عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 04 / 2012, 49 : 10 PM   رقم المشاركة : [10]
منجية بن صالح
كاتب نور أدبي مشارك

 الصورة الرمزية منجية بن صالح
 





منجية بن صالح is on a distinguished road

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى


أستاذي الكريم عبد الحافظ و أساتذتي الأجلاء

محمد الصالح الجزائري و رأفت العزي

سعيدة بوجودي بينكم و أسعد أكثر بمحاورتكم في هذا الموضوع الشيق و الشائك في نفس الوقت و أتمنى أن تتقبلوا تصوري المتواضع في هذا الموضوع

لقد أثار الأستاذ الكريم رأفت العزي العديد من النقاط وهي جديرة بالإهتمام و المتابعة لأنه أشار إلى مواضيع تثير الكثير من الجدل و الذي سببه مرجعيات و ثقافة المُحاور سأكون محايدة على قدر الإمكان و في نفس الوقت سافصح عن مرجعيتي وهي عربية إسلامية حتى أكون واضحة لأن الحياد لا يمكن أن يكون مطلقا
أتفق مع حضراتكم أن ما نحن فيه هو نتيجة طبيعية للجهل و الغباء الذي نتخبط فيه و عندما نتأمل حالنا نجد أننا نعيش زمن الجاهلية الممتدة جذورها من أخرى عاشت في حقبة تاريخية معينة وهي أشد علينا من الأولى لأننا نتصور أن العلوم الإنسانية قادرة على مسح جهلنا بينما هي تساعدنا فقط على تحسين أمور حياتنا لتجعل العقل رهين تصور علمي بحت كل تفكيره يكون مسخرا لخدمة النظرية العلمية في شتى الاختصاصات
سوف يكون ردي في هذه المداخلة على النقاط التالية و التي أثيرت في المداخلات السابقة

الجهل بقدرة الإنسان
نظرية المستعمر
الإنسلاخ الحضاري الهوية و الإنتماء
أزمة العقل و الفكر العربي
كتابة التاريخ
علاقة الدين بالفكر
الأدب و مفهوم الإبداع و النقد


الجهل بقدرة الإنسان

ليس للجهل علاقة بالشهائد العلمية و لا بالمستوى الدراسي و الثقافي كل هذه الإعتبارات هي علوم لها تراكمات عبر التاريخ الإنساني استطاعت أن تجعل الإنسان يعيش في رفاهية فقد ساعدته على الإرتقاء من حياته البسيطة جدا لتجعلها أكثر تعقيدا و رفاهية و هذا الترف المادي أثر على الفكر و السلوك و جعله أكثر خمولا .... تعود الإنسان أن يجد كل ما يريد بكبسة زر ليكون العالم بين يديه، يستفيد منه الباحث و المثقف في عمله لكن ما هو مدى تأثير هذه التقنيات الحديثة على العامة من الناس و على الفكر العربي بصفة خاصة ؟ و نحن نعلم جيدا أننا شعوب غير منتجة بل مستهلكة فقط؟ الجواب لا يتطلب التوضيح
أعتقد أن حقيقة الجهل تكمن في الداخل البشري فهو يحتوينا ليجعلنا نرى الأشياء من خلاله بمعنى أن الإنسان هو جاهل بقدرته الفاعلة و الخلاقة فعندما ندخل غرفة مظلمة و لا نعرف أن فيها كهرباء فإننا نبقى في الظلام هكذا يكون الإنسان جاهلا بأن له أدواة و قدرة على تغيير واقعه بأقل التكاليف و أنجعها و مع هذا نجده يتبنى أعقد النظريات و يلتجيء لقتل الإنسان ماديا و فكريا لتدجين الشعوب و أمتلاك قدراتها البشرية و المعنوية
من خلال جهل الإنسان بقدرته و أدواته القادرة على الفعل و الخلق و الإبتكار تراه يتعامل مع الأشياء و الفكر بعقل قاصر و محدود مهما حوى من علوم نظرية و التي تبقى عملية أكثر منها أداة تفكير لها قدرة على تفكيك مفردات تكون حاجزا بيننا و بين الرؤية الواضحة لحقيقة الأشياء تتوارى منا لتقبع في غرفنا الداخلية و التي تبقى مظلمة تحتاج منا اشعال شمعة

يتبع




منجية بن صالح غير متصل   رد مع اقتباس