الموضوع
:
الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
عرض مشاركة واحدة
10 / 04 / 2012, 57 : 01 AM
رقم المشاركة : [
14
]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
بيانات موقعي
اصدار المنتدى
: الجزائر
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
[gdwl]
قال في وداعه أصدقاؤه (جريدة النصرـ الصادرة بقسنطينة) 2012/04/09
[/gdwl]
لكأن أحدنا مات
سيف الملوك سكتة
كطعنة
مات مالك فتذكرت أني حي وأنه لم يكن ميتا بعد.. والآن سنضع باقة بلاغات
على قبره وأختار من الذكريات أنساها.. وهو ينام في الحانوت، ويأكل الياغورت
بالفرشاة والسكين.. وهو يرعى الفراشات والنسيان مع جمال بن عمار على الجسر
الأبيض، وفي غرفة حسن مساسط الثلاثية الأبعاد (لا يتفقان على قصيدة) كنا
نعيش حياتنا الافتراضية قبل الانترنت.. وفي شتاء مقاهي عنابة نحك الكلام
ببعضه كيما يضئ ونكتشف النار ثانية.. يخلط عصيري بقهوته، وأخلط قهوته
بعصيري، أصفعه ويتحين سهوي ليصفعني ضاحكا.. يا الله لم يكفه الشعر ليحيا
..
لم تكفه دموع حسين زبرطعي ولميس كما لم تفلح أبدا في ردع عبد الله شاكري عن
الموت.. هل صارت أنوفنا
(
ياأيها الأعدقاء) زجاجية لا تشم روائح جيفنا تمشي على أرض كانت أمنا..؟ ألم يحتمل قلبه الزورق بلوغ عقله سن الفراشة؟
..
يهمس
في أذن القلب.. إلى متى نتبادل أدوار الغياب؟ أرأيته يا سليم في سيرتا
وعقله برتقالة حتى أن السكران لا يصدق ما يفعله مالك؟ والآن سنتذكر أن لنا
دموعا، سنحبه ميتا أكثر مما أحببناه حيا.. سنتذكر شعره.. ونضع عرجون التمر
حيث لا يستطيع الوصول إليه
"
إذا عشت مشتاقا إلى تمرة * فما نفعه العرجون يوضع في فمي
"
تلك مجالس النميمة، لحم أحلامنا المتساقط.. ومحمد رابحي ميت يرزق والذين شيعنا جنائزهم مازالوا يدبون على أرض تدور على نفسها
مالك
يا مالك.. هل قررت الموت انتقاما منا؟ ماذا قال ملك الموت لك ليقنعك
بالغياب؟ هل أخبرك أن لاعب النرد، والماغوط، والسياب، وبوخالفة، وشاكري،
وفاروق سميرة، وبختي، وأمل دنقل، في انتظارك.. هل علي الموت أكثر كي أعرف
أخبارك؟ ذلك الكناري الجالس على كرسي موسيقي الآتي من سينية البحتري كان لا
يتحدث إلا همسا.. لا يقوى على الصراخ ولا يحب الصارخين على المنابر.. مالك
يا مالك لا تغب طويلا لا تفعل هذا بنا.. في سينما "الكرامة" لم يكن يكترث
لأحداث الفيلم بل لأحداث الكاميرا يراها من خلال المشاهد يترصد حركاتها
وبدهشة بريئة يحدثني عن ذكائها.. كان يحترم حذاءه كان لا ينحني إلا لحذائه
بمنديل ورقي يمسح عنه دموع الشوارع.. في بلادي أنا.. في بلاد البلابل.. لا
ينحني الناس حتى وهم يحصدون السنابل.. لا ينحني شعراء الحداثة حتى وهم
يحصدون المتاه.. وقبل منتصف الليل بعقربين رأيتك وحيدا عض الحزن قلبك
فاتكأت إلى جدار.. لم تستطع الكلام فتحدثت إليك لأساعدك على إخفاء حزنك
(
فقد كان في داخلي ما يكفنا سنة) ولمالك كبرياء النسور التي كانت جسوره نحو
رؤاه.. ولمالك أربعة فصول نفسية في اليوم.. دمه الذي لا يعرف لونه أحد
تتغير فصيلته حسب إيقاع قصيدته.. بعد أن بلغ سن النبوءة وصار أبا حاول أن
يقنعني أنه تغير وحاولت أن أقنعه أني صدقته.. لكنه كان يعلم أني أعلم أنه
..
مالك يا مالك هل كنا في التسعينيات في العشرين من عمرنا؟ هل كنا في
العشرين من عمرنا في التسعينيات من أحلامنا؟ هل تظن يا مالك أني صدقت
غيابك؟ هذه لعبة العبها مع غيري.. ألم أقل لك يا لميس أني سألتقيه هذا
المساء.. كان فقر دمك وغنى شعرك منسجمان.. ولم أصدقك يا مالك حتى وأنت
"
تتسكع في الموت طول الحياة" وتهمس في أذن اللامبالاة "مضى زمني.. وأنا
راحل راحل.. أرتدي كفني باحثا عنك يا زمنا لا يبيع دمي
"
آه يا مالك هل
كان الموت متنكرا في زي الحياة؟ كلماتك مازالت معلقة في الهواء وأنا أقطف
نجوم أفريل كلها لك.. أعصر الليل في كأسي وأشرب نخب غيابنا -فقد كان الليل
عطرك المفضل- مالك يا مالك لكأن أحدنا مات.. هل من هنا يذهب الشعراء إلى
موتهم؟ هل ها هنا لا تثير خطاك غبارا.. قل لي يا من حول أصابعه إلى نايات
ونفخ في النايات الجنيات.. من منا ابتكر الحزن أولا؟ لم تكن تشبه وجه الشبه
وكنت تصفق بلا أدب على خدود العالم.. والآن تستيقظ ورود الجنازات لتتجمل
لك.. فالورود التي تأخرت عن موعد العرس لا تتأخر عن موعد الموت يا صاحبي
..
كالآتي
..
تصرخ في آخر الربمات.. تدق على القلب وافتح.. لا أحد.. لا أحد.. مر الآتي
عدة مرات وأنا لست هنا يا بليغ الصفات.. وعندي من الموت متسع، وعندي بيوت
من الشعر مغلقة، وعندي من العودة العثرات –هكذان أنا- وكنت تحب الحبر
الأسود. هل تظن أني صدقت غيابك.. هذه لعبة العبها مع غيري
.
فتى الفراشات
إلى مالك بوديبة
في مهب رؤاه الفتى
يعصر الغيم في شفة الورد
..
وأشار إلى مطر قادم
من غمام مضى
..
قال: قد جاء في علم نفس الفراشة
أختي الفراشة
أن لها حدس الذئب
ذاكرة الفيل
خفة ظل المساء
فحين تطير على غابة الأمازون
تغير طقس أوروبا
وطعم الفواكه في الصين
قال: ومن عادة الياسمين
إذا هجرته الفراشة
أختي الفراشة
أكثر من ليلتين يموت
وحدث عن غجر
تركوا عندما عبروا في الهواء غناء
سيثمر في الصيف فاكهة
يفتح الغيب
والغيب ملك الإله
فارس السر
..
والسر أخفاه
في صدره ملكان
وكان بريئا كدودة قز
وفي رقة اليرقات
على آلة كهرمائية
كان يعزف حزن المساء
ويخفي اليعاسيب
تحت ثياب العراة
فالفتى
كان حين يعانقه الموت يحيا
وتخرج روحه من شجر الكستناء
ويسقط قلبه كالمزهرية
من طابق سادس في السماء
والفتى
..
كان يحمل في رأسه ذكريات البلابل
أخطأ ليل خطاه
مضى في مهب رؤاه الفتى
هادئا كالسلام
هادئا كالحمام
قال لي: قد رموا فوق جسمي ترابا
مشيت عليه كثيرا
سأفتح شباك قبري
أطل عليكم من اللا هنا
وهنا يا هناي
نحن كنا معا في الحياة
وصرنا معا في الغياب
تعثر بالناس
..
ظل كلامه يخفي رؤوس جبال
تفكر كيف النزول إليه
إلى قمر شاحب في المياه
ها هنا كنت أجمع وجهي من الماء
كان مضى في مهب رؤاه الفتى
هادئا كالسلام
هادئا كالحمام
سيف الملوك سكتة
كيف هو الموت يا مالك؟
سهيلة بورزق/ واشنطن
هل التقيت الموت أخيرا يا مالك؟
كنت مشدوهة إلى تفاصيل حزنك، كان يبدو لي عميقا تجتمع فيه ألوان الغياب كلّها، كنت أسرق من صمتك أسئلتي لأنثرها على اللغة
.
كيف هو المـــــــوت يا
مالك؟
هل هو حقيقي مثلك؟
قبل أيام قليلة
..
راسلتني كنت تسأل عنّي وعن غربتي
..
في
الأخير لا تجمعنا الأقدار إلا لتفرقنا..أمور كثيرة تحدث لنا في حياتنا ولا
نتمكن من حبها كما يليق بها..أيّها الكبير في حزنك وقصائدك وقلقك ومرضك لا
يمكنني أن أستسيغ خبر غيابك عن الحياة كما لو أنّك انتهيت وانطفأت فجأة
..
هذا الشعر الذي يملأ المدينة والأغنيات والأمكنة والأفكار والحزن ومحطات
القطار ينتصر لك أخيرا إنّه يصعد بك إلى الله ويعيدك إليك في دهشتك وقيام
ساعتك وخلاصك من الأسئلة
..
هل التقيت الموت أخيرا يا مالك؟
كيف هو؟
ما لونه؟
ما مقياس رعشته؟
ما لغته؟
أتحتمي بالموت منّا؟
لا أعاتبك..أنت ترحل بدهشة الكبار في صمت، ولا يمكنني البكاء عليك حتى لا أوقظك من رحمة الله فيك
.
نتعلم
من رحيلك كيف أنّ الحياة في شساعتها مجرد نص يكتبنا بلغات مختلفة لا
نفهمها ولا نشبهها ولا ننتظر منها أكثر من إجابة.. كيف ترحل وأنا لم أجب
على آخر رسائلك إليّ بعد؟
مالك..هل مت حقا؟
هل ستدفن حقا؟
هل ستصمت حقا؟
كيف
لم أنتبه في آخر رسائلك إليّ أنّك وحيد كيتم تماما كما تكتب قصيدتك في
عزلة تامة؟ كنا نتناقش على الدّوام حول الفكرة واللغة والقصد والمقصود
ولوعة الحبر والمجاز اللغوي وفتنة المعنى.. هناك ضوء ما يشعّ في مكانك
كدهشة ..أنا لست مجبرة على تصديق خبر غيابك، لكنّني مجبرة على الحزن والصمت
لأجلي ..كم سيضيق بي غيابك
.
ل
لموت أن يتباهى هذا الربيع
سليم رزقي/ فرنسا
منذ أكثر من عشر سنوات لم نلتق هذا ليس أمر. الأمر أننا لن نلتقي أبدا يا صاحبي
لم أره منذ أكثر من عشر سنوات ولن أراه و إلى الأبد... يا للفاجعة
كان واحدا من الأصدقاء غير المستعملين و غير القابلين للاستعمال الذين حملت أسماءهم في دمي عندما خرجت من البلاد
.
عرفته شاعرا على صفحات الجرائد بداية التسعينيات وعندما التقيته قرأت بل و رأيت شعره فيه
مالك و شعره كانا الوجه و القفا عكس كثيرين و عندما توطدت صداقتي به اكتشفت أنه ليس
من الصنف الذي يكتب بالحبر لقد كان يكتب بدمه عرفته بسيطا و لكنه لم يكن عاديا أي متكررا
.
هو من الشعراء القلائل الذين يكتبون الشعر و يتركون للآخرين الثرثرة حوله أو الارتزاق من فتاته
هكذا
عرفت مالك و اعرفه عندما جئت إلى فرنسا بقيت على اتصال به .كنا نتواصل عبر
شبكة الفايسبوك .كنت
أسأله عن الأصدقاء فكان يجد صعوبة في الرد .كان يقول
لي أرجوك لا تسألني سوى عن نفسي .الآن فهمت .كان يريد بالأحرى أن أساله متى
سيقول وداعا
...
في دردشاتي معه كنت أجده غير راض لم يكن بخير كان ناقما . كان مستاءا كثيرا
كنت أسأله عن البلاد فكان يرد بلا أمل لذلك ربما عجل بالرحيل
إذن
يشاء القدر أن يرحل مالك هكذا وبلا مقدمات . لقد تلقيت خبر موته على صفحات
الفايسبوك هنا في فرنسا لم يكن أحد بجانبي لألطمه أو اصرخ في وجهه احتجاجا
لم أجد أحدا يشاطرني اللوعة بقيت مسمرا أمام شاشة الحاسوب .لم أصدق إلا
بعد أن قرأت عمود صديقي بوفنداسة هنا أحسست بالعرق البارد يتصبب مني
.
ليس هناك أصعب من خبر موت يأتي من بعيد و موت من موت صديقي الجميل مالك
اللعنة
على هذه الغربة وللموت أن يتباهى لفصول أحسدكم يا أصدقائي هناك. على
الأقل انتم ستعزون بعضكم أما أنا في غربتي وهذه صفحة مالك تقول لي كل مساء
أنه
Hors ligne.
"
طوبى لمالك ... طوبى لبقعة الضوء
"
السلام عليك يا مالك، السلام عليك أقولها لك و أنا أدرك أنك لن ترد عليً هذه المرة ،
و
لكن لابأس ستكون بخير يا مالك،هل تعرف لماذا؟لأنك لا شك ستجد بقعة الضوء
التي فتشت عنها دوما في الحياة و في الشعر و لم تجدها ، ستجدها وحدك حيث لا
أحد،
و ستغمرك بضوئها و ستلامسها بحواسك اللامتناهية ، و سترى نبع
الشعر و بيته الأزلي هناك، كما سترى كائنات كلها طيبة و محبة لن تحسدك
علىموهبتك التي حسدك عليها أصدقاؤك من الشعراء ،أحبك القليل منهم و لم يحبك
أغلبهم
.
