الموضوع: لصوص الثورة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 04 / 2012, 19 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
علاء زايد فارس
مهندس وأديب يكتب الشعر

 الصورة الرمزية علاء زايد فارس
 





علاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

Talking لصوص الثورة!

لصوص الثورة!
بقلم علاء زايد فارس






[align=justify]
كان يجلس في المقهى يدخن سيجارته بينما كانت حواسه العشر غارقةً حتى النخاع في متابعة آخر الأخبار حتى حفظها حفظاً عن ظهر قلب، وبينما هو كذلك كان يهمس في نفسه:

مساكين هؤلاء القابعون تحت البرد يحلمون بالأوهام، هم لا يدركون أن لهيب الصيف سيدركهم أيضاً وهم على هذا الحال، أما الزعيم فهو جالسٌ في قصره يتنعم بمشاهدتهم وهم يتعذبون من أجل إزاحته عن الحكم...
لا أمل في نجاح هذه الثورة، من سيجني ثمارها فقط هم الباعة المتجولون الذين يبيعون البليلة والساندويتشات والمشروبات للثوار...

الثوار لن يجلبوا للبلد إلا الفوضى وضيق الحال، فالبقاء تحت حكم المستبد هو خيرٌ من الحياة في ظل الفوضى وانعدام الأمن، وتلك الورقة الرابحة التي سيذبحهم بها مكر الزعيم!

وبينما هو كذلك جاء صديقه فهمي مسرعاً وقال له وهو يلهث متعباً:


ألم تمل من كثرة الاستماع للأخبار؟؟
هيا بنا هذه فرصتنا التاريخية لتحقيق أحلامنا ....


- اجلس ولا تتعب نفسك يا فهمي؛ الثورة ستفشل، لأن الزعيم لن يتنحى عن الكرسي حتى لو مات الشعب فرداً فرداً....


- يا رجل فكر معي بالمنطق، لقد نجحت الثورة في تونس وستنجح هنا أيضاً، تعال معي واستمتع بركوب أمواجها!


- أنا أفضل ركوب أمواج البحر!


- لأنك غبي ولا تقوى على اقتناص الفرص، نحن الآن على عتبة مرحلةٍ تاريخيةٍ جديدة، نظامٌ كاملٌ بخيره وشره في طريقه إلى الزوال؛ سيكون هناك الآلاف من الوظائف الشاغرة، وستتشكل أحزابٌ جديدة ومؤسسات مجتمعٍ مدني، سيفصل الكثير من الموظفين ورجال الأمن السابقين، والوزارات ستكون بلا وزراء ولا مدراء، وحتى منصب رئيس الجمهورية سيكون شاغراً!

قم يا صديقي معي قبل فوات الأوان، يجب أن يكون لنا دورٌ في هذه المرحلة الجديدة..


- وماذا لو بقي الزعيم في منصبه وجاء أمن الدولة الآن وأخذنا إلى ما وراء الشمس؟؟


وفجأةً توقفا عن الحوار، وأخذ يحدق كل منهما في الآخر، ثم أخذ فهمي يفرك عينيه ليتأكد من جودة أدائهما وهما يقرءان خبراً عاجلاً مفاده:

لقد قرر الرئيس التنحي عن السلطة وتسليم صلاحياته لنائبه والثوار الآن يحتفلون ابتهاجاً بهذا القرار!


لم يكملا الاستماع إلى ما تبقى من الخبر، فقد أدركا بيقينٍ لا يقبل الشك أن النظام على وشك الاندثار بخيره وشره وحلوه ومره، فخرج فهمي مسرعاً ليوقف تاكسي ومعه مزلاجه، ثم رمى صديقه سيجارته وجرى مسرعاً وراءه....


ركبا سيارة التاكسي والسائق تبدو على وجهه علامات الاندهاش!
ثم ما لبث أن باغتهم بسؤال :

هل أنتما ذاهبان للانضمام لصفوف الثوار؟!
- نعم


- لكن الوقت انتهى، فالرئيس قد تنحى الآن، والثورة لن تجلب لنا إلا الفوضى وتدمير المصالح!


- هذا هو أفضل وقت للثورة بالنسبة لنا....


- لماذا تحملا معكما مزلاجاً؟؟!

- ضحك فهمي قائلاً: لقد نصحنا أحد الأصدقاء بركوب أمواج الثورة...

- وماذا ستستفيدان إن ركبتم أمواجها؟؟!

- لدينا الكثير من الوظائف الشاغرة بدءًا من منصب الرئيس مروراً بالوزير حتى نصل إلى أجهزة الأمن المنحلة، على الأقل يمكننا الحصول على وظيفة في جهاز الأمن الجديد!
أو من الممكن أن نؤسس حزباً جديداً أو أن نصبح نائبين في البرلمان مستقبلاً...

وفجأة غير السائق وجهته وانطلق سريعاً....

- إلى أين تذهب يا رجل؟؟!

- لأحصل على مزلاجٍ مثلكما!

انطلق الرجلان ومعهما سائق التاكسي إلى الميدان الذي يعج بالثوار المحتفلين بالنصر، ولكن لم يستطيعوا الولوج إلى الميدان من فرط الزحام، فجاء فهمي لرجل يبيع البليلة بالجوار، وقال له:

اترك " البليلة" وتعال معنا لربما تصبح مرافق الوزير مستقبلاً!

- مرافق الوزير......؟؟؟!

- احملني أنا ومزلاجي على كتفيك وألقني على رؤوس الثوار...

قفز الرجل على رؤوس الثوار هو ومزلاجه، ثم قفز صديقه بنفس الطريقة، ثم لحق بهما سائق التاكسي، وبعدها تسلق بائع البليلة بعد أن انضم إلى صفوف الثائرين وأخذوا جميعاً يسبحون فوق الأمواج البشرية، والثوار يدفعونهم باتجاه المنصة، خطف سائق التاكسي الميكروفون من يد أحد الثوار وأخذوا يصرخون سوياًّ:

الله أكبر
الله أكبر
دم الشهيد لم يذهب هدراً

عاشت الثورة عاشت الثورة

فليسقط النظام!
فليسقط النظام!
[/align]



م.علاء زايد فارس
8/4/2012م



نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع علاء زايد فارس
 عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ،
فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!!
وَكُلُّ الْعَوَاصِمِ مَلَّتْ أَنِينِي ،
وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ...
أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ،
وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ..

الأديب الجزائري الكبير: محمد الصالح الجزائري
علاء زايد فارس غير متصل   رد مع اقتباس