُ بنت الخال
لك الترحال في صدري
لك الترحالْ
لك الموّال رغم القهر
من عمري
لك الموّالْ
فعذرا إن ذرفتُ الدمع َ
***
فكرت أن أهدي لنفسي شيئا من كتاباته .. فوجدت نفسي عاجزة عن الاختيار .. لكني اخيرا قررت أن أختار أن أتفقد شخصا من الصعب أن يكون بمثل هذا الشخص .. هذا الرّجل الّذي عذبني كوني لم أعرفه .. و عرفته بين السّطور فقط بمثل هذه المصداقية .. بمثل كلّ تلك المبادئ و الاخلاق ..
سعدت جدا لأن مداخلتي كانت سببا في أن أقرأ له ( عواء الذئب الماوي .. )
و قصيدة أنت الفلسطيني .. انت ..من اجمل القصائد ..
***
فاسمحي لي أن اهديه من وحي شعره .. كلمات ..
****
أنتَ سهم نفضته الملائكة
ليقع فوق تراتيل الفجر البازغ جريئا ..
أنت الرّوح .. الفلسطينية ..
المتنكّرة لكلّ جسد .. فهل يصحّ أن تزهق روح الوطن ..
أنت شمس اغرورقت لها المساجد .. بالدّمع الحزين
نصف حرف تشبث بحضن العويل ..
أنت .. السرّ المخبّأ تحت نوافذ حيفا ..
و في أمنيات الطفولة ..
أنت أغنيتي .. و نشيد وطني ..
أنت قطعة شعرية .. تغتال المطر
أنت فوق الثّلج رقصة بركانية ..
أنت الثأر .. أنت النار
أنت الثورة المحنّطة بقصيدة شقراء ..
بامرأة سمراء ..
أنت الدّم الملثّم .. القادم من عقر الشّرق ..
يدندن حمرته على لوحة البدر
أنت لوحة المغيب .. المنسدلة ..
كأنّها شرعية فتيّة تبحث عنّي ..
أنا الطفل .. أنا الرّجل .. أنا الأنثى ..
أنا كلّ فلسطين .. و أنت قارتي .. و مسافاتي .
***
كلّ الرحمة لطلعت الرجل المميّز ..
و كلّ الامتنان لكم و المحبة ..