لا تأسف يا مالك ، لا تأسف حتى لا تأسف نحن، وعلام تأسف ؟
إنك
لم تترك وراءك ما يجعلك تأسف عليه سوى بعض الدواويين التي ستباع على
الأرصفة و ليس على رفوف المكتبات ، إنك لم تترك وراءك سواء شعراء و كتاب
أكلهم الحسد
و الحقد من بعضهم البعض و مزقتهم الدسائس و المؤامرات
.
لابأس يا مالك، فلقد قال صديقنا " مرياش" " العظماء هم الموتى"، لا بأس سأطلبك على رقمك كما كنت أفعل دائما
...
و سأكلمك
...
و سأحمل لك أخبارا سارة عن وضعي الصحي كما تمنيت دائما
...
و سأحدثك عن سهراتنا المجنونة ،سكتة سيف الملوك و جمال بن عمار
.
لقد بكيناك يا مالك، بكيناك كما لم نبك أحدا، و شهقنا كما لم نفعل من قبل، و حين أفقنا قلنا " طوبى لك يا مالك طوبى لبقعة الضوء
"
الشاعر : حسين زبرطعي
العائدون من الموت
...
مرفوعة إلى الشاعر مالك بوديبة
"
حيا
"...
جمال بن عمار
...
أيُّها
الإحسَاس
أأنتَ المدُّ الخاطِرُ المستوقدُ في الأعماقِ المهيمِن على القلب
أم أنِّيَ الموجُ المجزور* المنيب إلى البدء
أيها الإحساسْ
حمَّلتُك،
مذْ حمَّلتَنِي
الأَنفَاسْ
كيفْ ؟
... ... ...
أيُها الآتِي من جبال القندولِ و العنصلْ ، منْ سَاسكْ إلى الرّاسْ
*
لم تَتعَبْ روحُكَ ، أيْ ، نعمْ
لم تَتعبْ وأنت تصعد إلى علياء الشعر /نقطة البعث ، باضبط
في قاع اللّغة البوديبية
لم تَتعَب روحُك، و منذ قصائِدكَ الأُولى تفتّحتي ميموزة
*
أين تَبَاهى القولُ بمسرّاتِ الفتح المتبطِن في الذاتْ ،الذات الإنسانية التي هي الوجه ُ الحقيقيّ
والملاذ الحيّ الذي يجوهر إختياراتِ الكائنْ
لم تَتعب روحُك البتّة في بين الويدان
*
الجسر الأبيض*... و سيذكرُك
أتذكُر كم سهرنا في الحانوت ،
وأنت تأكل الياغورت بالسكين ، تضحك
...
كلانا ضحكَ من قلبهِ
لامن فوق كتفهِ أو من تحت فمِه
أتذكر جلستنا في مقهى الجسر، حسين زبرطعي سيف الملوك
وأنت تحرِق القصائدْ
تقرأ القصائد
تلتحِفُ القصائدْ ، لم تنمْ ، إذ تنامُ هي ،
__________
لابأس
...
لم تتعبْ أرواحُكم أيّها العائِدون من الموت
/
عبد الله بوخالفة /عبد الله شكري / بختي بن عودة
فاروق اسميرة ؟
لم تَتعبْ
...
ذلك لأنّكم تأتون من الموت/ الموت جسرٌ
الحياة ُ نقطة فقط ، نقطة عجيبة
نقطة تشبهُ الموت تمامًا كهذا الصباح المعلقِ
فوق جبال التّردد
*....
----
نقطةٌ أعمق من الفَلسفة وأوسع من الكيمياء
أو الرياضات
أين يصبح الجسد خلدًا بجسدِ اللّغة
،
الرّوحُ خالدة بمعنى النص
لم تَتعبْ روحُك أبدًا ولم تمُت ، فأنت حيّ بلغتِك/ جسدُك
خالدٌ في معناك/روحُك البوديبية
حياةٌ في حياةْ
لحظة بلحظة ، كفنٌ لكفنْ ، كيف تصِفُ لكَ دمَك
*
وهي المفجوعةُ بكَ ، مرجُومة بالهذيان والغَليان والخفقَان
أيّها الإحساس، أطلِق إحساسَك لا تنَمْ
خُدْهُ إلى الحياة
فهذا وقت دامُوس
دامِجَانَةٌ يحمِلُهاالإنتظارُ الفتيُّ
إلى الكشف ، من سيقرَأ رسَائلكَ إذن ؟
على شاطئ الوحدةِ ، غيرعاشقٍ لَبِقٍ مِجوَادْ
ياالله
...
،
خدهُ إلى الخلاصِ وخلِّصْهُ منَ الفقدْ ،
طهّرهُ برَحْمتكَ
ياالله ، يارب العالمين
آمين
آمين
----------------
هامش
:
المجزور: ربما أقصد بها المد والجزر
من ساسك إلى الرّاس : لغة أمية يُفسر معناها حسب النص
البوديبية :نسبة إلى الشاعر الراحل مالك بوديبة
تفتحتي ميموزة :جملة من ايات قصائد الشاع
بين الويدان : مسقط رأس الشاعر
الجسر الأبيض : شارع بمدينة عنابة
كهذا الصباح المعلق فوق جبال التردد : مقطع من مادا تستطيع الفراشة أن تحمله
صفي لي دمي :عنوان قصيدة للشاعر
ي
سألني مالك
يسألني لماذا أتألم؟
و الجثث اليتيمة أفلت و هي تعزف أشكال سمفونيات العزاء
...
"
التماسيح و الديناصورات و الفيلة " و تسألني لماذا أتألم يا مالك؟
تسألني لماذا أتألم؟
لقد صدقوا أنك مت يا مالك ... خبر تداوله الذين لا يدركون
"
أن الشعراء لا يموتون بل يتظاهرون بالموت
"...
"
من يحذرهم من فساد الظنون و من طعنة في الظلام الشفيف
"
و تسألني لماذا أتألم يا مالك ؟؟؟
تسألني لماذا أتألم ؟
حين نتناول " ما الذي تستطيع الفراشة أن تحمله
"
و انت تتلو علينا ما الذي يكتب الشعراء و هم خائفون؟
"
كما ينبغي أن تخاف الطيور على ريشها
"
من رذاذ المساء و هم جائعون ... و تسألني لماذا أتألم يا مالك؟
تسألني لماذا أتالم ؟
و كتاب الحداثة يبكونك شعرا وحبا و يبكونك فراق و حسرة
حسين ، جمال، سيف ، لميس و الميت الذي يرزق ... يبكونك بكاءا يفقد البصر
و لهم أن يبكوا شاعرا رحل من غير وداع...و لأنك تستحق هذا البكاء
لإنهم يدركون هذه الفراشة لن تحترق ... و هذا الشاعر في رحمة الله
و ستبقى عزيزا في قلوبنا
و سوف نحكي لأطفالنا عن مالك في ليالي الشتاء و في كل الفصول
المسرحي: جمال صمادي
شذرات من نشيد شاعر قاوم الموت ثم انهزم
..
بقلم/ يوسف وغليسي
في
البدء كان (مالك) الشاعر، وكانت (بين الويدان) زينة الحياة الدنيا، ثم كان
الموت الرهيب، وكان الوداع على حين غرة...فالواداع... الوداع أيها الودود
اللدود! وداعا أيها المسافر في القلب ذكرى موجعة لا تبيد أبدا...وداعا يا
مالك القلب والشعر،، وداعا يا قريبي في الحبر والتاريخ والجغرافيا، وشريكي
في الماضي والمصير، وحبيبي في الآلام والأحلام، وصديق الطفولة الأدبية...هل
كنا نحتاج إلى الموت حتى نتصالح؟
!
ما أسوأنا وما أخبثنا و ما أرخصنا
!....
وحده الموت الجبار يقوى على مصالحتنا رغم أنوفنا
....
إنا لله ...وإنا للموت... وإنا للحب، وإنا إليه راجعون
!
اللعنة
علينا جميعا، لعلنا ضاقت صدورنا عن صاحبنا ولم نستطع معه صبرا (تماما
كموسى وصاحب الحوت)، أو لعلنا أجمعنا على الخطأ في حق (مالك) حين عاملناه
كما نعامل أنفسنا، ولم نقدر سيكولوجية عصابيته العصيبة، أو لم ننتبه إلى
استثنائية مزاجه الشاعري المتقلب، ثمة شعراء استثنائيون (و مالك منهم
)
يعتقدون أن من حقهم أن يهربوا جنون اللحظة الشعرية من النص إلى الحياة،
وأن يعيشوا في حياتنا كما هم في نصوصهم، وسرعان ما يسقط هذا الحق فيشعرون
بإحباط اجتماعي فظيع ينتهي باللاتواصل بينهم وبين أفراد المجتمع فيزيدهم
ذلك إحباطا وانهزاما وانعزالا، وتبدأ فصول المأساة الإجتماعية لأفراد هذه
الفصيلة النادرة المهددة دوما بالإنقراض. يا إلهي، كيف لم ننتبه إلى هذه
السلالة الشاعرية العجيبة إلا بعد فوات الأوان ؟
!...
***
لا
أدري لماذا أجد هذا الشبه الفني والتاريخي بين مالك بوذيبة وشاعر عربي
عجيب إسمه عبد الحميد الديب (1898 – 1943) ، كانوا يلقبونه (شاعر البؤس
)
،
حيث ثقلت مؤونته على ذوي قرباه، أراد وزير الشؤون الإجتماعية المصري أن
يشفق عليه فوهبه وظيفة في مكتب من مكاتب وزارته، وحين دخل الشاعر مكتبه
الجديد وجده طللا يرثى لحاله، لا طاولة فيه ولا كرسي، فقال بيته الشهير
:
«
بالأمس كنت مشردا أهليا * واليوم صرت مشردا رسميا
« !
وكذلك عاش مالك البؤس والتشرد هاويا ومحترفا
!
...
من أراد أن يفهم هذا فليقرأ سيرة ذاك
!
***
هو
شاعر أنهك الموت أسرته، وقد بدأ أفراد أسرته الكبيرة نسبيا يسقطون كأعجاز
نخل خاوية، منذ مطلع سنوات التسعين، مات شقيقه (سعد) مريضا، ثم مات شقيقه
الأكبر (عمار) مغتالا، وماتت أمه (عمتي الزغدة) بعد مقاومة عسيرة لمرض عصبي
متقطع، ثم مات والده (عمي الصغير)...فأي قلب حديدي يستطيع أن يحتمل نشيج
كل هذه الجنازات الفظيعات ؟
! ...
وبدأ مالك يتحسس الموت يسري في أوصاله،
ويقاومه بالكلمات... كان يقول: «كنت مثل صفوف النخيل أقاوم موتي...» وكان
في مستهل قصيدته (لك أحلام، العذارى والقصائد) المرفوعة إلى عبد الله
بوخالفة ذات صيف (1989) يردد مع أحلام مستغانمي
:
«
الشعراء فراشات لا
تعمر طويلا..البقاء للتماسيح والفيلة، موتوا شعراء ولا تعيشوا تماسيح
!» !
،
وكذلك كان يحيي الثلاثي المنتحر (عبد الله بوخالفة وصالح زايد و صفية كتو
)
بقصيدته (مزيدا من الموت شعرا، مزيدا من الإنتحار
)!...
وقد خشيت عليه
أن يفعل ما فعلوا حين كان يزورني آنذاك في غرفتي الجامعية بقسنطينة، ويردد
على مسمعي بين حين وآخر مقولته اليائسة: (جسور قسنطينة تغري بالإنتحار
)!
،
كأنه ألبير كامو وقد قال: (مقابر عنابة تمنح شهية للموت
)!...
ظلّ مالك يقاوم موته و(يؤجلهُ) ما استطاع إلى ذلك سبيلا، حتى فتك به الداء اللعين وأرداه ميتا في لحظة لا تقبل التأجيل
...
***
لا
أدري أيضًا، إنْ كنت قد استشرفتُ موت صديقي، وأنا أقرأ كلمة كتبتها في
حفلة تكريمه التي نظمتها مديرية الثقافة بسكيكدة (سنة 2007)، قلت بالحرف
الواحد في ختامها: «.. إننا لن ندرك قيمة وجود مالك بوذيبة بيننا إلا بعد
رحيله، ولن نقدر حضوره مادام بيننا، فاستمتعوا بجمال هذا الشاعر في حضوره
قبل أن تفيقوا ذات يوم ( لاقدر الله!) على خبر افتقاده. تمتعوا إذن بهذا
الجمال الشعري البديع، ولا تنسو أن عمر الزهور قصير
!»!!!
فهل تواطأنا على موتك أيها الحيٌ في قلوبنا؟
!...
***
تعرفت
إلى مالك (الذي يكبرني –تاريخيا – بعامين اثنين، ويبعد عني – جغرافيا
–
بثلاث كيلومترات): عام 1982، كان زميل الدراسة المتوسطة لأخي الذي سبقه
إلى الموت منذ 12سنة، وكنا نلتقي مرارا في حافلات النقل المدرسي (وسيارة
عمي يوسف بن شعيبنة ذكره الله بخير) على محور بين الويدان – تمالوس، وثم
بدأت تتشكل ملامح صداقتنا الإنسانية والأدبية
...
كان مشاكسا مشاغبا ،
يهوى قراءة الجرائد والمطالعات الحرة، يستثقل الانضباط الدراسي ويعشق
التسيّب المدرسي! ، وكانت له في كل مرة حكاية مع وثيقة صك الغفران!، وورقة
الـ
(Billet d›entrée)
التي نكفر بها خطايا غيابنا، لدى المراقب العام،
ودون صعابٌ، ودون ذلك صعابٌ وصعاب، أبسطها إحضار ولي الأمر
.
وخلال
الدراسة الثانوية بدأت عذابات المسالك والممالك العذبة في رحلة الشعر
..
