رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
الأستاذ الكريم نبيل عودة
العلاقات الإنسانية علاقات تجارية
هذه المقولة وردت على لسان ماركس أظن و إن أنا نسبتها للفكر المادي فلي توضيح على ذلك لم أتناوله في ردي السابق حتى لا يتشعب الموضوع و أنا سردت ذلك في سياقه أما أن حضرتك تركت المقولة في حد ذاتها و التي اعتمدتها في تحليلي لمفهوم الإبداع و النقد والتي هي نتيجة فكر مادي و بدأت في نقاش مفهوم الفكر المادي و الذي لا أختلف فيه معك فهذا ما لم أدرك مغزاه أهو استطراد ليتحول الموضوع لنقاش الفلسفة الاشتراكية و مفهومها ؟ إن كان كذلك فأنا غير مؤهلة لنقاش الموضوع لأني لست متخصصة في هذا الميدان و لا أهرف بما لا أعرف
بالنسبة للتعريف بالفكر المادي تقول حضرتك المادية أو الفكر المادي هو توجه فلسفي مضاد للمثالية ينطلق من أولوية المادة أي الطبيعة الواقع الموضوعي و يعتبر الوعي صفة له و المادية كمذهب تعمم إنجازات العلوم الطبيعية و الإجتماعية
لا اختلف معك في هذا الطرح وهذا ما أعرفه جيدا من خلال دراستي للفلسفة و أنا في الجامعة
تقول أن الفكر المادي مضاد للمثالية بمعنى أنه مضاد للمثل العليا الدينية والتي هي مثالية و هذا ما جاء به الرسل و الأنبياء و ماركس يعتبر الدين أفيون الشعوب إذا هو لا يعترف بوجود المثالية الغيبية و يعتمد في تفكيره على كل ما هو ظاهر و محسوس و ملموس كالطبيعة و الواقع الموضوعي إذا الفكر المادي هو فكر يقول بأن العلاقات الإنسانية تبنى على مصالح مشتركة لا يكون أساسها الغيب و المثل العليا بل تكون العلاقة مبنية على مقابل مادي في حياة الفرد وهو لا يتعامل مع الغيبيات بل على أشياء لها وجود محسوس في محيطه
و هذا ما قصدته بقولي الفكر المادي بعيدا عن الفلسفة و تعقيداتها بل تعرضت للفكر المادي كفكر نعتمده في حياتنا الإجتماعية و الإقتصادية و الأدبية في عصر طغت فيه المادة على العلاقات البشرية و الذي مرده هيمنة هذا الفكر على مفهوم الأدب و الإبداع في ظل الهيمنة الغربية الإقتصادية و الفكرية و الحربية (على الشعوب المتخلفة) و التي شعارها ترسيخ مفهوم العولمة التي تكرس أحادية النظرة و لا تعترف بخصوصيات الشعوب و لابهويتها و أنتمائها إلى بيئة جغرافية تاريخية لها تراثها و حضارتها
مقولة العلاقات الإنسانية هي علاقات تجارية هي ثمرة الفكر المادي الذي يعتمد بالأساس في تحليلاته و إدراكه للوجود الإنساني و الكوني على الطبيعة الجغرافية و علومها و الطبيعة الإنسانية و علومها بما في ذلك علم النفس و الإجتماع ليقول لنا ان الدين هو أفيون الشعوب باعتبار أن الدين يدعو للإيمان بغيب ليس له وجود مادي ملموس و محسوس
لا أناقش صحة أو غلط الفكر المادي بقدر ما أني أوضح واقع نعيشه له تأثير بالغ الخطورة على واقعنا العربي الإسلامي وهويتنا و أنتمائنا البيئي و الجغرافي و التاريخي و تراثنا وخصوصياتنا الحضارية
|