عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 04 / 2012, 53 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..



يقول الشاعر مالك بوذيبة إن الشاعر ليس سياسيا وليس زعيما حتى يقود الثورات، لأن دوره أن يستنبئ الآتي، وإذا نطق قبل العاصفة فماذا يفيد الكلام. ومن جهة أخرى يؤكد في حوار أن النخب العربية سقطت وفقدت دورها الريادي، وأصبح الوضع الراهن يشبه الهرم المقلوب.. القاعدة في الأعلى والنخبة في الأسفل.
تقول نطق الشارع فسكت الشاعر. هل هذا يعني أنه على الشاعر أو المثقف أن يبقى في الهامش؟ أو أنك تخشى ركوب المتسلقين هذه الموجة بعدما عجزوا في تفجيرها؟
شكرا سيدتي على هذه الالتفاتة وشكرا للجريدة لأنها أتاحت لنا وقتا لكي نتحدث، فقد مضى علي وقت لم أقل فيه شيئا لا نثرا ولا شعرا... وأشعر الآن أن شهيتي مفتوحة للبوح والإسراء مع ثورة الشباب التي أعادت إلينا الكثير من الأمل في إمكانيات التغيير، ومن هنا جاء قولي ذاك.. لقد نطق الشارع فسكت الشاعر، وأعتقد أن الشاعر الذي كان يؤدي دور شهرزاد لعقود كثيرة قد أفحمته ثورة الشارع هذه الثورة التي تمثل الصباح، حيث يسكت كل كلام مباح... وهذا الترميز أو الكناية أو المقابلة بين الشاعر والشارع تجدينه يتكرر كثيرا في قصائدي، حيث أقول في إحداها:
أنا شاعر الحزن؛ أو شارع الحزن
لا فرق بين الشوارع والشعراء
فكل يمر على ظهره العابرون
وكل ينام على صدره البسطاء
هذا المزج أو المتزاج في ذهني وفي وعيي الباطن بين ثورة الشاعر وثورة الشارع يسقط نظرية الحياد أو البقاء على الهامش، وأنت لو قرأت ديواني الموسوم (ما الذي تستطيع الفراشة؟) لوجدت الجواب على سؤالك وإن كان الجواب يأتي في صيغة سؤال آخر لاستفزاز القارئ ودفعه إلى المشاركة في خلق الوعي الجماعي بدلا من الركون إلى الأجوبة الجاهزة وانتظار المجهول... فالشاعر يا سيدتي ليس سياسيا وليس زعيما حتى يقود الثورات.. الشاعر دوره أن يستنبئ الآتي ويقرأ المستقبل، وهو في ذلك يشبه زرقاء اليمامة التي نظرت فرأت ما سيحدث عن بعد قبل أن يحدث، فإذا صدق الشارع رؤاه نجا الشارع ونجا الشاعر، وإذا كذب الجميع رؤاه هلك الجميع.. الشاعر ينطق قبل العاصفة، أما إذا وقعت الكارثة فماذا يفيد الكلام، وماذا يضير سلخ الشاة بعد ذبحها؟
هل تثق في ثورة الشباب بالجزائر، الكثيرون يقولون إننا لم ننضج بعد للقيام بثورة ضد الفساد. ما رأيك؟
لست سياسيا كي أجيبك عن هذا السؤال، ولكني أقول لك بإحساس الشاعر الذي يرى الأحداث من زاوية نظر خاصة، إن ما حدث في تونس ويحدث الآن في مصر يختلف كثيرا عما قد يحدث أو يراد له أن يحدث في الجزائر، والسبب بكل بساطة راجع للفرق الشاسع بين العفوية التي انطلقت بها الأحداث في كل من تونس ومصر، وخصوصا تونس، وبين البريكولاج والتخطيط المسبق لقلب الأوضاع في الجزائر رأسا على عقب، لن يستفيد منها أحد ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى. تقولين هل نحن لم ننضج كفاية لنقود ثورة ضد الفساد ؟ أقول نعم والسبب ليس عدم ثقتي في الشباب الجزائري، ولكن لأن الواقع الجزائري أكثر صعوبة وتعقيدا مما هو عليه في تونس ومصر، مع أن الأوضاع الاجتماعية تكاد تكون نسخة طبق الأصل في كل البلدان العربية حاشا دول الخليج التي تتمتع بفائض من الثروة مع فقر شديد في الوعي وتقليد غبي للثقافة الأمريكية.
