رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
تحية صباحية عطرة و جمعة مباركة
أساتذتي الأفاضل تحية طيبة لكم من تونس الخضراء و لا أحد يدري مدى سعادتي بهذا النقاش الراقي و هذا الحضور الجميل الذي يعطيني ثقة أننا مازلنا أمة تنبض بالحياة و العطاء لها عطش للعطاء و أرتواء من معين تراثها و علومها و دينها و الذي لا ينضب فنحن أمة محبة و علم و ثقافة و أدب
كل الشكر و التقدير لأستاذي عبد الحافظ و الإخوة الكرام جمال السبع و محمد الصالح و أقول للأستاذة القديرة هدى نور الدين الخطيب سعيدة حقا بردك على الموضوع و هذا شرف لقلمي المتواضع وما وجودي هنا إلا لأتعلم منكم و أجود بما أملك لعلي أكون عند حسن ظنكم بي كل التحية أستاذتي الكريمة و أسمحي لي بالتعقيب على مداخلتك الثرية و القيمة
مداخلتك القيمة إختزلت كل ما يسعدنا كأمة أعطت الكثير للعالم و يحزننا لأننا فقدنا مكانتنا بين الأمم لكن الأيام دول و لا حال يستمر فمثل هذه النقاشات تدل على أننا أمة حية لا تموت و كل يضيف لبنة في صرح هدمه جهلنا نرجو من الله تعالى أن يوفقنا للمشاركة في تقديم الجيد و المفيد
أستاذتي الفاضلة بالنسبة لقصيدة النثر و القصة القصيرة جدا لقد تعرضت لهما في سياق الحديث و المجال لا يسمح بتناول الموضوع لكني مستعدة لإبداء تصوري في موضوع مستقل و سأكون سعيدة بالاستفادة من آرائكم
تعرضتي في مداخلتك للعولمة وهي فكر استعماري لا يعترف بوجود الآخر فكيف بخصوصيته الثقافية و الدينية وهي التي تحدثنا عن الديمقراطية و حقوق الإنسان فهي تدعو إلى نمطية فكرية علمانية تكون هي المسطرة لمعالمها فلكل زمان فرعونه الذي يكرس الهيمنة الفكرية على جميع المجالات و أخطرها الثقافة و الأدب و التعليم لأنها المجالات التي تتحكم بالفكر و توجهه و تسخر قدرته المادية و المعنوية ففي ظل هذه الهيمنة الطاغية سوف لن يكون هناك مجال للتلاقح الثقافي فالبقاء فقط يكون للأقوى الذي يفرض سياسته بالترهيب و الترغيب و نشر الجهل الفكري بقدرة الإنسان الفاعلة و القادرة على تغيير الوضع ليعيش العجز ويستسلم في النهاية للأمر الواقع فعندما صدرنا علومنا للحضارات الأخرى كنا الأقوى فكريا و لم نفكر مثلهم في الهيمنة السياسية عليهم بالطريقة التي يعاملوننا بها فالجهل عندما يستشري و يصبح أحادي النظرة فإنه يطغى لأقول أن الحروب الصليبية مازالت متواصلة على الأمة لكنها في كل مرة تأخذ شكلا مختلفا
متى يكون هناك تبادل و تلاقح ثقافي ؟ عندما نملك زمام أمورنا و نكون أقويا سياسيا و فكريا حتى نستطيع أن نختار من الحضارات الأخر أحسن ما عندهم و أيضا و هذا المهم ما يتفق مع بيئتنا و ديننا و طبيعتنا الجغرافية و الإنسانية و لا نستورد بدون تمييز و لا دراسة فالأمة كالجسد هناك ميكروبات ضرورية للحياة و هناك أخرى قاتلة يجب مقاومتها فهي عندما تستوطن الجسد تدمره من الداخل
بالنسبة لدراساتهم للتصوف الإسلامي و إقبالهم عليه هذا أمر طبيعي فالحضارة الغربية شاخت باعتراف أهلها و من يعيشون على أرضها فهم قد أفلسوا على المستوى الفكري و الفلسفي و استهلكوا كل ما لديهم فمن الطبيعي أن يبحثوا عن أجوبة لأسئلة وجودية يحتارون أمامها في علم التصوف و الذي أعتبره العلم الوحيد الذي لا ينضب عطائه و إن حاربناه نحن فلتخلفنا و غبائنا المستفحل و الذي يعتمد على الفكر المادي الغربي و لا يعترف بالغيب القادر على تغيير الفرد من الداخل و الواقع على الأرض لأن التصوف يجعل الإنسان يكتسب إنسانيته الآدمية ليكون الخليفة على الأرض لقد انتبه الغرب لهذا و أقبل على الإسلام و التصوف بينما نحن مازلنا نعيش التغريب و الترهيب من الإسلام فكما قلت عدونا داخلنا و ليس خارجنا
سعيدة حقا بتواجدي بينكم و شكرا جزيلا ليس له مدى للفاضلة هدى نور الدين على هذا المنتدى القيم و الراقي و لأستاذي عبد الحافظ لإتاحة هذه الفرصة الثمينة للنقاش الجميل و المثمر و لكل الإخوة الكرام و قد سعدت حقا بتواجدي معكم في هذا المتصفح
يتبع
|