إلتقينا مرة أخرى، وجها لوجه، على بوابة قصيدة في صائفة 1987، عام
حزننا/ فرحنا الشعري، نشر قصيدته الأولى (أحزان تستوطن قلبي) في جريدة
(
النصر)، أياما قبل نشري قصيدتي الأولى في جريدة (أضواء)، وبدأ تقاربُ آخر
بين ضفتي البحر الشعري...بدأ مالك يضع قدما «على مدارج التخييل» بالنصر
(
في عهد المرحوم مصطفى نطور)، وأخرى على «مسالك الإبداع» بأضواء (في عهد
الغائبة الطيبة الذكر نزيهة زاوي درار).. بدايات قوية جعلت السيدة نزيهة
تصفه بأنه (مشروع أديب)، وبعد عام (في خريف 1988 تحديدا) أغراني هذا الوصف
فرحت أستجمع قواي النقدية المحدودة ابتغاء تأكيد أن المشروع قد صار على
وشك التنفيذ، جمعت ما أتيح لي من نصوصه الأولى (دعيني قليلا، شعار في مهب
العواطف، أخاديد في وجه الزمن، القبلة السبعون، برقيات حب... برقيات
حزن،...) ثم نسجتُ من حولها دراسة طويلة جعلت السيدة نزيهة تخصص لها
الصفحة الشهرية (المرفأ الشهري) من الجريدة الأسبوعية كاملة، وقد وطأت لها
بكلمات تشجيعية كبيرة (لي ولمالك)، ذكرتني بكلمة التشجيع الخالدة التي
فعلت فعلها في حياة العقاد حين قال عنه محمد عبده – وقد قرأ كتاباته
البسيطة الأولى: - ما أجدر هذا أن يكون كاتبا! كانت دراستي البسيطة تلك
أول عهد تجربة مالك بما يشبه النقد
.
كنتُ مزهوا بما فعلت، وكان صوت
طفولي في أعماقي يقول: ما أروع أن تكون أول طائر نقدي بهي يحط على هذه
الأغصان الشعرية الغضة الطرية! والعاقبة للاحقين الذين تعاقبوا على تلك
الأفنان في فترات متقاربة، أذكر من بينهم في ذلك الزمن الأدبي الجميل
:
عاشور بوكلوة وعلال سنقوقة ومحمد حسونات وناصر يوسف وشارف عامر
...
بعدها
حاورته ثلاث محاورات مطوّلة: أولاها في «أضواء» (جوان 1990)، والثانية في
«
النور» (أكتوبر 1991)، والثالثة في «الحياة» (صائفة 1994)، كانت مقدمة
المحاورة الثالثة سبب جفاء طويل بيننا، أدخل علاقتنا في غيبوبة مطولة
استمرت ثلاثة اشهر كاملة أو تزيد، وكنتُ أستحقٌ عقاباً أكبر
!
***
مالك
بوذيبة هو شاعر الطفولة بامتياز شديد... كما أن ديوانه الأول (عطر
البدايات) هو طفولة شاعر، ديوان دبجه قلمُ طفل كبير، يتضوع منه إحساس طفل
فقد الأمان في محيطه وموطنه، فراح يلوذ بالكلمات ويحتمي بالقصائد، فكان
هذا الاحتفاء بهذه الجزيرة السرابية الساحرة في عمر الإنسان وذاكرته
الزمانية والمكانية، يكفي أن تكون معقل الحلم والصفاء والسذاجة والبراءة
والعفوية والوفاء، كي يعلن أنَ «الشعر رحلة مضمونة الوصول إلى الطفولة
»
،
ووفقا لهذا الاعتقاد البريء كتب (روائعه) الشعرية الأولى: صبابة شاعر،
جدارية الحلم الطفولة، تنويعات على حلم طفولي،
....
ومنذ البدء، اختار
عدم الانحياز إلى شكل شعري دون آخر، انحاز فقط إلى الشعر الصادق الجميل
حيثما وُجد وفي أيّ قالب تشكل، كان يسْخر من أولئك الذين يفاضلون بين
شعر عمودي وآخر حر، ويقول إن المفاضلة تذكره بمن يميز بين قمح صلب وقمح
لين
!..
***
وحده (معجم
)
البابطين للشعراء العرب المعاصرين) ينفرد بإيراد سيرة وجيزة لمالك، مرفقة
بقصيدته (قراءة في كف زرقاء اليمامة) و(تفريعات على حلم طفولي). لا
(
موسوعة الشعر الجزائري) ذكرته، ولا (معجم الشعراء الجزائريين) أوْمأ إليه
ولا عاشور شرفي في قاموسه البيوغرافي العظيم فكر فيه
...
قُدر عليه أن
يظل نسيا منسيا، أو كأن هؤلاء جميعا وغيرهم قد توحدوا ضدّه، دون اتفاق
مسبق بينهم... الكلٌ أجمع على النسيان، يوم صار التذكر مُعممًا حتى على من
لا يستحق أن يذكر، أو من على هذه الأرض الشعرية لا يستحق الحياة
!..
***
كان
مالك كثيرا ما يرى نفسه خروفا أسود في قطيع أبيض! تمامًا كحكاية عباس
الأبيض في اليوم الأسود! فهل آن أوان إعادة هذا الخروف الشعري الوديع إلى
قطيع الشعرية الجزائرية المعاصرة، لتحديد موقعه منه وتوصيف جمالياته
الفتانة؟
!..
الرحمة عليك يا مالك الحزين في قبرك السعيد إن شاء الله
...
والصبر والسلوان لك يا (أُم أنس
)!....
-
يوسف وغليسي
صباح التاسع نيسان من عام الحزن
!
موت مالك أو التحليق خارج "كونتا مينا" الفساد
سلوى لميس مسعي
سوف لن أنسى مالك .. وسأظل أحتفظ بموتتي في حلم بقائه .. ستظل عيني على الشمس التي خطفته منا لتعبث به في روحها
.
كان دوما شبيها لأمه الشمس لذلك سمي أشقر الشعراء
.
لم
يستطع أن يصف دمه .. لصفرة كانت ممتدة حتى في هوائه كذلك أراد لونا له منذ
أول أغنية حب وأول امرأة التقاها ليقول لها "صفي لي دمي
" !!
سأصف مالك
بالتفاصيل التي لم يكن هو نفسه يراها في نفسه ولو كان علم يوما أنه يستحق
عمرا أطول ما كان مات سريعا وأوقف أجنحة الفراش عن التحليق «أعاتبك يا
صديقي أنا التي لم أودعك حتى .. ولم أمنحك ما يكفي من الحب والدفء كي تبقى
..
لذلك أراد قلبك التوقف عن الحياة والرحيل في هضبة الأربعة والأربعين
.
منذ الإثنين وأنظارنا باتجاه السماء تماما كما تنهيداتنا تماما كما ذاكرتنا التي نستوقفك عندها
.
لقد
غير مالك مساره الى الأبد واختار أن لا يكون معنا في أرض للأسف لم يعد
عليها ما يستحق البقاء.. لأنه وببساطة لم يقو على تحمل كذبنا بالخلود !! أي
نعم والله .. صدق ما فعل قلبه الصغير.. اختار السكوت عن الضوضاء وعن
الاجابات التافهة ربما ليثبت أن لغة الطيبين لم يعد يفهمها الأشقياء
!!
وحتى
لا نعوّل على بقائه أكثر وحتى لا ينخرط في لعبة السعادة التي نمارسها
«
نفاقا.. وغباءً» على أنفسنا وظّل الفتى الأشقر أن لا يحيى بعد اليوم
أحدا
!!
لا يحتاج مالك للعزاء بقدر ما يحتاج لالتفاتة جديرة تجعل
كتاباته التي خلفها تحت الضوء يحتاج منحه –على الأقل- تأشيرة البقاء بيننا
وأدعو فعليا كل المقصرين في حقه الى الاشتغال على كتاباته بشكل جدي وموسع
تضامنا مع أنفاس مشروعه الشعري الذي اختنق باكرا
.
الطفل الذي التحق بركب الكتابة بحذاء الشعرية الجديدة
كان
مالك عضوا بنادي الإبداع الأدبي والفني بعنابة إنخرط في تسعينيات القرن
المنصرم في أجواء الكتابة الحديثة مع كوكبة من كتاب عنابة وولايات الشرق،
ومر عليها وهو لا يزال طالبا بجامعة التكوين المتواصل شارك في العديد من
الملتقيات الأدبية وإستطاع وفي فترة وجيزة التحليق بعيدا في فضاءات النص
الشعري الجديد ومنذ قصائده الأولى نهاية الثمانينيات عانق مالك الحرف بكل
ما يحمل من صدق وعمق لم يقص حتى وهو يجدد في لغته وأفكاره الأجيال التي
سبقته.. بل إعتبر نفسه تلميذا في مدرسة الحداثة، محاولا التأسيس لمشروع
شعري مختلف، ربما لم يأخذ حقه، ربما غافلنا ورحل، ربما إختارته الموت
إيمانا منها بطبيته وصدقه هو الذي كان ملاكا مشرقا بإستمرار لم يسمع لصوته
أفأفة حتى عندما تنكر له الأقربون من اصدقائه ومعارفه ظل في الهامش ينحت من
قلبه كي يفرحنا ولم تذله الحاجة فيعطي بظهره للفرح تمسك مالك بالحياة غير
أن قلبه الصغير أبى إلا أن يقول كلمته الأخيرة للحياة
: «Stop
أيها الهواء
الملوث
!!dégage
؟
».
توقيع
محمد الصالح الجزائري
قال والدي ـ رحمه الله ـ
:
( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع محمد الصالح الجزائري المفضل
البحث عن كل مشاركات محمد الصالح الجزائري