هل صحيح أنك تريد الاستقالة من الشعر؟ هل الشعر يحتمل هذا النوع من التخلي… إذا كان جوابك بنعم: ألا يمكن وضع هذه الاستقالة في خانة الخيانة؟
هذه مزحة أطلقتها على "الفايس بوك" والغرض منها هو النقد السياسي للأوضاع... لقد قلت إن 30 سنة من الكتابة كفاية وأنوي عدم الترشح لعهدة أخرى، فالكتابة ليست منصبا سياسيا، وحتى لو قرر الشاعر أن يقدم استقالته من الشعر، فإلى من يقدمها؟ هل يقدمها إلى حبيبته أم إلى قرائه؟ أم يقدمها بدفن شعره على طريقة عادل صياد؟
سبق وأن قلت أن النخبة الآن قد سقطت مع الأنظمة، أو أنها تحاول أن تركب الموجة على حساب الشعب... ثم دعوت لسقوط النخبة العربية. هل هناك نخبة؟ ثم ما السبيل إلى نخبة لا تنحني؟
نعم للأسف... النخب العربية سقطت وفقدت دورها الريادي وأصبح الوضع الراهن يشبه الهرم المقلوب.. القاعدة في الأعلى والنخبة في المؤخرة أو في الأسفل، ولعلك قد لاحظت كما لاحظ الجميع أن الشارع في كل من تونس ومصر هو من قاد الثورة ثم التحق المثقفون والصحفيون والمحامون وغيرهم، وحتى جابر عصفور في مصر استقال تحت الضغط بعد أن قبل بالوظيفة في حكومة البلطجية، وكل ذلك يؤكد أو يؤشر على تراجع النخبة العربية وقبولها بدور الذيل بعد أن كانت هي الرأس (ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا؟) كما قال الشاعر قديما.
هناك برامج من طراز أمير الشعراء تسعى إلى تلميع الشعراء، أو لنقل صناعة نجوم شعرية. هل أنت مع هذا النوع من البهرجة، أم أنها ضرورة ملحة للقيام بالشعر؟
الذين يعرفونني حق المعرفة يعرفون أني لا أحب البهرجة والأضواء الزائفة، كما أرفض الانحناء لالتقاط الفتات الذي يتساقط هنا وهناك..
الأحذية فقط في حاجة دائمة إلى تلميع.. أما الشعراء الأصيلون فلا يحتاجون إلى برامج كبيرة مثل التي ذكرتها، مع احترامي لكل الجهود التي تبذل وتكون نواياها صادقة، فإن وجود شخص مثل مرتاض في لجنة تحكيم إحدى هذه المسابقات يجعل المشاركة الجزائرية تقتصر على أسماء بعينها وعلى تيار فكري وسياسي بعينه، وهذا الأمر قلته وأعلنته أيضا على "الفايس بوك" عدة مرات، والدليل على ذلك ما نشاهده هذه الأيام، وقبلها شاركت إحدى الشاعرات المغمورات بقصيدة مسروقة، فكانت الفضيحة بجلاجل، وهذا يسيء لسمعة الشعر الجزائري ويسيء للشعراء الذين يكتبون ويبدعون بعيدا عن الأضواء.
: وسيلة بن بشي - سميرة إراتني : حوار نشر مع الشاعر الراحل في "وقت الجزائر" في 14 فيفيري 2011
ــــــــــــــــــــ
قالوا عن رحيل الشاعر مالك بوذيبة
"حان دورك يا مالك لنرثيك بعدما رثيت كل الشعراء"
خبر وفاة الشاعر مالك بوذيبة كان قاهرا لسببين، الأول أننا فقدنا شاعرا فذا، والثاني أن رحيله كان بصمت بارد، أوشكنا أن نسمع بخبر دفنه بعد أيام بعدما غاب خبر وفاته، ولولا "الفايسبوكيون" الذين نابوا وكالة الأنباء الجزائرية في نقل الخبر، لصدق استشراف شاعرنا الراحل "ما الذي يترك الشعراء لقرائهم، في بريد الصباح، وهم يسقطون بلا سبب واضح، في الفراغ الرهيب، كما تسقط الثمرة الذابلة".
حج عدد من الشعراء إلى صفحة مالك بوذيبة على شبكة التواصل الاجتماعي "فايس بوك"، هذه المرة ليس لإلقاء السلام أو السؤال عن جديد مالك الإبداعي، لكن ليعزوا أنفسهم برحيل الشاعر وبجفاء قلم في عز عطائه، وهذه تصريحات بعضهم، فيما فضل أغلب الشعراء تقديم التعازي دون التعليق:
ـ عفاف فنوح
مالك... هل تسمعني هناك؟؟ هل تقرأ ما يكتب اللحظة على جدارك الكئيب؟؟ يارب وحدك تدري.. فارحمه واسكنه جنات الخلد... فموته سكتة قلمية لكل الأصدقاء!
