عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 04 / 2012, 16 : 02 AM   رقم المشاركة : [5]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))


وها هم ّ الآن هنا، وليد وعدنان يجلسون على حافة متكئ أمام الفندق " الآخر "
ينتظران رفيقتيهما اللتان وافقتا على دعوة مشروطة منهما لشرب فنجان قهوة فقط
لا يعرفان ماذا سيفعلان بعدها ، وإلى أي مكان ، وقد طال الوقت ..ولكنهما يتسامران ، لا شيء يشغلهما
سوى انتظار مواعدة من نوع خاص ، قد تكون عادية وقد تتغير وجهتها ، فالمكان سوف لا يفرض حتمية
ان يكون الموعد موعد غرام كما لو كانا في بلادهما حين يواعد شاب فتاة .. ولكن عدنان قد صرح وقال
لوليد ما معناه إن لم يكن الموعد " ذو فائدة " فلن يضيع وقته في شرب القهوة والالتزام " بآداب "
الجلسة وتحمل نفقاتها ثم يعود فرحا كالمراهقين ؛ وإذ بفتاتين في العشرينات
من العمر يخرجن من باب الفندق وهن مسرعات الخطى يقطعن الطريق ويقتربن من وليد وعدنان
ويبتسمن ابتسامات مصطنعة والقلق يعلو وجوههن ويجري خلفهن ثلاث شبان كانوا خلفهن مباشرة ..
ما أن شاهدوا الفتاتين يتحدثن إلى وليد وعدنان حتى تباطأت خطواتهم وتغيرت ملامحهم ولكن أصواتهم
علت ونبرات حديثهم قد بيّن أن البلغارية لغة قاسية وذات إيقاع يعتمد على " التفّ " ما بين جملة وجملة !
نظراتهم اختلط فيها اللؤم وخيبة الأمل بعد أن شاهدوا وليد يتقدم باتجاههم خطوة فتقدموا خطوة ..
انتزع الساعة من معصمه بقوة ، وبعفوية أعطاها لأحدى الفتاتين ثم رفع أكمام قميصه ، شمر عن ساعديه
وتقدم خطوة أخرى قاطبا جبينه وبصوته العالي سألهم بالإنكليزية : ماذا ؟!
لم يتقدم البلغار لكن أحدهم نظر إليه بازدراء ثم بصق على الأرض .. وما كان من وليد إلا أن بصق
عليه مباشرة وتقدم خطوة أخرى ضّاماً يديه بقوة حتى أصبحتا كتلتين صلبتين " إذا ضربت صخرة كسرتها "
كما قال عدنان الذي يعرف أن صديقه يملك قلبا من حديد !
أحسّ الشبان بموقف أوقعهم في ورطة لم يتوقعوها ، فشدّوا زميلهم الأقرع وغادروا المكان كليا .
كان الخوف متسترا بابتسامات باهتة على وجه الصبيتين قبل هذا الحدث أما بعده فتعابيره واضحة جدا
" أولئك الشبان من الصيادين "كما قال عامل الفندق ، يبحثون عن صيد سهل ،وعادة ما يكون لهم
بعض السماسرة حتى من بين الموظفين الذين يخبرونهم عن أحوال النزلاء .
عندما ذهب وليد وعدنان لضرب موعد مع الفتاتين ، تحدث عدنان من هاتف الفندق إلى إحداهن في غرفتهن ،
فقالت انتظرونا لنهيئ أنفسنا ؛ فلم يجلس الشباب في بهو الفندق بل في باحته الخارجية في الوقت الذي كانت فيه
سعاد ورفيقتها جاهزتين ونزلتا في الحال، وجلسن في بهوه الأمر الذي شجّع الشبان البلغار
المتواجدين هناك وقاموا بالتحرش بهن فهربتا إلى غرفتهما ثم عادتا مرة ثانية وجلستا ثم عاد البلغار إلى التحرش ثانية ،
فأطلت سعاد من الباب ورأت وليد وعدنان في الخارج هذه هي الحكاية !

- لكن أرجوك لا تُكثري من الابتسام .. ابتسامتك ساحرة وخطرة ، وقد تأتي بجميع شبان " فارنا "
إلى هذا المكان " وقد اموت وأنا أدافع عنك - استدرك وقال - عنكما !
قال وليد ذلك بغير تردد ولا تكلّف ، قاله بعفوية وصدق فالتهب وجه " بِرنا " بالحمرة التي زادت من نور
وجهها وهجا وجمال وقالت :
أنت لا تعرفنا - استدركت وقالت - أنتم لا تعرفوننا لتتورطوا في معركة مع شبان يبدون خطرين ؟
انفكت عقدة لسان وليد وصار يغردّ كما البلابل .. ومما قال
" أنه مستعد أن يفتديها بروحه .. أليست بنت بلاده ؟
وحتى لو لم تكن كذلك ، فهذا طبعه ، فأكّد عدنان على ذلك ومدح صديقه " الشجاع " وقال :
" لا تعتقوا إني لا أنزل في معركة لو بدأت " والتفت نحو وليد وقال : ولكن يا صديقي
لا تستعجل ،يبدو انهم من الزعران ، مالنا ومالهم !
:
لم يعرف وليد كيف صارت يده بين يديها .. ! هي لحظة أحسن فيها أن الكون قد
صار بين يديه .. فيدها الرقيقة الناعمة تطوق ساعده بحزام الساعة ، وتربطها ،
كاد قلبه يخرج من صدره ، لا يعرف ماذا اصابه ، صار يتصبب عرقا .. كان يقول " أن من ينظر
في عينيها يبيت مسحورا " ! أما في تلك اللحظة فقد شعر بأنه قد بات مأسورا
كالدم الذي يسكن في شرايين القلب .كان يرفع عيناه وينظر في وجهها الفتان فلاحظ أن
رموش عينيها يلقيان بظلالهما على حدقات عيناها ويزيدانه سحرا وجمالا ، أحست بالحرج
وارتبكت لعدم قدرتها على إقفال حزام الساعة على معصمه، فحاول مساعدتها فصارت الأكف
الأربعة كأكف قطة رضيعة حين تلتصق بثدي أمها لترضع ، يد تدفع وأخرى تتراجع تريد الاحتواء
مرة ومرى تريد أن تُحتوى ، تتحس تتداخل مثل كصيصان مرّ على ولادتها بضع ساعات تستدفئ
بعضها من بعض ، التقت أعينهما أخيرا على ابتسامات زادت من احمرار وجهيهما وبضع كلمات تعليق
ظريفة من عدنان وسعاد اللذان كانا وكأنهما يعرفان بعضهما البعض منذ سنين .
- " شكرا للبلغار ، الحمد لله فرحتلك " ضحك عدنان وهو يغمز صديقه بفرح ظاهر

توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس