رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
لم تكن ليلتي عادية ولم اقطع نفسي عن عادة قراءة كتاب إن بداته بالعشية أكمله لو طلع الصباح
لكني أترك الرواية أو القصة من عاشر صفحة وأضعها بالقرب مني إن أغرتني - وفي الغالب لا تفعل -
أكملها بعد أيام ولكن ليلتي هذه لم تكن ليلة عادية ولم تكن روايتك رواية عادية ولم يكن مرافقك عادي
لأترك الرواية واتركه قبل أن أكمل هذا الكتاب الذي كتب بنص ادبي رائع راقي ولغته لغة جميلة أنيقة
وقد روى هذا الكتاب قصة ألخصها بوجود الإنسان والحضارة وأعترف بأنها ليست رواية عادية فيها
الشخوص وفيها الأحداث المتسلسلة بل كما اخصرت بأني وجدت الإنسان الذي سهّل على كاتبة أنثى
تتحدث بلسان ذكر لم أشعر باغتراب نفسي ولم أشعر بهذا التلبس بأنه مقحما على الاطلاق ، ولولا
أن تحدثت سيدتي نصيرة عن الأمر لنسيت تماما أن الكاتب أنثى !
كنت هنا الإنسان العربي الأكثر إيغالا بانتمائه ، كنت هنا العاشق لتاريخ امة في زمن لم يعد يعرف
التاريخ هذا النوع من العاشقين فأبدعت في الكر والفر ما بين الحاضر والماضي ، تكشفين عن
واقع مشظى كتلك النفوس التي لا تعرف صنعة البناء ولا تعرف قيمة الشجرة ، نفوس تستهوي
العيش بصفات الغزاة ، كأن أوطانهم غنيمة حرب وكأن نساءهم أديرة مستباحة .. أحسنت اللغة يا شهد
وأحسدك كم تمنيت أن أصل إلى عشر ما تملكين من أدوات لغوية غنية رائعة رائعة ، أما هذا الصالح
لا يمكنني وصفه إلا بالأب الصالح ،
مررت كثيرا أيتها الفتاة بمثل ما تمرين .. وقد كتبت عشرات المواضيع ولم أكملها
فالكتابة عمل شاق مضني – أعرف ذلك – وإن لم تجد قارئا يتسلل إلى قلبك إحباط وليس يأس ؛ كنت
أتوقف عن الكتابة فعلا .. ولكن في مثل هذا الحال أن تقومي بالتحرش بالكتّاب وأخذ المبادرة بأن تلفتي
النظر إلى موضوعك ؛ عليك أن تشاركي الآخرين وتتفاعلين معهم حتى تكسبي اكبر عدد من القراء بينهم
، هذه مسألة ضرورية .. لا أحد يذهب ليأخذ ما عندك إن لم تعرضيه .. لماذا تحتكر دور النشر كاتبا مبدعا
وهو يرضى بذلك ؟ لأنه ببساطة يعرف إن لم تأخذ كتابه لن يباع حتى لو كان أعظم الكتب ..
من ناحية النقد اعترف بأني قارئ ولست بناقد ، عقلي يحلل كل الأمور بتبسيط كأي إنسان عادي وجدا
إن قرأت شيئا أعجبني أبتسم وإن لم يعجبني أقلب الصفحة بسرعة ولكن معك هنا ، مكثت طوعا وحبا
بارك الله فيك وأزف إليك خبرا يقول إن المغرب العربي قد أذن بميلاد راوية عربية موهبتها علامة فارقة
قلمها صاحب قضية ، بيد إنسانة عربية ، نطمئن على مستقبل الأمة معها ، ولو وُجد في كل بلد عربي 5 مثلها
لأصبحت حياتنا شهد :)
حياة شهد ربي معك يعافيك ويعطيك المروة
|