ـ عبد الكريم قذيفة
كم كان فرحا مبتهجا وهو يؤسس صفحته الخاصة على الأنترنت.. بدا كطفل صغير أهدوا له لعبه يحبها.. كان سعيدا وهو يخبرني بمشاركته في حصة ليلة الشعراء بمحطة ورڤلة، كما لو أنه بذلك استعاد الشاعر فيه وهزم النسيان الذي طاله، لم يكن يعرف أنه بذلك يضع اللمسات الأخيره قبل مغادرتنا إلى الأبد.. كان يودعنا بطريقته، قبل 3 أيام تواصل معي هنا في "الشات"، أخبرني أنه مريض (قليلا)، وأنه يتطلع الى أن نلتقي في فضاءات إنسيانية وإبداعية نقيه، أقسم على ذلك، ولأول مرة لم يسألني عن الشهرية زادونا أم لا... بل تحدث طويلا عن الأصدقاء والعلاقات الثقافية وعن صفحته الأدبية التي يحلم بتطويرها.. كيف لم انتبه ولم أحس أنه كان بكل ذلك مختلفا، هادئا، ومسالما جدا.. وهو الذي كان شعلة من الحركة والنشاط، وكان لا يتردد في قول ما يراه بصوت مسموع. أصدقائي، أصدقاء مالك بوذيبة، لقد رحل عنا الشاعر والإنسان مالك بوذيبة، لن تجدوه هنا بعد اليوم، تذكروه، أحبوه أكثر، وأحفظوا شعره ومشاعره، ليظل فيكم، شاعرا رائعا وإنسانا صادقا وتلقائيا، اسألوا له الرحمة والمغفرة والسلام، فهناك سيرتاح بعيدا عن صخب الحياة، وعن حالات سوء الفهم التي تؤلم.. سلاما مالك وأنت تنام.. عليك السلام.
ـ كمال أونيس
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون، أكاد لا أصدق الخبر، يوم الجمعة فقط، على الساعة الثامنة ليلا رن هاتفي النقال على رقم جديد، لم أكد أصل إليه لأرد على المكالمة، حتى انقطع الاتصال، عاودت الاتصال بسرعة، وفي اعتقادي أنه رقم لصديق آخر.لم أتعرف على نبرة صوته في البداية، حتى أعلمني بنفسه أنه مالك، عرفته، كانت المرة الأولى وللأسف الأخيرة التي يهاتفني فيها مالك، بعدما طلب مني الرقم على الفايسبوك، وهي المكالمة الوحيدة بعد أكثر من 16 سنة لم نلتق فيها، تحدثنا لمدة 10 دقائق، توقف هاتفي لانتهاء الرصيد، عاود مالك مهاتفتي، اعتذرت له عن انقطاع المكالمة، قال لي بنبرته الهادئة، أعرف، وتكلمنا في أمور كثيرة، عرفت من خلالها أن مالك آثر العزلة، كما قال لي "من البيت إلى العمل" شعرت من خلالها أن مالك حزين، حزين جد، كما عرفته دائما، لا أستطيع أن أكمل.. الله يرحمك يا مالك ويسكنك فسيح جنانه.
ـ رابح ظريف
كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، رحمك الله يا مالك، صديقي الرائع.
ـ صليحة نعيجة
أيها الموت ترجل، أريد أن يعرف أصدقائي كم أحبهم قبل أن أرحل، أيها الموت ترجل.. لم يعد للعمر متسع كى نعرف غيرهم بضجيجهم وفوضاهم، مات مالك بوذيبة.. الشاعر الطيب.. هذا العام فجعت به وبالراحل مصطفى نطور.. على الأقل كنت أتأهب للخبر مسبقا بالنسبة للأستاذ نطور، أما أنت يا مالك فقد خذلتنا، سبقنا الموت، كنا ننتظر مناسبة ما بفيسيرا كي نشاغب و"نمنشر في شكري". ـ سامية عبد الله
مالك بوذيبة: أيها المتدفق من دهشة آخر الأنقاض الوجعية، في خضم هذا البحر الآمن.. من تراث الجوع الأدبي من الضمير المثقوب الوعي..؟ من ضوضاء التواضع.. فارس لا ككل الفرسان، يرتدي قبعة الأحزان، اغتراب الأوطان يجمعنا البحر، يجمعنا شمل الأدب.



نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس