عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 04 / 2012, 40 : 01 AM   رقم المشاركة : [22]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))


الأنثى هي الأنثى في كل مكان وزمان ؛ وما لا تستطيع قوله بلسانها تقوله بجسدها ..
وكان جسد بيرنا يقول أنا الأنثى التي تريد أن يصنعك جسدها من جديد !
قد يدفعك لتصبح ناسكا أو قاتلا .. وقد يدفعك لتصبح شاعرا متفوها بأحلى كلمات الغزل ،
أو حاقد معتد آثم مغتصب كريه ، وقد يجعلك ديوثا ذليلا ، كلبا يزحف تحت أقدام الشهوة
أو يدفعك نحو الخطايا والجنون أو الظنون ، أو يدفعك لتمارس انسانيتك كما قُدّرَ للإنسان أن يكون
وقد يدفع أمة بأكملها نحو الحرب أو السلم أو يهزم أمة بأكملها حين يتلحف الجسد العاري
بلحف الأخبار والأسرار في سرير مغتصب مغرور !!

لقد كان وليد على وشك ان يسألها إن كانت مرتبطة بأحد ولكنها قطعت عليه سؤاله وقالت !
- " إني شعرت بالبرد قليلا دعنا ندخل إلى الغرفة لأريك بعض الصور لعائلتي "
جلسا على حافة إحدى السريران يشاهدان الصور معا ، تمرر بعضها بسرعة وتتباطأ في عرض اخرى
تتوقف يديها كليا ثم تستأنف .. أما وليد فلم يعرف ما كان يشاهد !
رأسه بالقرب من رأسها وأنفاسهما تتنقل بين خطيّ رئتيهما اللتان تتنافسان على نقل
الكمية الأكبر من " الكربون " ! لماذا تتنفس الأشجار هذه المادة ليلا يا ترى
أتختلج مشاعرها وتسرع النبضات في عروقها كالبشر وتتبادل الأنفاس ؟؟
خرجا إلى الشرفة ثانية وجلسا يسألان بعضهما عن عدنان وسعاد وبين الفينة
والفينة كانت بيرنا تفتعل القلق على صديقتها وكذلك وليد !
في لحظات صمت طويل كانا ينظران فيها نحو الشارع المتعرج في سكون ليلة لم يقطعه سوى نباح كلب بعيد ،
ينظران نحو السماء المتلألئة بالنجوم التي أوحت لبيرنا بالغناء فغنت.
- هل تحب فيروز مثلي ؟
- سوف أعشقها لأجلك لكني حقيقة أحبها .
- وأي أغنية من أغانيها تحب اكثر ؟
- همممممم ، كل ما تغنيه أحبه ولكني أعشق اغنية " وقف يا اسمر في إلك عندي كلام "
صارت بيرنا تدندن بلحن تلك الأغنية ، والكلمات تخرج من شفتيها همسا قد جعلت من حاسة السمع
عند وليد يتلاشى لحساب عينية اللتان تتفرسان بشفاهها وهي تموج بلحن الغناء كسنفونية سحرت كيانه
اقتربت بكرسيها من كرسيه مرة ثانية ، فتقدم ، أمسكت يده وقالت :
- أتضعها على خدي ؟!
منذ اللحظة الأولى التي شاهدها واقفة في مطار بيروت ، تمنى لو لثم أصابع يديها
وكذّب حلما تراءى له بانه يقبلها ، ولكن العجيب أن إحساسه باشتهائها كان يصغر كلما زاد حبها في قلبه ،
عندما لامست يده خدها طوقتها بإحدى بيدها ، أغمض عيناه ، تلاشى، صرخ في أعماقه أن " يا رب ارحمني!"
وحدك يا إلاهي تُدرك إني لست نبيا .. وكذلك لست عصيا.. !
وإنما هو يا رب قلبي .. إنها الحلم الذي لم أتخيل يوما بأني سوف أحلمه "
أخذ يديها المستسلمتين ووضعهما على وجهه .. اقتربت شفتاه من باطن إحداها فقبلها قبلة رقيقة
وضع وجهه بين يديها فأخذت إحداهما ووضعتها على رأسه ، شعر بحنان لم يكن بغريب على احساسه .
حين مرضت أمه مرضا أجلسها في الفراش لأول مرة كان لا يفارقها ، يقف بمعظم الوقت إلى جوارها
ممسكا بإحدى يديها ، يلثمها ، يقبلها ،يضع وجهه فيها بين وقت وآخر ، كانت تسحب يدها الثانية
وتضعها على رأسه ، تعبث بشعره الناعم الطويل ، تترضى عليه وتقول له سأشفى بإذن الله قريبا !
كانت يدها تبث في روحه العطف والحنان ، يدعي لها بالشفاء وطول العمر ودموعه تملئ كفها ..
تذكرّ ذلك جيدا. وها هي الذكرى تُملي أبجدية ذلك الإحساس عليه ، بكى دون دموع وتمنى لو كان طفلا لينام على صدرها ويغفو !
:
صار الصبح يتنفس .. وصوت صياح ديك بعيد قد أنبأ بقدوم الفجر الجديد ،
نسيا نفسيهما على تلك الشرفة .. نسمات بحرية باردة لسعت جسديهما المتقابلين و روائح زكية تنبعث من عمق الغابات ،
وأوراق الأغصان تتراقص لاستقبال الشمس بعد مغيب ، وراديو الترانزستر ما زال على نفس الموجة التي كانت
إذاعتها لا تقدم سوى الكلاسيك من الموسيقى ، وتشبه تلك التي سمعوها في سهرة الأمس ..
فبالأمس جلسوا لأكثر من ساعة في إحدى قاعات بلدية المدينة يستمعون إلى مثل هذه الموسيقى الجميلة
دعاهم إليها " ديمتري " وكان الحفل جزءاً من برنامج احتفالي بمناسبة الذكرى السنوية " لتحرير" بلغاريا من النازية
حين دخلت القوات السوفييتية إلى العاصمة " صوفيا " وحررتها .. يبدو أن البلغار من عشاق الكلاسيك من الموسيقى .
:
- هل تخشين على سعاد من عدنان ؟ سأل وليد وحملق في وجهها !
- سعاد فتاة قوية لا يُخشى عليها .
- ولكن هل تخشى الفتاة من رجل يحبها ؟
- بصراحة يا وليد هذا لم أدركه سوى هذه الليلة ، كنت قبلها أخشى بالفعل ، ولم أكن أرى
في أعينهم سوى الشهوة التي تدفعهم للقول الجميل .. ولكني الليلة شعرت إلى جانبك بأمان .

- اسمعي يا حبيبتي (قالها للمرة الأولى ) نحن في ثقافتنا الدينية نعتقد بأن " ما اجتمع رجل وانثى
إلا وكان الشيطان ثالثهما "
كنت أشك في هذا القول من قبل ، ولكني الليلة أقطع الشك باليقين .. فأنا
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس